شهدت الحياة السياسية المصرية في السنوات العشر الأخيرة أحداث جمة أثرت علي شكل الممارسة السياسية والحزبية في مصر ، منها ذو الأثر الإيجابي ومنها السلبي ولكي نتحدث عن تنمية وإصلاح حقيقي للمدرسة السياسية المصرية يجب أن نعي جيدا حجم التجريف الذي تم فيما مضي ونتج عنه تشوه في الممارسة وخلط في المفاهيم لدي الشعب المصري بشكل عام والشباب بشكل خاص والذي يعد المحرك الرئيسي لأي عمل سياسي
ولهذا يجب علينا جميعا اذا تحدثنا عن إثراء وتنمية للحياة السياسية مخاطبة وعي وثقافة الشعب المصري السياسية والحزبية من أجل إصلاح وضبط الأفكار والمصطلحات ،مما يعزز أولا للممارسة الصحيحة للحياة السياسية من داخل القنوات الدستورية وهي الأحزاب و ثانيا حرية الرأي والتعبير والفكر
يجب ان يعي المواطن اهمية الاحزاب السياسية في تحقيق الديمقراطية الحديثة وإدارة الدول حيث يتنامي دور الممارسة السياسية النابعة من ايدلوجية فكرية واضحة وفلسفة تتبني سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية .... الخ تعبر عن فكر الحزب واتجاهه وبرنامجه
وبناء عليه ومن رأيي المتواضع يجب استغلال واستثمار أدوات الدولة المصرية الناعمة والذكية في تقديم محاور سياسي توعوي متنوع يتناول الثوابت الوطنية والاتجاهات السياسية والحزبية ويستهدف جموع المواطنين لتشكيل وعي سياسي متطور يعبر عن المجتمع والشارع المصري ويؤسس لممارسة سليمة للسياسة داخل الأحزاب بعيدا عن الممارسات الاحتجاجية وما إلي ذلك من مظاهر سياسية علي الساحة الان ، ويعرض هذا المحتوي علي نطاق واسع لكي يصل إلي كل المواطنين بطريقة بسيطة وسهلة لضبط الحياة السياسية
ومن ناحية أخري نجد بعض الأبواق التي تنادي بأن عدد الأحزاب المصرية هو العائق اما أحداث تنمية سياسية والذي اختلف معه تمام حيث ان الأحزاب الفرنسية تتعدي ال ٤٠٠ حزب وهي من اعتي الديموقراطيات في العالم ولكننا نجد أربع أو خمس أحزاب تتداول الحكم فيما بينهم وتسعي لحصد الأغلبية في الاستحقاقات النيابية ولهذا فالعبرة هنا في مدي تقبل الشعب للديموقراطية والممارسة الصحيحة للتعبير عن الرأي بشكل عام ويحقق انتماء حقيقي للبرنامج أو الاتجاه الفكري الذي يمثله الحزب
واخيرا ان مصر تمر بمرحلة هامة وامام تحدي كبير لأحداث إصلاح سياسي يحقق الاستقرار في إدارة الدولة بل يحقق التكامل بين مؤسسات الحكم عقب ما شهدناه من إصلاح اقتصادي واجتماعي لتكتمل أركان تثبيت الدولة المصرية، علي ان يتشارك الجميع من أحزاب وائتلافات مع الدولة يد بيد لإرساء قواعد جديدة للحياة السياسية والحزبية في مصر
يتبع في الأجزاء القادمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة