وحده نجيب محفوظ من استطاع أن يتعمق فى تفاصيل الحارة المصرية، ويسبر أغوار الحرافيش والفتوات، واستطاع أن ينافس بكلماته شاشات السينما، من روعة التعبير والتصوير، واستطاع أن يرسم العديد من شخصيات رواياته من خلال أبطال حقيقيين، عاشوا بيننا، منهم من ما زال على قيد الحياة ومنهم من فارقها.
وتمر اليوم الذكرى 109، على ميلاد الأديب العربى الوحيد الحائز على جائزة نوبل فى الآداب لعام 1988، والحبر الأعظم للرواية العربية، الأديب العالمى نجيب محفوظ، المولود فى حى الحسين بالجمالية فى 11 ديسمبر عام 1988، ونحن اليوم نحتفل بذكرى رحيل صاحب نوبل ، نستعرض أبرز الشخصيات الحقيقية المشهورة التى سردها عبر إبداعاته.
سلامة موسى
شخصية سلامة موسى، رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها كمال عبدالجواد فى رواية "السكرية"، هى نفسها سلامة موسى، رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها نجيب محفوظ.
سيد قطب
شخصية "الدكتور إسماعيل عبد الوهاب" فى رواية "المرايا" هى شخصية المفكر الإسلامى "سيد قطب" فهو أول من كتب عن نجيب محفوظ وأشاد بموهبته، وكانت الرواية عبارة عن بورتريهات لــ 55 شخصية، فرأى القراء أن سيد قطب فى مرآة نجيب محفوظ، هى شخصية الدكتور إسماعيل عبد الوهاب، رغم محاولة محفوظ بتغيير بعض التفاصيل وهو ما فعله مع هذا النمط من الشخصيات إما لضرورة فنية تتعلق ببناء الرواية، أو مجرد التمويه حتى لا تتطابق الصورة مع الأصل، فكان الدكتور إسماعيل عبد الوهاب فى المرايا ناقدا أدبيا متحررا ينتقل ثم ينتقل للتطرف ثم ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ويحمل أفكارا رجعية فيما يخص المرأة والحضارة الغربية، ويرى عبد الوهاب إسماعيل أن القرآن يجب أن يحل محل جميع القوانين والدساتير، وأن تمحو الرابطة الدينية كافة الروابط من قومية ووطنية وعربية.
سعيد الكفراوى
كان نجيب محفوظ يعرف باعتقال الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، وفوجئ به عندما رآه على المقهى، فأخذه وانصرف، وقال للكفراوى احكِ لى أسباب اعتقالك والنتائج بالصورة البطيئة، فسرد عليه الكفراوى حكاية التحقيق باعتباره إخوانيًا أو شيوعيًا، واتهامه بحرق مصنع النسيج فى المحلة، ومعرفته بالعديد من الكتاب الشباب فى ذلك الحين.
وسعيد الكفراوى اعتقل فى عام 1970، وتم ترحيله من مدينة المحلة إلى معتقل القلعة الرهيب، كان فى المحلة يقيم فى شقة لصديق من الإخوان ، يجتمع فيها أدباء المحلة نصر أبوزيد، والدكتور جابر عصفور، وفريد أبوسعدة، والمنسى قنديل، وجار النبى الحلو، والشاعر الراحل محمد صالح، وجد نفسه فى القلعة تحت حد السؤال، يحقق معه فى الصباح محققان باعتباره شيوعيًا، واستمر التحقيق 6 أشهر على هذا الحال، وعندما أفرج عن الكفراوى حمل حقيبته وتوجه إلى مقهى "ريش" الذى كان يمثل له شبه إقامة، ويحضر فيه لقاءات أستاذه نجيب محفوظ. واستمع نجيب محفوظ، وكان وجهه غاضبًا وترتعش شفتاه، يومها قال للكفراوى اقطع تلك المرحلة من حياتك، وبعد حين صدرت "الكرنك"، وفجرت التساؤلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة