الحلم بالنجاح لن يتحقق دون أن تمتلك الأدوات والإرادة، ولن يتحقق إلا بالإيمان بالعلم والاستفادة من التجربة، وهذا بالضبط سر نجاح «اليوم السابع» كمؤسسة قدمت فى مجال الإعلام موقعا إلكترونيا رائدا، وجريدة ورقية يومية، وحصدت طوال 12 عاما جوائز كثيرة آخرها وأهمها جائزة «الصحافة الذكية» من نادى دبى للصحافة.
جائزة «الصحافة الذكية» هى تتويج لمسيرة مهنية رفيعة فهمت مبكرا وجيدا المتغيرات التى طرأت على مهنة الصحافة، وعرفت أن الثورة التكنولوجية و«الرقمنة» ستكون أسلوب حياة، وأن من يجهلها أو ينكرها أو يتعالى عليها لن يلتحق بركب التقدم وصيحات العصر.
من هناك كان تحدى «اليوم السابع» الكبير عام 2008 فى إنشاء موقع إلكترونى مع الإدراك الكامل بأنه أمر ليس ترفا، وليس موضة كباقى الموضات الإعلامية أو غير الإعلامية التى تأخذ وقتها وتمضى.. كان الإدراك الواعى والفاهم أن «موقع اليوم السابع» هو وسيط إعلامى جديد فى بيئتنا المحلية، يتواكب مع صيحات العصر الحقيقية التى يجد الإنسان فيه نفسه خبرا وموضوعا وخدمة، وفرض الموقع نفسه منذ البداية بجديده الخبرى الذى اجتذب القارئ وفرض عليه نوعا من الخدمة الجديدة التى يتابع من خلالها أى حدث لحظة بلحظة، ويجد أمامه القصة الخبرية بمراحل تطورها أولا بأول من بدايتها وحتى نهايتها، ووضع الموقع برامج «التوك شو» التى كانت فى عزها وقتئذ أمام إشكالية «ماذا سنقول، بعد أن قال موقع اليوم السابع؟»، ومن هنا كانت عليها أن تبحث عن الجديد الذى ستضيفه.
ورغم ذلك، وللتاريخ، وحتى لا ننسى فإنه حين أقدم قائد هذه المسيرة الكاتب الصحفى خالد صلاح على تجربة الموقع الإلكترونى فى وقتها المبكر مصريا وعربيا، ظنها آخرون، كانوا كثيرين، بأنها مضيعة للوقت والجهد وإسراف فى المال، وأنها ستنتهى حتما إلى هجرتها، لكن خالد بقى مؤمنا بما يفعل غير مبال بالنقد إلا فيما ينفع، مدركا بأنه لا بديل عن مواكبة العصر فى تقدمه التكنولوجى، وكثيرا ما كان يتحدث عن التجارب العالمية التى سافر إليها وشاهدها، وآمن بأنه من الممكن والحتمى أن يوجد مثلها فى مصر.
وخطوة وراء خطوة مضى خالد فى مسيرته التى دق خلالها على الباب بتمهل، ثم فتحه على آخره، ليدخل منه الذين انتقدوه من قبل، وخاب ظنهم فى فشل تجربته، فأطلقوا مواقعهم الإلكترونية فى محاولة منهم للحاق بما فاتهم، لكن بقيت الريادة لـ«اليوم السابع»، والأهم حفاظها على البقاء فى القمة وهو ما حدث بالتجويد والابتكار، ومع تواصل تألقها ودوام نجاحها كان سؤال: «لماذا؟».
والإجابة على سؤال «لماذا؟» تحتاج إلى شروح طويلة فيها تفاصيل 12 عاما من الجهد والعرق، والسهر، وإرادة النجاح، وتربية الكادر المهنى شكلا ومضمونا، والفهم الصحيح للبناء المؤسسى الذى يتسلح أفراده بالرغبة الدائمة فى النجاح والوصول إلى القمة، ويمضى ذلك فى ظل الحفاظ على قيمة عظيمة تأسست منذ البداية، وهى استمرار الوعى فى قراءة المستقبل وجديده فى عالم الميديا واللحاق به دون تأخير، ويشهد على ذلك توسع «اليوم السابع» فى منصاته التى لا يتم إطلاقها إلا بعد دراسة وفهم.
يبقى أنه من الدروس العظيمة المهمة التى وعتها وما زالت تعيها «اليوم السابع»، أنها لم ترفع شعار «الاكتفاء بما تحقق»، وإنما أبقت على أحلامها وظلت تجددها كل يوم، وتفعل ذلك وأمامها مؤسسات صحفية وإعلامية بدأ السوس ينخر فى جسدها لأنها أحست بالشبع المهنى، وتعاملت على أنها وصلت إلى القمة، وليس بمقدور أحد اللحاق بها، فاكتفت بما حققته ولم تعد تنظر إلى أى جديد حولها فهجرها الواقع، وهذا الأمر تحديدا هو أهم الدروس التى يذاكرها خالد صلاح ويسهر عليها مع فريقه الصحفى، ولهذا لا يكف عن مفاجآته فى التطوير وابتكار الأفكار الجديدة، وآخرها «تليفزيون اليوم السابع»، الذى أصبح وفى فترة قصيرة منافسا خطيرا لقنوات فضائية مشهود لها.
لكل هذه الأسباب فإن جائزة «الصحافة الذكية»، جاءت فى موضعها الصحيح، جاءت اعترافا وتتويجا للكد والتعب والاجتهاد والابتكار طوال السنوات الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة