من قبل السفر إلى الدوحة وحتى ما قبل اللقاء بساعات، والضغوط على الزمالك من أجل الفوز ببطولة السوبر الأفريقي أمام الترجى التونسي على أشدها، والمسئولية محملة بكل أنواع الدفع تجاه الفريق من أجل تحقيق اللقب الرابع في تاريخ القلعة البيضاء، وهى أمور في ظاهرها إيجابية ولكن الخوف كل الخوف أن تكون في باطنها سلبية ومؤثرة على اللاعبين، خصوصًا وأن كثرة الضغوط تولد الانفجار، ولابد أن يكون هناك توازن في التعامل مع الأمور حتى تتم عملية العودة باللقب إلى القاهرة بنجاح.
الضغوط على الزمالك بدأت مبكرا بجدل حول مشاركة الفريق في البطولة من عدمه، إزاء القلق من إمكانية تعرض اللاعبين لأى أزمات في قطر بحسب مسئولي النادي، وسبقه رفض النادي من الأساس خوض المباراة في قطر، قبل الاستقرار على خوض اللقاء.
وجاء الاستقبال الكبير من الجماهير البيضاء لبعثة الزمالك في مطار الدوحة، ليزيد من الضغوط على الفريق كنوع من تأكيد الاستحقاق والجدارة أن يكون اللاعبون على قدر هذا الاهتمام من المصريين في قطر، والقدرة على إعادة كأس السوبر الأفريقي إلى خزائن الأندية المصرية بعد غياب دام ست سنوات كاملة، منذ 2014 عندما فاز الأهلي باللقب علي حساب الصفاقسي، ويا لها من مفارقة أن يحدث ذلك أمام فريق تونسي ويتكرر أمام آخر من نفس البلد، ليكون البلد العربي الشقيق فأل حسن للأندية المصرية في الظفر بالسوبر.
ورغم أن مستوى الزمالك في الفترة الأخيرة محليًا وقاريًا ليس على المستوى المطلوب واللائق باسم الفريق الكبير والشعبية التي يملكها، إلا أن آمال جماهيره متزايدة في الفوز وهذا أمر محمود ومطلوب، لكنه يحتاج تعاملا مختلفا يضع الأمور في نصابها والتعامل مع ذلك بحذر خاصة مع قوة المنافس الذى يعد من أهم الأندية الأفريقية.
ويتزايد الشحن المعنوي على الزمالك من جماهيره عبر السوشيال ميديا، وكل طرف يرغب في التتويج بالسوبر من أجل إهدائه لأطراف أخرى، فالبعض يراه إهداء لروح الشهداء الـ20 وكذلك الطفل أدهم، وآخرون لدعم الناشئ المصاب بالمرض الخبيث سعد محمد.. وبالفعل كل هؤلاء وغيرهم من محبى الزمالك في كل مكان يستحقون أن تُهدى البطولة لهم، ولكن ربط نتيجة مباراة بأمور خارج الملعب وكثرة الحديث عنها بهذا الشكل سيجعل اللاعبين والذين بالتأكيد في حالة إطلاع دائم لما يدور حولهم، قد يصل بهم الأمر إلى اللعب بدرجة فوق القصوى تخرج عن الأطر الفنية الواجبة، وتجعلهم يفكرون في أي رد معاكس حتى لا يشعروا بالخذلان أمام كل من وثق فيهم.
وإذا ما كان هذا متاح تدواله في الأيام السابقة، إذا كان هناك متسع من الوقت قبل المباراة ولكن مع تبقى 24 ساعة فقط على السوبر الأفريقي، يصح من الآن حتى موعد المباراة، الكف عن كل هذه الأمور حتى لا يزداد انشغال اللاعبين بأى شيء خارج الملعب وأن ينصب تركيزهم الكامل على المستطيل الأخضر، والتحلى بالعزيمة والإصرار على الظفر باللقب من نابع تاريخ الزمالك القاري الذي يكون له دائما بمثابة سند وإرث له عوامله الإيجابية في أي مواجهة يخوضها أمام أعتى المنافسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة