احترمت الحضارة المصرية القديمة أصحاب القدرات الخاصة والأقزام، ولم نسمع عن واقعة تنمر واحدة خلال تلك الحضارة العظيمة، التى تركت لنا تاريخا عريقا حتى نتعلم منه كيف كان هناك احترام وقبول للآخر، وقدمت منهم نماذج فريدة تولت مناصب قيادية فى الدولة المصرية، ومن بين التماثيل الفريدة هى المجموعة للقزم "سنب" وعائلته، والتى تمثّله جالسًا متربعًا على مقعد دون مسند، وقد وقف طفلاه: ولد وبنت، أمام المقعد، وجلست زوجته بجانبه، وبهذا الوضع استطاع أن يجد حلاًّ لمشكلة قصر رجلى القزم، بل واكتمل التناسق والتوازن بين تمثالى الزوجين.
ورصد "اليوم السابع" التمثال بالفيديو داخل المتحف المصرى بالتحرير، الذى يضم مجموعة كبيرة من الكنوز المصرية القديمة، وتمثال القزم "سنب" من القطع الفريدة التى يضمها المتحف، ووالتمثال ملون ومنحوت من الحجر الجيرى بارتفاع 33 سنتيمترًا، وقد تم العثور عليه فى مقبرته فى “جبّانة الجيزة”، ويرجع إلى أواخر عصر الأسرة الخامسة وأوائل الأسرة السادسة.
سنب وزوجته
وكان سنب من أشهر الأقزام المصريين حيث تولى بعض المناصب المهمة، فقد ترقى من منصب خادم ملكى إلى رئيس الأقزام فى القصر ومسئول عن إدارة الملابس و الحلى وتولى منصب رئيس الخزانة الملكية، و كانت له وظائف كهنوتية حيث كان كاهنا للملك خوفو وجدف رع من الاسرة الرابعة.
يعتبر تمثال "سنب" من أهم التماثيل التى تعبر عن مدى تقارب الطبقات الاجتماعية، حيث نجد زوجته "سنت يوتس" تضح يدها على كتفه تؤاثره و تسانده وهى امرأة من البيت الملكى وليست من الاقزام ولقبت "كاهنة حتحور و نيت" و ترتدى عباءة طويلة باكمام و ترتدى شعرا مستعارا يظهر تحته شعرها الحقيقى.
أما عن سنب فهو جالس متربعا بعيونه الواسعتان و يظهر ابتسامه خفيفة وشعره الأسود و يتضح من حجم دماغه الكبيرة أنه ذو عقل و فكر كبير ويقف أمام رجليه ابنه وبنته، و هنا تظهر براعة الفنان المصرى حيث وضع الطفلين أمام ابيهما تناظر ساقى أمهما و يدل على وجود ساقى سنب من خلال الطفلين و كل ذلك فى براعة و تناغم.