علاقة مشبوهة جمعت بين النظام الأمريكى فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وبين جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، كشفها السيناتور جون كيرى، فى أعقاب قبوله للترشح كوزير للخارجية الأمريكية، حيث كشف قبول الولايات المتحدة للإخوان من أجل ضمان أمن إسرائيل.
وقال "كيرى" ردا على سؤاله عن قبول جماعة الإخوان وتقديم الدعم الكامل لنظامهم فى مصر وهم يصفون اليهود الحليف الأكبر لأمريكا بـ"القردة والخنازير": "أعتقد أن هذه التعليقات مسيئة وتستحق الشجب، هذه التعليقات هى إخفاق، وتقلل من احتمالات العمل من أجل قضايا محايدة ذات اهتمام مشترك، إنها تعليقات مهينة وأعتقد أنه لابد من الاعتذار بشكل مناسب عنها".
وأضاف "كيرى": "الرئيس مرسى أصدر بيانين لتوضيح هذه التعليقات، ولدينا مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين اجتمعوا معه فى ذلك اليوم، وقضوا جزءا كبيرا من حوارهم فى مناقشات حادة نسبياً معه حول هذا الموضوع، ولكن ليس كل شيء، هناك تعقيدات فى التعاملات، فى القطاع الدولى، ليست كل الأمور تفسح مجالا للتوضيح، ببساطة فى كل مرة بين الأسود والأبيض".
وقال: "لدينا مصالح هامة مع مصر، مصر وحتى الآن تدعم وتعيش اتفاق السلام مع إسرائيل، وإسرائيل اتخذت خطوات للبدء فى التعامل مع مشكلة الأمن فى سيناء، وذلك حيوى بالنسبة لنا ولمصلحتنا الوطنية وأمن إسرائيل، بالإضافة إلى أنهم مضوا قدما فى تنفيذ الوعد بأن يكون هناك انتخابات، لقد كان لديهم انتخابات بالفعل وقد حصلت العملية الدستورية وهناك انتخابات جديدة وستصدر قريبا من مجلس النواب".
واستكمل حديثه قائلا: "حقيقة أنه فى بعض الأوقات هناك بعض الدول تقوم بانتخاب شخص ما ولكنك لا تتفق معه كليا، وهذا لا يعطينا الحق بالابتعاد عن هذه الانتخابات وتجاوزها، وكانت هذه مشكلتنا فى سياستنا الخارجية السابقة لعقود جمهورية وديموقراطية".
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للرئيس الإخوانى الراحل محمد مرسى يعترف بتحالف الإخوان مع أمريكا، ويؤكد أن الاتفاقيات الدولية بصفة عامة لا تغيرها الأحزاب إنما الشعوب ونظام الحكم الإخوانى موافق وحريص على استمرار هذه الاتفاقيات، مضيفًا: "حينما تأتى المسألة عند إسرائيل نقول إنها اتفاقية مستمرة".
وخلال الفيديو تطرق مرسى للقائه مع وليام بيريز نائب وزير الخارجية الأمريكى فى عهد إدارة أوباما، حول التعاون بين الإدارة الأمريكية والإخوان، حيث تحدث مرسى، قائلًا: "كانت رسالة ويليام بيريز تؤكد أهمية مصر بالنسبة لهم، وتحدث عن مشاكل مصر المعقدة اقتصاديًا، وقال عاوزين نساعد ونحن نفهم ذلك وحصلنا على تطمينات وضمانات للبيت الأبيض من الإخوان حول اتفاقية السلامة مع إسرائيل".
وواصل: "قلت له لسنا مستعدين أوى إن إسرائيل تشترى وتستخدم أوى الولايات المتحدة، فأمريكا دولة قوية وقادرة وإذا أرادت أن تفعل شيئا ستفلعه، فقال لا أنا مش موافق على الحكاية دى".
وتابع مرسى: "ويليام قال لى سعيد بأن الإدارة الأمريكية أعلنت نتائج الانتخابات لأنهم كانوا قبل ذلك تحدثوا مع حماس، أعلنوا عدم موافقتهم وأدرجوها على قائمة الإرهاب.. وقال أنا سعيد إن الإدارة الأمريكية كانت عاقلة واعترفت بنتيجة الانتخابات".
كما أشار إلى أن ويليام بيريز تحدث بأن أوباما حصل على مليار دولار من الديون، ولكن بشرط أن تستخدم فى إطار التدريب ومجموعة الوظائف وغيرها ولن يتركها للحكومة المصرية كذلك، وقال ساعدونا عشان نعرف نساعدكم، واستفيدوا من تجربة تركيا مع البنك الدولى، وويليام بيريز قال إن سياساتنا كانت خطأ فى تقدير الشعوب العربية وشعوب المنطقة"، كما أشار إلى أن ويليام تحدث قائلًا: "أنا عاوز أقول إن الإطار كله يحمل حرص ودقة فى الموقف ونوع من أنواع الأريحية النفسية لقبول وجود الإخوان وفوزهم فى الانتخابات، لأنهم ليسوا دعاة حرب، وهم يتاجرون بذلك للوصول لسياق معقول بالنسبة لحكومة مستقبلية يقودها الإخوان، واضح أنهم يريدون أن يتعاملوا مع الإخوان فى الحكم ولكن هناك تفاصيل كثيرة".
وأضاف مرسى مؤكدا: "قبل كل مقابلة ننسق مع المكتب، وكان هناك قرارات بنص واضح، ونتحدث فى إطار القرار ومصر دولة كبيرة ولها علاقات عالمية، واتفاقيات دولية بصفة عامة لا تغيرها الأحزاب إنما الشعوب ونحن موافقين وحريصين عل استمرار هذه الاتفاقيات، ولما تأتى المسألة عند إسرائيل نقول إنها اتفاقية مستمرة".
فى المقابل هناك مقطع فيديو قديم للسيناتور مارك كيرك، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولاية إلينوى، يعود إلى 13 ديسمبر 2011، يكشف هذا المقطع شكل العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية والولايات المتحدة الأمريكية، وكيف كانت الولايات المتحدة تتعامل مع تلك الجماعة.
وأوضح السيناتور مارك كيرك: "كما علمتنا غزة فى عام 2006 فإن الانتخابات الحرة وحدها لا تصنع الديمقراطية، وهناك أوقات عندما يعطى فيها الناس فرصة انتخاب قادة بعض الأحزاب لمرة واحدة تمنحهم الديكتاتورية".
وتابع أنه إثر أحداث الربيع العربى فإن التفات أمريكا بعيدا عن هذه المنطقة يشكل خطر على الولايات المتحدة، محذرا من سيطرة الجماعات الإسلامية على مقاليد الحكم.
وتابع قائلا: "بعد انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصرى عام النتائج الأولية تشير إلى أنها ستؤدى إلى نصر انتخابى للإخوان والعناصر الأكثر راديكالية داخل المجتمع المصرى".
وأضاف: "النتائج المبكرة أظهرت اتجاها مقلقا لهيمنة الإسلاميين على البرلمان المصرى، والإسلاميون يستفيدون بالكامل من شبكات متجرة بعمق وتمتد من المساجد إلى المناطق الفقيرة".