تعد البيئة الصحراوية في جنوب غرب ليبيا عبارة عن عالم رملي جاف، لكن السجلات الأحفورية تظهر أنها كانت تنعم بالمياه والحياة منذ حوالي 12000 عام، حيث كشف علماء الحفريات عن 17551 بقايا يمكن التعرف عليها بجبال تادرارت أكاكوس، منها 80% تنتمى إلى الأسماك التي أطعمت البشر الأوائل خلال فترة الهولوسين.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تبين البقايا أنه كانت هناك وفرة من سمك السلور وسمك البلطي في المنطقة، التي ماتت بسبب الإفراط في صيد الأسماك وتغير المناخ أيضا.
ووجدت الدراسة أيضًا أن البلطي انخفض بدرجة أكبر بمرور الوقت، وهو ما قد يكون لأن سمك السلور يحتوي على أجهزة تتنفس تتيح له التنفس والهواء في المياه الضحلة شديدة الحرارة على عكس البلطى.
وتكشف هذه النتائج عن التغيرات المناخية الهائلة التي حدثت في المنطقة والتي أدت إلى تكوين أكبر وأشهر صحراء بالعالم.
وتوضح الدراسة المنشورة في مجلة PLOS ONE، أن بقايا كل من الحيوانات البرية والمائية التي تم استعادتها أثناء حفر ملجأ تاكاركوري الصخري توضح الظروف المناخية الأكثر رطوبة في الصحراء الغربية جنوب غرب ليبيا خلال أوقات الهولوسين المبكرة والمتوسطة.
ونظرًا لأن المادة وفيرة جدًا، حيث تتكون من 17551 بقايا قابلة للتعريف، وتغطي فترة طويلة ما بين 10200 و 4650 سنة، فقد كان من الممكن البحث عن ظروف هذه الحقبة.
كما أن حوالي 66.4 في المئة من بقايا الأسماك الموجودة في المنطقة كانت من سمك السلور و 33.6 % من البلطي.
لكن ما دفع الخبراء إلى الاستنتاج بأنهم كانوا مصدرًا كبيرًا للغذاء للمستوطنين في المنطقة، كانت علامات القطع وآثار الحرق على العظام.
وشملت أيضا في مجموعة من الحفريات بقايا الثدييات والطيور والزواحف والرخويات وغيرها من البرمائيات.
واعتقد الباحثون أن الأسماك بدأت تختفي مع زيادة عدد الثدييات، مما يشير إلى أن البشر الذين يعيشون في الجبال يعتمدون على الصيد للبقاء على قيد الحياة.