فى تزامن مع تحرك الدولة لإعادة المواطنين المصريين من الصين خلال الأيام الماضية، نجحت الدولة فى إعادة 32 صيادا كانوا محتجزين فى اليمن، منذ ديسمبر الماضى، عادوا فى طائرة خاصة مساء الاثنين، بعد جهود من عدة جهات الدولة المصرية، سواء وزارات الخارجية والهجرة ومحافظة دمياط، فضلا عن الأجهزة السيادية التى قدمت جهود اتصال وتنسيق، وهو ما يعتبر «تعامل بمشرط جراح فى حالة دقيقة».
تصرفت أجهزة الدولة باحترافية مع الملف، مع العلم أن خريطة اليمن معقدة للغاية، وهناك تفاصيل وتدخلات مختلفة وجماعات إرهابية وتنظيمات مسلحة، بما يؤكد حجم الجهد الكبير الذى بُذل، والاتصالات مع الأطراف المختلفة، والسيطرة على التقاطعات، من أجل عودة الصيادين إلى أرض الوطن، ويستحق كل الذين عملوا على ملف الصيادين بهذه الدقة التحية، ولعل هذا هو ما ترجمته التحية التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حسابه على توتير عندما توجه بالشكر ومشاعر الفخر إلى كل من ساهم فى عودة الصيادين المصريين.
ومثلما جرى الأمر مع المصريين فى الصين، وإعادتهم من خلال عمل منظم بمشاركة وتنسيق، فقد تم التعامل مع أزمة الصيادين، فبعد يوم واحد من عودة المصريين من الصين إلى مقر إقامتهم بمطروح، انتظارا لانتهاء فترة الحضانة والتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، وصلت الطائرة التى تحمل المصريين من اليمن، بعد تحريرهم.
وهى قصة تحمل الكثير من معانى المؤسسية والعمل الجماعى ضمن فريق يتابع التفاصيل بدقة، فور علم محافظ دمياط تواصلت الجهات المختلفة، وأصدر الرئيس تعليماته بالتحرك فورا لاستعادة المواطنين المصريين.
بدأت الجهود المصرية، نقيب الصيادين بعزبة البرج حمدى الغرباوى، أبلغ محافظ دمياط، الدكتورة منال عوض التى أجرت اتصالات لبحث أزمة مركبى الصيد وتواصلت مع مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج للعمل على الإفراج عن الصيادين المحتجزين.
تقول الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن الدولة بذلت جهودا شاقة بعد تعليمات القيادة السياسية، وأن التنسيق بين كافة أجهزة الدولة، ومع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية واليمن من أجل ضمان وصول هؤلاء الصيادين، وتم توصيل رسالة الى الصيادين المحتجزين بأن «الدولة معهم وتهتم بهم»، وتواصلت الجهود بين الخارجية والهجرة ومحافظة دمياط، حتى وصول الصيادين سالمين على متن طائرة خاصة تحركت لنقلهم. وحسب نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج «كان هناك تكليف القيادة السياسية لإرسال طائرة خاصة لإعادة الصيادين والحفاظ على أرواحهم».
هناك أكثر من درس يمكن تعلمه من تحركات الدولة فى التعامل مع الأزمات المختلفة، وتأكيد أن الدولة تحمى مواطنيها بشكل تام فى الداخل والخارج، فقد تحركت الطائرات المصرية لقصف معاقل الإرهابيين فى ليبيا بعد الاعتداء على إخوتنا المصريين هناك، وتبعتها عملية استعادة لمصريين محتجزين بعدها، كما كانت تعاملات الدولة مع المصريين فى الصين تتسم بالسرعة والدقة، وهو أمر تكرر فى عدة مناسبات، وتأتى قصة استعادة المواطنين المصريين من الاحتجاز فى اليمن، وهو درس جديد فى العمل الجماعى والتخطيط لإدارة الأزمات، يفترضأان يتعلم منها المسؤولون، فى التعامل مع الأزمات بسرعة وعمل جماعى وتخطيط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة