خطايا فنية بالجملة فى أداء الأهلى والزمالك تظهر وتتفاقم بتوالى المباريات، وضعت الثنائى كارتيرون وفايلر فى مرحلة الشك، وإن كان الثانى أقل وطأة فى هذا الأمر، نظرا للنتائج التى يقدمها على المستوى المحلى، فضلا عن وجود نوع من التطور لبعض اللاعبين، فقط يعيبه عدم تقدير الأمور فى بعض الحالات ما يأتى بنتائج عكسية ليست فى صالحه أو صالح الفريق.. وعلى العكس ما زال كارتيرون فى مرحلة تثبيت أقدامه مع الأبيض ولم يحقق الأهداف المرجوة منه على مستوى النتائج والأداء، باستثناء التأهل لدور الثمانية الأفريقي.
بناء عليه ووفقا للظروف السابقة واحتياجات المرحلة المقبلة فى ظل المواجهات النارية التى تنتظر الأهلى والزمالك، يبقى فايلر وكارتيرون أمام ضرورة تغيير الأوضاع والوصول للمعدل للأفضل لضمان نجاحات يترقبها جماهير الناديين، لو لم تتحقق لبات ضمان بقائهما فى منصبهما صعبا للغاية.
*الأهلى الشىء الملاحظ فى أدائه أن فايلر شخصية عنيدة لا يلتفت للآراء ولا يسمع إلا صوته فقط، مهما جاءته من نداءات تجاه أمور تستوجب التعديل داخل صفوف الفريق.
فى مقدمة خطايا فايلر الفنية كثرة تغيير مراكز اللاعبين وإشراك البعض منهم فى غير مركزه المعتاد، رغم عدم وجود داع لذلك فى أغلب الأحيان، وقد يكون بيلعب على عنصر مفاجأة المنافس لإرباك حساباته، ولكن الحقيقة أن ذلك يتسبب فى إرباك حسابات الأهلى نفسه وليس المنافس.
فايلر يتزمت فى منح الفرصة لمن لا يشاركون فى المباريات من اللاعبين، خصوصا أن أمامه فرصة لذلك فى مباريات الدورى، الذى شبه حُسم مبكرا، مثل صالح جمعة طالما تقرر بقائه مع الفريق حتى لا يتحول إلى موظف يحصل على راتبه دون عمل وكذلك كنوع من تسويقه لإحدى الدوريات التى ما زال القيد فيها متاحا، وفى نفس الوقت قد يكون بديلا مؤقتا لأفشة الذى تراجع مستواه مؤخرا بسبب الإجهاد البدنى والذهنى من كثرة المشاركة فى المباريات، وذلك حفاظا عليه من الانهيار التام ووقتها لن يجد المدير الفنى من يعينه لأداء مهام صانع ألعابه الأساسى.
ومع أفشة يظهر حسين الشحات هو الآخر محتاجا الرأفة والحصول على راحة لتخفيف الضغوط عليه، فى ظل عدم تقديمه المطلوب منه على الوجه الأكمل مثلما كان فى بداية الموسم بعد استنفاده كليا على كل المستويات.. وعلى عكس من هؤلاء المجهدين المطلوب إراحتهم، نجد من يشارك دون أن يكون له أدنى فى حق لذلك مثل مروان محسن الذى بات مجرد وجوده فى الملعب يسبب نوعا من القلق للجماهير، وبعد الاطمئنان على مستوى المالى بادجى فى الأوقات القليلة التى شارك فيها وبالتالى بات بحوزتك مهاجم أقوى وأفضل ولا يوجد ما يجيز استمرار مروان محسن فى التشكيلة الأساسية، وعلى نفس الشاكلة أجاى الغائب تماما عن مستواه مؤخرا لدرجة أنه أصبح من أكثر اللاعبين فقدا للكرة واستسلاما للرقابة، فضلا عن إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى.
ومن ضمن مشاكل الأهلى الفنية بدا واضحا انخفاض معدلات الضغط العالى على المنافس فى نصف ملعبه، والذى كان من أهم مميزات الأهلى مع فايلر منذ توليه المهمة، وتسبب كثيرا فى إحراز أهداف وتشكيل خطورة على مرمى الخصم، وكذلك بات من الضرورة الحفاظ على معدل اللياقة البدنية للاعبين من بداية المباراة لنهايتها حتى يكون هناك ثبات فى المستوى يساعد على الفوز بأريحية.
*الزمالك مشاكله الفنية أكثر بكثير من الأهلى كون الأمر مرتبط بالمدير الفنى كارتيرون واللاعبين الذين وضح أن البعض منهم ليس بالجودة الكافية لتمثيل فريق بحجم الزمالك، رغم أن التوقعات كانت تراهم أوراق رابحة يرجحون كفة الفريق عند مشاركاتهم، إلا أن الحقيقة بدت عكس ويصل عدد هؤلاء إلى قرابة ستة لاعبين فى مراكز مختلفة.
خطايا كارتيرون فى الزمالك متمثلة فى عدم قدرته على التحضير للمباريات بالشكل الأمثل فنيا وذهنيا، دون ابتكار أفكار خططية جديدة، لدرجة أن طريقته باتت محفوظة لا تتغير بصرف النظر عن المنافس قويا أو ضعيفا، الكل عنده سواء، وهو عيب خططى كبير، خصوصا وأن قدرات كل منافس تختلف عن الآخر ما يحتاج معه التعامل مع كل فريق وفقا لقدراته.
البطء الكبير للعب طوال أحداث المباريات وليس مقتصرا على وقت معين قد يحدث فيه لأسباب طارئة أثناء سير اللقاء، ما يجعلك لقمة سائغة للمنافس يسيطر عليك وعلى مجريات اللعب، وينتج ذلك عيب آخر متمثل فى الضغط العالى السيئ ولعل مباراة دجلة وما حدث فيها من أداء هو الأسوأ لن ينسى فى ظل عدم القدرة على تنفيذ الضغط المطلوب على الخصم أثناء امتلاكه الكرة.
ومن أكثر عيوب الزمالك مع كارتيرون ترك مساحات بين الخطوط قد تؤدى إلى ضرب الخطوط الدفاعية الذى يعانى بالأساس من مشاكل فى عمق الخط الخلفى، إزاء عدم وجود التغطية المفترضة من الأظهرة ولاعبى الوسط عند تقدم المدافعين إلى الأمام.
الغريب أن كل تلك الخطايا الفنية متواصلة فى الزمالك دون وجود أى ملامح للتخلص منها والعمل على إصلاح الثغرات المتواجدة بصفوف الفريق، فضلا عن عدم القدرة على إعادة اللاعبين لمستواهم الفنى فى ظل هبوط مستوى أغلبهم وعلى رأسهم فرجانى ساسى، الذى يحتاج إلى إعادة توظيف داخل الملعب ولعل مركز 10 هو الأنسب لقدرات اللاعب التونسى بدلا من أوباما الذى يحتاج بعض الراحة لاستعادة مستواه، وتثبيت زيزو بحوار طارق حامد بعد نجاحه فى أداء مهام الديفندر وقدرته على التسجيل من هذا المركز، وبذلك تستفاد من ساسى الذى يحتاج التحرر من الأعباء الدفاعية ولو قليلا بعد ما وضح تأثر مستواه الفترة الأخيرة.. غير أن هذا التغيير سيزيد من قدرات الزمالك الهجومية ويساعد مصطفى محمد أكثر فى التسجيل، لاسيما وأن أوباما يميل أكثر إلى التسجيل بنفسه أكثر من التمرير لمصطفى محمد، الذى يضطر فى الكثير من الأوقات للنزول خارج منطقة جزاء المنافس لاستلام الكرة، رغم أن خطورته داخلها أكثر بكثير لقدرته على اقتناص أى كرة تصله وسط المدافعين ليزيد من معدلات تهديفه.