دكتور "بحر البقر" ليس الكذاب الأول.. أشهر 5 شخصيات ادعوا النبوة.. سيدة وإخوانى أبرزهم.. والطب النفسى وصّف الحالات بـ"المضطربة نفسيا".. والمشرع واجه الجريمة بتهمة ازدراء الأديان.. والعقوبة تصل للسجن 7 سنوات

الأحد، 13 ديسمبر 2020 04:00 ص
دكتور "بحر البقر" ليس الكذاب الأول.. أشهر 5 شخصيات ادعوا النبوة.. سيدة وإخوانى أبرزهم.. والطب النفسى وصّف الحالات بـ"المضطربة نفسيا".. والمشرع واجه الجريمة بتهمة ازدراء الأديان.. والعقوبة تصل للسجن 7 سنوات ادعاء النبوة عقوبتها تصل للسجن 7 سنوات
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الواقع والحقيقة يؤكدان أن التاريخ الإسلامي شهد على عديدين ممن ادعوا النبوة حتى في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، كمسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسي في اليمن، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد ازدادت الحالات في العهدين، الأموي والعباسي، وإن تلبست أحياناً طابعاً سياسياً فظهر طلحة بن خويلد وجندب بن كلثوم وحنظلة بن يزيد الكوفي والحارِث الدمشقى، وبابك الخُرمى وغيرهم، كل هذه الوقائع جعلت بعض الخلفاء يسأمون من كثرتهم فكانوا يأمرون عمالهم بقتلهم بلا محاكمة.  

 

تباشر نيابة الحسينية العامة، منذ الأمس، برئاسة المستشار محمد جاد، رئيس النيابة، وإشراف المستشار ناجي عطا الله، المحامي العام لنيابات شمال الشرقية، تحقيقاتها مع شخص يُدعى الدكتور "محمد. إ. م"، متهم بادعاء النبوة في قرية بحر البقر 2، التابعة لدائرة مركز شرطة الحسينية، وذلك بعد أن قام ببث فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لذلك بين أبناء قريته.

 

أشهر 5 شخصيات أدعوا النبوة

 

والغريب والعجيب أن هذه الظاهرة لم تتوقف حتى في عصرنا الحديث الذي يزخر بحالات عجيبة من مدعي ومدعيات النبوة أو من مدعى أنهم المهدى المنتظر، منهم أناسٌ عاديون، وربات بيوت، ومعلمات، وأساتذة جامعات، وعاطلون عن العمل، ممن زعموا تنزّل الوحي عليهم بدافع الجنون والطمع وحب الشهرة والسلطة، ونجحوا في فتنة الكثيرين، فمن هم أشهر هؤلاء المدعين؟ 

 

 

في التقرير التالى، يلقى "اليوم السابع" الضوء على أشهر من أدعوا النبوة بمصر في العصر الحديث، وهل تصدى القانون لمثل هذه الوقائع؟ وهل تدخل تلك الوقائع ضمن جريمة إذراء الأديان؟ وهل هناك ظرف مشدد لتلك الجريمة؟ فضلاَ عن الجانب النفسي المدعي النبوة، وذلك بعد أن ظهرت فى الفترة الأخيرة فى مصر مجموعة من مدعى النبوة أنكروا صحيح الدين وأسقطوا عن الناس التكاليف وعملوا على استقطاب الأتباع، البعض منهم دفعه مرضه النفسى إلى ذلك وآخرون لتحقيق أهداف دنيوية.  

 

 

في البداية - قال الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذلك الامر:" إنه سيكون فى أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبى، وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدي"، رواه أبو داود والترمذى وغيرهما، وفى الحقيقة الأنبياء والرسل اختارهم الله لهداية الناس إلى عبادته وتعليمهم أصول الدين الصحيح ودعوتهم إلى الأخلاق والفضيلة، وعلى مر التاريخ ظهر مجموعة من ضعاف النفوس ادعوا النبوة وأمروا الناس باتباعهم بل ذهب البعض لأبعد من ذلك فادعوا الألوهية كـ"المقنع الخرسانى"، الذى عاش فى صدر الدولة العباسية وأمر الناس بالسجود إليه إلى أن تمكنت الدولة من القضاء عليه.

 

منال وحيد مناع

 

حين كان عمرها 42 عاماً، ادعت المصرية منال مناع النبوة، وأنّ الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، هو من بشّرها بذلك، ثم زعمت ربة المنزل ذات الخمسة أبناء، أن بيتها قبلة للصلاة وللأولياء وكان سبقها إلى هذا الدجل عمّها عمر حسانين الذي ادعى النبوة ومات في السجن بعد اعتقاله، مدعية أنه يؤدي مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة فأسقطت عنهم هذه الفريضة.

وحيدة

منال وحيد مناع

ورغم حياتها الشخصية العادية، فإن مناع بقيت على دعوتها هذه مدة تسع سنوات، تدعي خلالها أن الملائكة وآل البيت يظهرون لها في حلقاتها، وكانت تعتزل في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، من أجل ما تسميه بالمشاهدات، التي كانت من خلالها تنقل تعاليم الله إلى مصدقيها وأتباعها مدعيةً هبوط الوحي عليها، وبقيت على هذه الحال، إلى أن قُبض عليها العام 1999، وحكم عليها بالسجن لعدة سنوات، وخلال فترة "دعوتها" تبعها ما لا يقل عن 250 شخصاً، متنوعي الأفكار والثقافة والمستوى الاجتماعي، وكان بعضهم يرى أنها خلطت الصوفية بالإسلام، وبالمذهب الشيعي.

 

رشاد خليفة

 

 بعد ولادته في مصر العام 1935، ودراسته للكيماء، ثم انتقاله إلى الولايات المتحدة ليصبح أحد الكيميائيين العرب المعروفين هناك، قام رشاد خليفة، بتسجيل مقاطع فيديو، ادعى فيها أنه يعرف القرآن الكريم أكثر من مفسريه أياً كانوا عبر التاريخ، وأنّه "أعلم من أي شخصٍ بالمعادلات الرياضية الموجودة في القرآن الكريم"، وأنه لأجل علمه "هبط عليه جبريل".

EjcU9HKXsAAHNv1
رشاد خليفة

ثم توجه إلى الناس عبر مسجدٍ أسسه في ولاية أريزونا الامريكية، قائلاً إنّه "مرسلٌ من الله، وأن الأنبياء انقطعوا لكن الرسل باقون"، ثم أخذ يدعي "تزوير الصحابة للقرآن" متهماً كذلك أي شخصٍ يتبع شيئاً غير القرآن، حتى لو كان السنة، بأنه "كافر"، كما كفر الشيعة وغيرهم، وقال إنهم جميعاً في النار، ولم يطل به الأمر، حتى قتل نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ويشاع أن السلطات الأمريكية ألقت القبض على قاتليه بعد سنوات، دون أدلةٍ دامغة.

 

الشيخ أحمد.. المنشق الإخوانى مدعى النبوة

 

"الشيخ أحمد" واحد من هؤلاء الذين دفعتهم نفوسهم الضعيفة لادعاء النبوة، فبعد تخرجه من جامعة الأزهر، تزوج من إحدى بنات قريته بمحافظة كفر الشيخ ورزقه الله بـ5 أبناء، عمل الشيخ أحمد كإمام لأحد المساجد، وخلال تلك الفترة شهدت حياته العديد من التحولات الفكرية المتطرفة إلى حد جعله ينكر السنة النبوية ويهاجم علماء الأزهر، مما دفع مديرية الأوقاف بكفر الشيخ بإيقافه عن العمل، انضم بعدها لفترة إلى جماعة الإخوان ثم تركها، وتفرغ لفكرة جديدة تطرقت إلى ذهنه وهى أن يدعى النبوة وبدء يعقد اجتماعاته فى منزل أحد أتباعه بحى ميت علوان بمدينة كفر الشيخ، وأقنع أتباعه أنه مبشر به فى القرآن معترفاً بنبوة "الرسول" محمد- صلى الله عليه وسلم- إلا أنه أنكر اعترافه بأنه آخر المرسلين، وأنكر اعترافه بالسنة واستنكر مناسك وشعائر الحج.

 

كانت بداية سقوط الشيخ أحمد، حينما تقدمت والدة أحد أتباعه ببلاغ لمباحث أمن الدولة ومباحث قسم أول كفر الشيخ، أكدت فيه أنها لاحظت تغييرا فى فكر ابنها، وانحرافه عن صحيح الدين وترديده كلمات غير مفهومة عن وجود رسول جديد، وعدم اعترافه بالسنة وهجومه على قيادات الأزهر، مدعيًا أن الشيخ أحمد، إمام المسجد الذى يتردد عليه هو الرسول الجديد فحرر محضر قيد برقم 6581 سنة2014، تم القبض على الشيخ "أحمد" وعدد من اتباعه ووجهت له تهمة ازدراء الأديان وادعاء الرسالة.

download (1)

صلاح شعيشع

 

 يعد الطبيب صلاح شعيشع أشهر مصري ادعى النبوة في العصر الحديث قبل أن يُلقى القبض عليه العام 1985 ويحكم عليه بالسجن خمسة أعوام، وكان شعيشع المولود العام 1922 قد اشتهر قبل ذلك بإجراء عمليات الإجهاض في عيادته بالإسكندرية التي حوّلها في السبعينيات إلى مقر لدعوته التي بدأت بزعمه أن روح الرسول، صلى الله عليه وسلم، تلبّسته وجعلته يكمل دعوته بعد تفشي الفساد.

 

بدأ شعيشغ نشاطه "الديني" قبل ذلك في أوائل الستينيات حين اهتم بتحضير الأرواح، والالتقاء بمدعي التعامل مع الجان، ثم اتجه إلى الصوفية وأنشأ جماعة خاصة به، لكن لم يلبث أن انفض عنه أنصاره، ومكمن شهرة شعيشع أن أتباعه لم يقتصروا على البسطاء بل كان منهم أطباء وأساتذة جامعيون ومهندسون وبعض من كبار رجال الأعمال في الإسكندرية، وكانت له طقوس غريبة يمارسها مع أتباعه كتقبيل الرجال والنساء من أفواههم فيما كان يسميه "القبلة المحمدية القدسية"، كما أسقط عن أتباعه الذين كان يفرض عليهم الأتاوات وجاوز عددهم 1200 شخص فروض الصلاة والحج والزكاة والصيام.   

 

بهاء الدين السودانى: أنتظر وحياً بكتاب بديل عن القرآن

 

"بهاء الدين.م" مهندس زراعي سوداني الجنسية، ادعى كغيره النبوة وأنه مرسل من عند الله وانه سيكون الرسول رقم 26، زاعما أن هناك كتاباً سينزله الوحى عليه بديلاً للقرآن الكريم حسب زعمه، وفى سبيل دعوته وزع منشورات على المواطنين بمطار القاهرة تروج لفكره وتؤكد صدق نبوته، وتحثهم على الانضمام لدعوته، وأكدت مصادر مقربة للمتهم فى ذلك الوقت أنه لا يبدو عليه آثار جنون إطلاقا بل فى حالة عقلية سليمة، ألقت سلطات الأمن بمطار القاهرة القبض عليه وأحيل للنيابة التى باشرت التحقيق معه.

 

رأى الأطباء النفسيين

 

خبراء الطب النفسى يرون أن كل من ظهروا خلال الفترة السابقة من المدعين بأنهم أنبياء أو أنهم "المهدى المنتظر" يعانون من الفصام الذهنى واضطرابات نفسية يُطلق عليه "اضطراب وجدانى ثنائى القطب" المعروف بالهوس، يجعل المصاب به فى حالة اندفاع مستمر وكلامه غير مرتب ويدعى أشياء غير عقلانية مثل القوة الخارقة والسيطرة على العالم وأنه "نبى" أو "المهدى المنتظر"، ولا يقتصر المُصاب بالفصام الذهنى عند هذا الحد، بينما يدعى سماع أصوات لا يسمعها غيره وضلالات شك وعظمة ويكون منعزلا عمن حوله، و يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق العلاج الدوائى والجلسات ويفضل الحجز فى المستشفيات حتى لا يؤذى من حوله-حسب الخبراء.  

 

الشخصيات التى تدعى الألوهية أو النبوة وغيرها، مرضى نفسيين يعانون من بعض الأمراض سواء الفصام أو البارانويا، وهى أمراض تتعلق باضرابات فى الشخصية، حيث يشعر فيها الشخص مدعى النبوة بالعظمة، وأنه شخص مهم ومتفرد ويحمل من السمات الشخصية ما تجعله يختلف عن غيره ويكن أعلى مكانة منهم على حد تفكيرهم و هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى علاج نفسى، لأنهم فى الغالب لا يقبلون النقاش، ويكونوا حادين فى الدفاع عن فكرتهم، لأنه يعانون من ضلالات معينة ويتخيلون أمور ليست لها علاقة بالواقع والمنطق، كما أن بعضهم يدفعهم مرضهم لحب الشهرة والظهور، فينسجون فى خيالهم هذه الادعاءات.

رأى الدين في مدعى النبوة

 

قال الله تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)، [الأحزاب:40]، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الكذابين فقال: " لا تقوم الساعة حتى ‏يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله "، وفي مسند الإمام أحمد " في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم: أربع نسوة، ‏وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي "، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب " أنت مني بمنزلة ‏هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ‏إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد أجمع ‏المسلمون على ذلك، فمن ادعى النبوة فهو كافر مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .  

download

رأى القانون في مدعى النبوة وأركان الجريمة‏

 

وعن رأى القانون في مدعى النبوة – يقول الخبير القانوني والمحامي حسام حسن الجعفري، جريمة ادعاء النبوة هي جريمة ازدراء الأديان المنصوص عليها بالمادة 98 والمادة 160 من قانون العقوبات، وتتحقق جريمة ازدراء الأديان بوقوع الفعل المجرم، وتوافر النية بغض النظر عن تحقق الهدف المرجو من هذا الفعل من عدمه ولابد من توافر ركنين:

 

أولا/ ركن مادي

: يتمثل في استغلال الأديان السماوية في الترويج والتحبيذ باستخدام أي وسيلة من وسائل النشر لأفكار متطرفة تحت ستار مموه أو مضلل من الدين.

 

ثانيا / ركن معنوي

: ويقصد به توافر القصد الجنائي واتجاه الإرادة إلى ازدراء الأديان السماوية أو تحقيرها أو إثارة الفتن أو الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، لكي يخرج المنتمين إلى دين معين لي دخلوا في دين آخر ويعتنقوه، أي أن مناط الحماية القانونية بنص تلك المادة هو الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وليس الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها.

890871_0

ما هي عقوبة ازدراء الأديان؟

 

 

ووفقا لـ"الجعفرى" في تصريح لـ"اليوم السابع" - نصت المادة 98 من قانون العقوبات المصري على الآتي: "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج أو التحييذ بالقول أو بالكتابة أ بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي".

 

 

ووفقا لنص المادة 160 من قانون العقوبات على أنه: "مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد يعاقب بالحبس مدة ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تزيد عن 5 آلاف جنية كل من شوش على إقامة شعائر ملة أو دين أو احتفال أو رموز أو أشياء أخرى لها حرمة عند أبناء ملة أو فريق من الناس".

 

هل هناك ظرف مشدد لتلك الجريمة؟

 

في حاله أحداث فتنة أو زعزعة الوحدة الوطنية، تكون العقوبة السجن المشددة لمدة 7 سنوات، مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في قانون آخر.

 

439589-الخبير-القانونى-حسام-الجعفرى
الخبير القانونى حسام الجعفرى
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة