هل سمعت عن "سميح قعدان"؟ إنسان فلسطينى بسيط يشبه كل العرب الذين تراهم أينما وليت وجهك، عمره الآن 77 عاما، يعيش فى قطاع غزة، لكن له قصة مهمة جدا، علينا الوقوف أمامها وتأملها.
منذ 16 عاما بالتمام والكمال وفى 7 نوفمبر من عام 2004، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى "عبد الرؤوف" ابن سميح قعدان، وكان يبلغ من العمر وقتها 24 عاما، وقد حكمت المحكمة الإسرائيلية على الابن بالسجن 27 عاما قبل أن يتمكن محامى فلسطينى من تخفيض الأمر إلى 17 عاما، قضاها "عبد الرؤوف" فى سجن "نفحة الصحراوى الإسرائيلى".
لم يملك "سميح قعدان" شيئا يقدمه لابنه المعتقل، سوى التضامن معه، لذا راح يعلق "تقويمًا" على الحائط ويضع علامة على كل يوم يقضيه ابنه فى السجن، فعل ذلك طوال16 عاما، لا ينسى يوما، حتى خرج ابنه من السجن يوم 5 فبراير الجارى، وما إن وصل "عبد الرؤوف" إلى المنزل فى حى تل السلطان فى قطاع غزة، حتى أمسك القلم الأحمر الخاص بوالده، وأغلق العام الأخير على اعتقاله، لكنه رفض شطب اليوم الأخير.
يمكن النظر إلى هذه القصة من جوانب عدة، منها ما يتعلق بالأب وعاطفته فى محبة ابنه، فقد أخذ هذا الرجل يحسب الأيام والليالى فى انتظار خروج الابن من سجون جيش الاحتلال، هذا الرجل العظيم لم يفقد الأمل، بالطبع هو لا يثق فى المحتل، لكنه يثق فى نفسه كأب يحلم برؤية ابنه، لا يغفل يوم عن قلمه الأحمر الذى يشطب به الأيام المنتهية، منتظرا أن يأتى اليوم الذى يتوقف فيه عن رصد الزمن، لكنه ترك اليوم الأخير مفتوحا متضامنا مع آلاف الفلسطينيين فى سجون جيش الاحتلال.
ويمكن النظر إلى هذه القصة من زاوية الظلم الذى يتعرض له شباب فلسطين، فجيش الاحتلال يسعى للقضاء عليه وتدميره ويدفع الشباب لقضاء أحلى أيام العمر وراء القضبان، لك أن تتخيل أن عبد الرؤوف دخل السجن عندما كان فى الرابعة والعشرين وخرج وهو فى الأربعين من عمره.
ويمكن اختصار كل هذا الكلام والقول، طالما هناك أباء مثل "سميح قعدان" وأبناء مثل "عبد الرؤوف" فإننا بخير والقضية الفلسطينية بخير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة