صابر حسين

اللجنة انضباط.. والقرارات سوشيال ميديا

الأحد، 23 فبراير 2020 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فتنة كروية يعيشها الشارع الرياضى بعد أحداث شغب مباراة السوبر، التى أقيمت مؤخراً فى الإمارات وتوج بها الزمالك على حساب الأهلى، وما ترتب عليها من أحداث عنف واشتباكات بين لاعبى الفريقين، وما تبعها من اشتباكات لفظية على صفحات السوشيال ميديا، والتى انحصرت فى طريقة احتفال الفائز ومدى تقبل الهزيمة، حتى أصدرت لجنة الانضباط قراراتها العاصفة ضد الجميع.

لجنة الانضباط حاولت احتواء الأزمة فأصدرت قرارات نارية" بإيقاف كتيبة لاعبين من الأهلى والزمالك، بالإضافة إلى الغرامات المالية على الناديين، فقررت إيقاف (كهربا وإمام عاشور) لنهاية الموسم، وتنوعت باقى القرارات ما بين ثلاث مباريات لـ عبد الله جمعة، وثمانى مباريات لـ شيكابالا وهما أحد أبطال الأزمة، خاصة أن الجماهير الأهلاوية اعتبرت إشارات اللاعبين ـ والتى رصدتها وسائل الإعلام وشاهدها الملايين ـ بذيئة وغير أخلاقية وتحمل إهانة لتاريخ القلعة الحمراء، وتستلزم عقوبة مغلظة، ولم يشف غليلها تلك العقوبة، واستندت على بعض العقوبات السابقة للاعبين أصدروا إشارات مشابهة.

مسئولو اتحاد الكرة بدت تصريحاتهم منذ الوهلة الأولى انفعالية وغير متزنة، واعتبر البعض أحداث مباراة السوبر إهانة للاتحاد وليست مجرد مباراة تحدث بها أعمال شغب ويجب معاقبة المخالفين باللوائح.

القانون لا يعترف بشعبية نادٍ على حساب الآخر، كما لا يعترف بنفوذ شخص أو مؤسسة، وإنما هى لوائح وعقوبات تطبق على المخطئ استناداً على وقائع محددة وموثقة، خاصة إذا كانت مباراة كرة قدم رصدتها شاشات التليفزيون وشاهدها الملايين على الهواء، فضلاً عن تداول فيديوهاتها على السوشيال ميديا.

لسنا خبراء فى القانون أو اللوائح، ولكن فى واقعة احتفال شيكابالا وإشارته بطريقة غير أخلاقية، يستند البعض على واقعتين متشابهتين يعرفهما القاصى والدانى فى كرة القدم، الأولى لـ"سمير كمونة" لاعب النادى الأهلى الذى تم إيقافه لمدة عام كامل موسم 2001 بعد نهائى كأس مصر أمام غزل المحلة، والذى توج به الأحمر، وذلك عندما كتب رضا البلتاجى حكم المباراة وقتها فى تقريره أن احتفال لاعب الأهلى بهدفه فى شباك المحلة أصدر إشارة خارجة للجماهير ليقرر اتحاد الكرة إيقاف لاعب الأهلى عاما كاملا، وذلك رغم شهادة فاروق جعفر المدير الفنى للمحلة وقتها بأن كمونة لم تصدر منه أى إشارة غير لائقة إلا أن اتحاد الكرة لم يخفف العقوبة.

أما الواقعة الثانية فهى لـ"إبراهيم حسن" فى المغرب ويعرفها الجميع، عندما وجه لاعب الأهلى آنذاك إشارات خارجة للجماهير المغربية أظهرتها الكاميرات التليفزيونية فى مباراة مصر والمغرب عام 1997، وحينها قرر النادى الأهلى إيقاف اللاعب 6 أشهر، رغم أنه ارتكبها فى مباراة للمنتخب، قبل أن يقرر اتحاد الكرة إيقاف اللاعب لمدة عام كامل.

هناك عامل مشترك فى الحالتين وهو "الإيقاف عاماً كاملاً" عقوبة للإشارة البذيئة وغير الأخلاقية، استناداً للوائح والقوانين، أما القمة فى واقعة شيكابالا فاكتفت لجنة الانضباط بإيقاف اللاعب 8 مباريات، وأوضحت فى حيثيات قرارها أن إشارة اللاعب كانت رداً على هتافات عنصرية من جماهير الأهلى، مستندة على واقعة للنجم البرتغالى كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالى فى مباراة فريقه أمام أتلتيكو مدريد العالم الماضى بدورى أبطال أوروبا عندما رفع "الدون" يده لجماهير الروخى بلانكوس وهى الإشارة التى فسرها بعد المباراة بأنها عدد ألقابه فى دورى الأبطال خمسة مقابل صفر للفريق الإسبانى.

الربط بين واقعتى رونالدو وشيكابالا ليس فى محله والاستدلال بها خاطئ، خاصة أن الأول لم تحمل إشارته أية إيحاءات وسرعان ما فسرها لوسائل الإعلام فى مؤتمر بعد المباراة، على عكس الثانى الذى كانت إشارته غير الأخلاقية واضحة للعيان، فضلاً عن أنه لم يتعامل كنجم كبير ولم يقدم تبريراً كونها جاءت لانفعاله بعد هتافات الجماهير ضده أو يعتذر للجماهير الغاضبة ولو على صفحته الشخصية بدلا من السخرية من العقوبة الهزلية.

في الماضى كان القائمون على المنظومة الرياضية يطبقون القانون على الجميع، خاصة إذا كانت المخالفات أخلاقية، لذا تقبل الجميع العقوبات المغلظة في تلك الحالات وإذا كانت هناك هتافات للجماهير فسرعان ما تنتهى بمجرد فوز فريقها، أما الآن فالوضع مختلف بالانتشار الواسع للسوشيال ميديا، لذا فإن القائمين على المنظومة الرياضية مطالبون بتحصين أنفسهم من الأهواء الكروية، ليس فقط بتنحية انتماءاتهم الكروية جانباً، ولكن يجب عليهم عدم الرضوخ للضغوطات بجميع أشكالها، سواء السوشيال ميديا أو تصريحات رؤساء الأندية، وتطبيق اللوائح والقوانين على الجميع دون حساب لأحد.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة