تمراليوم الذكرى الـ89، على قيام الزعيم السوفيتى الراحل ستالين، بهدم كاتدرائية المسيح المخلص فى موسكو، الذى قام ببنائها القيصر ألكساندرالأول تكريماً للمسيح المخلص "للإشارة إلى امتناننا للإله لإنقاذها روسيا من العذاب".
لهذه الكاتدرائية قصة تاريخية، ففى 25 ديسمبر عام 1812 وقع القيصر ألكسندر الأول على بيان أعلن فيه عن عزمه بناء كاتدرائية المسيح المخلص، للدلالة على الامتنان للعناية الإلهية لإنقاذ روسيا من العذاب، وكنصب تذكارى لتضحيات الشعب الروسى، عندما غادر آخر جنود نابليون موسكو.
وبناء على ذلك الإعلان، تم وضع اللمسات الأولى على المشروع المعمارى على يد ألكسندر فيلتبرج، بدعم من ألكسندر الأول، وتم الانتهاء من هذه اللمسات فى عام 1817.
فى البداية، كان من المقرر أن يتم بناء كاتدرائية المسيح المخلص على تلال سوبارو، إلا أن هذا الموقع لم يكن آمنا، لهذا كلف المهندس المعمارى كونستانتين ثون لإنشاء تصميم جديد، وتمت الموافقة على التصميم البيزنطى الجديد فى عام 1832، وأختار القيصر موقع جديد أقرب إلى الكرملين فى 1837، إلا أنه لم يوضع حجرالزاوية حتى 1839 حيث نقل الديروالكنيسة.
استغرق بناء كاتدرائية المسيح المخلص سنوات عديدة، ولم تظهر الأساسات حتى عام 1860، وكانت مواصفات الكاتدرائية حينذاك، تقع على ارتفاع كلى يصل لحوالى 103 مترا (338 قدم)، لتعد الكاتدرائية أطول كنيسة أرثوذكسية شرقية فى العالم.
فى 5 ديسمبر 1931، بأمر من وزير ستالين لازار كاجانوفيتش، تم تدمير كاتدرائية المسيح المخلص وتحويلها إلى أنقاض، استغرق الأمر أكثر من عام لإزالة الأنقاض من الموقع.
وبينما كانت تنوى السلطة السوفيتية وقتها بناء قصر جديد على أنقاض الكنيسة، توقف بناء قصر فى نهاية المطاف بسبب نقص الأموال، ومشاكل فيضانات نهر موسكفا القريب، فضلا عن واندلاع الحرب العالمية الثانية، تم استخدام بعض الرخام من الجدران ومقاعد رخامية من الكاتدرائية فى محطات مترو موسكو القريبة. وتم الحفاظ على النقوش الرخامية الأصلية العالية وهى الآن معروضة فى دير دونسكوى منذ عدة عقود، كانت هذه النقوش هى التذكير الوحيد لواحدة من أكبر الكنائس الأرثوذكسية التى بنيت على الإطلاق.
وبقيت حفرة الأساس المغمورة بالمياه فى الموقع، ولكن فى عام 1958 تحت نيكيتا خروتشوف، الذى حكم الاتحاد السوفييتى من 1953 إلى 1964، تحولت إلى أكبر حمام سباحة فى الهواء الطلق فى العالم، واسمه موسكفا بول.
فى فبراير 1990، حصلت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على إذن من الحكومة الروسية لإعادة بناء كاتدرائية المسيح المخلص، وضع حجر الأساس المؤقت بحلول نهاية العام، تم استدعاء المهندس أليكسى دينيسوف لتصميم نسخة طبق الأصل، ولكن سرعان ما تم طرده من المشروع بسبب خلافات مع مكتب العمدة، عندما كانت أعمال البناء جارية، تم استبداله بـ "زوراب تسيريتيلي"، الذى قدم العديد من الابتكارات المثيرة للجدل، على سبيل المثال، تم استبدال النقوش الرخامية الأصلية المرتفعة على طول الجدران بأخرى من البرونز الحديث، والتى يوجد بها عدد قليل من أوجه التشابه فى هندسة الكنيسة الروسية، إن وجدت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة