بيشوى رمزى

الصين تعلن "الحرب على كورونا"

الإثنين، 03 فبراير 2020 10:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الحرب على كورونا".. شعار أعلنه الرئيس الصينى شى جين بينج، بقراره بالدفع بالقوات المسلحة لمجابهة انتشار الفيرس القاتل، والذى تسبب فى حالة من الهلع فى جميع أنحاء العالم، لتصبح مهمة القضاء عليه أشبه بالحروب العسكرية، فى انعكاس صريح لما ينم عنه المرض من مخاطر متعددة الأبعاد، لا تقتصر على الجانب الصحى للمواطنين، وإنما تحمل فى طياتها جوانب اقتصادية وسياسية، إذا ما نظرنا إلى التزامن بين انتشار الفيرس القاتل مع مرحلة جديدة من المفاوضات بين واشنطن وبكين فى سبيل التوصل إلى اتفاق تجارى من شأنه إنهاء الحرب القائمة بين البلدين منذ صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قمة هرم السلطة فى بلاده.
 
ويمثل اللجوء الصينى إلى المؤسسة العسكرية لاحتواء الفيرس القاتل بمثابة انعكاس صريح لرهان قيادة الدولة بقدرة الجيش على تحقيق خطوات واسعة فى هذا المجال، عبر إنجاز المهام المرتبطة بتجهيز المستشفيات، ونقل المرضى، وهو الأمر الذى تحقق بالفعل عبر تجهيز مستشفى هوشنشان فى مدينة ووهان، والتى تعد مركز تفشى المرض، فى غضون 6 أيام، لاستيعاب أكثر من ألف مريض من المصابين بكورونا، لتبدأ فعلا فى استقبال الحالات منذ 29 يناير الماضى.
 
الاستعانة بالمؤسسة العسكرية فى الصين لمجابهة المرض يمثل رسالة مهمة للداخل، مفادها أن دور الجيش يتجاوز فى حقيقته البعد الأمنى عبر حماية الحدود من المخاطر المحيطة بها، أو حتى التدخل لمساندة الشرطة لمجابهة التهديدات الخطيرة فى الداخل، وإنما يمتد ليقدم دورا مجتمعيا لا يقل أهمية عن حماية الأمن ومواجهة الأخطار، عبر المساهمة فى القضاء على التهديدات الأخرى، عبر تقديم الدعم للمواطنين، سواء فيما يواجههم من كوارث أو أزمات، أو للمساهمة فى دعم وتنمية البلاد.
 
الدور المجتمعى للجيش الصينى يمثل رسالة أخرى للمجتمع الدولى، وفى القلب منه الولايات المتحدة، التى طالما نظرت إلى المؤسسة العسكرية فى بكين باعتبارها تهديد لها، وهو الأمر الذى يبدو واضحا فى تحذيرات متواترة أطلقتها العديد من المؤسسات الأمريكية، وعلى رأسها جهاز الاستخبارات، حول تجاوز قدرات الجيش الصينى للمهمة الطبيعية التى يقوم بها، وهى تأمين الحدود، وإنما امتدادها لأهداف أخرى، تصل إلى حد السيطرة والهيمنة الإقليمية فى محيطها الجغرافى، وذلك فى الوقت الذى يعانى فيه التحالف الغربى (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية)، من التفكك، وهو ما يبدو واضحا فى المستقبل المجهول الذى ينتظره حلف الناتو، والذى يعد أحد أهم الرموز التاريخية للمعسكر الغربى.
وهنا يمكننا القول بأن الاستعانة بالجيش فيما يمكننا تسميته بـ"الحرب على كورونا"، يعكس تمدد نطاق المنافسة مع واشنطن، والتى سعت بدورها إلى ضخ مزيد من الملايين لتطوير جيشها، فى السنوات الماضية، وهو الأمر الذى دأبت عليه بكين بدورها، فى إطار حالة من التنافس، بين أمريكا الساعية إلى الاحتفاظ بمكانتها الدولية، فى صدارة النظام العالمى، والصين، التى تعد بمثابة القوى الصاعدة بقوه نحو قمة الهرم العالمى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة