كامل كامل

هل يوجد حرب على الإسلام؟

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك من يعيش حياته جمعاء في صدامات مع الدولة، ومعارك مع من حوله، ويهرب من مكان لآخر، ويغلف الخوف حياته، ويسيطر الجحيم على حياة أسرته، والمآسي تتوغل بعائلته، حتى أصدقاءه يمسهم الضر، كل ذلك في سبيل أنه يحارب من يحاربون الإسلام، وأنه جعل نفسه جنديًا في الجيش الإسلامي لمواجهة أعداء الله وأعداء الرسول وأعداء الدين، وأعداء المسلمين.

يترك هذا الشخص أو الجندى كما يوهم نفسه، عمله وأسرته وأصدقاءه حتى بلاده، ليعيش وسط قساوة الجبال، حياة لا تسمن ولا تغنى من جوع، وكل ذلك في سبيل أنه يحارب أعداء الله، يظل يدور في فلك هذا العذاب والمطاردة ويظل يغذى عقله وعقول من حوله بأنه على صواب وكلما عانى وأبتلي أو واجه صعوبات يتيقن أنه على حق وربح البيع، ويظل مقتنعا بأن أعداء الأمة على مر العصور لم ولن يتركوها على هُويتها الإسلامية وثقافتها الإيمانية، بل يكيدون لها  في الليل ويحاربونها في النهار، ليزحزحونا عنها، ويطمسونها عنا، بتذويب الهوية الإسلامية والقضاء على مقومات كيانها، وعلامات القوة فيها، واحتوائها بأخلاق الضعف والانحلال والإباحية.

 يظل يصور لنفسه ولمن حوله أن كل شيء في العالم يحدث من أجل تكريس الهجمات على الهوية الإسلامية، وأن العولمة عبارة عن هجمة غربيَّة وأمريكية لتذويبٌ الهوية الإسلامية، وأن العلمانية تستهدف استبدال الدين بالكفر وأن الليبرالية ترسيخ للباطل ضد الحق، وأن الحرب على الإرهاب هي حرب على الإسلام وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ما ذكرته سابقا ليس خيالا من عندى بل هناك من يعيش جل حياته وسط هذه القناعات، ولست هنا بصدد القول هل فعلا هناك حرب على الإسلام؟ ولكن سؤالى لمن يواجهون أعداء الإسلام، هل تأسيسكم جماعات منظمة وتيارات فكرية تخالف الوطن والوطنية، وتعادي الإنسانية، وتدمر البلاد والعباد، نجح في مواجهة الحرب على الإسلام؟ أم أنكم كنتم الأكثر شرسة في الحرب على الإسلام والأكثر تشويها للدين والأكثر معاداة للمسلمين؟

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة