بعد مرور عامين على إعلان هزيمة تنظيم داعش فى سوريا والعراق، ما زال التنظيم يطل برأسه من جديد فى عمليات يقوم بها فى مدن سوريا والعراق وأيضا فى بعض دول غرب أفريقيا ومناطق أخرى، وآخرها مقتل أكثر من 40 فى نيجيريا بيد جماعة «بوكو حرام»، والتى تتبع داعش فى غرب أفريقيا، وتقف وراء معظم الهجمات فى نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.
فى العراق تزايدت الهجمات ضد قوات الأمن، وتبناها تنظيم «داعش» فى كركوك والأنبار وغيرهما، ومنها هجمات على مصفاة نفط فى شمال العراق، وطرحت أسئلة عن كيفية حصول التنظيم على التمويل والسلاح والملاذات الآمنة التى يتحرك منها الدواعش لينفذوا هجماتهم، وآخرها مهاجمة مصفاة نفط فى كركوك وصلاح الدين بصواريخ الكاتيوشا، وأطلقت الحكومة حملة عسكرية واسعة فى الأنبار لملاحقة فلول التنظيم، وقبلها أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقى، القبض على المنسق الإدارى لـ«داعش» فور وصوله إلى مطار بغداد فى أكتوبر الماضى، لكن عودة أنباء داعش فى العراق ترتبط باستمرار الاستقطاب الطائفى واتهامات للحشد الشعبى وبعض الفئات الشيعية فى مطاردة السنة ومحاولة فرض تغيير ديموجرافى لمنع عودة السنة لبعض المناطق، ويجد تنظيم داعش ظروفا مواتية فى ظل الاستقطاب الطائفى الذى ساهم فى نمو سريع للتنظيم بعد غزو العراق.
وفى سوريا أيضا واصل تنظيم داعش هجماته فى دير الزور وبعض مناطق سوريا، فيما أعلنت بعض مصادر الأكراد فى سوريا أن داعش يجد ملاذات وتعاونا من تركيا فى عفرين وبعض المناطق التى تخضع للقوات التركية، وأن داعش وخلاياه يحصل على الحماية والتسهيلات التركية، لأن أنقرة وأجهزة توريد المقاتلين والإرهابيين، تستخدم فلول داعش بنقلهم إلى ليبيا أو ناجورنوكارباخ.. المفارقة أن أجهزة الأمن التركية تعلن كل فترة القبض على خلايا تابعة لداعش، مثلما أعلنت وكالة أنباء تركية عن توقيف نحو 20 مواطنا عراقيا فى العاصمة أنقرة، الأسبوع الماضى، بتهمة العمل مع «داعش»، ليصبح الناتج المعلن عنه 294 داعشيا فى شهر.
ويرى بعض المحللين وقوات سوريا الديمقراطية، أن إعلان تركيا عن اعتقال دواعش محاولة لنفى علاقة أنقرة وأجهزة الأمن والاستخبارات التركية بالتنظيم الذى حصل منذ نشأته على دعم وتسهيلات، بل إن تركيا كانت وما زالت الممر الأول لدخول وخروج المقاتلين والإرهابيين من وإلى سوريا والعراق، كما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بأنها وراء مهاجمة السجون التى تم وضع الإرهابيين فيها وتحريرهم وتهريب بعضهم أو نقلهم إلى ليبيا وناجورنوكارباخ، حيث يعاد توظيفهم واستخدامهم فى النزاعات، وأن بقاء الدعم التركى هو ما يضمن استمرار فلول داعش وخلاياه النائمة وإمكانية إعادة تنظيمهم لأنفسهم، خاصة أن التنظيم الذى ظل يسيطر طوال 4 سنوات على مناطق نفطية وثروات ضخمة يعانى الآن من نقص التمويل، ما يشير إلى أصابع غامضة تمول وتدعم التنظيم الإرهابى لتضمن بقاءه قابلا للاستعمال.