إن نموذج الحكم التركي برئاسة أردوغان يكرس للفكر المتشدد ويدعو له ويدعمه ،وهو ما حدث عندما أقامت جامعة "ماردين" وسط مدينة إسطنبول إحتفالا بمركز "علي أميري" الثقافي بتنظيم عمادة الالهيات بجامعة "سرت" التركية في ولاية "باتمان" بحضور علي يلدريم نائب رئيس الوزراء وياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي ،وألقي "أقطاي" محاضرة تمجيدية في قطب الشر الاخواني سيد قطب بعنوان "فكر سيد قطب بين المحلية والعالمية" إن فكره ليس ملكا للمصريين وحدهم بل هو ميراث عالمي يجب الاستفادة منه ،وقال أيضا "من الممكن النظر إلي خواطره علي أنها إلهامات من الله سبحانه وتعالي".. بينما ألقي رئيس جامعة ماردين أحمد آغير محاضرة إعترف فيها بفضل سيد قطب واسهامه في الصحوة الاسلامية بتركيا..
إن الجرعة التكفيرية في فكر سيد قطب هى أساس ما نعاني منه اليوم من جماعات تكفيرية لا تحمل غير الشر وفوهات السلاح وأسلحة القتل والدم في كل الربوع والبلدان ،وأنها الخارطة التي انطلقت منها جماعات الدم مثل "جماعة الجهاد" و "الجماعة الاسلامية" و "قاعدة الزرقاوي" و "قاعدة اليمن" و "قاعدة السعودية" و "وجماعات الارهاب في سيناء وليبيا و داعش"
ولابد وأن نؤكد علي أن أردوغان لا يدعم الإرهابيين فقط، من أجل المصالح المباشرة فقط، بل هم رفاقه، يحلمون بذات المشروع "الإسلام دولة وخلافة"، الفرق في الأدوات وليس في الهدف النهائي. لقد كان أردوغان هو البوابة التي دخل منها معظم الإرهابيين إلى سوريا لإسقاط "النظام السوري" الذي يعتبره أردوغان عدوا. كما تسامح مع الإرهابيين الأتراك الذين عادوا إلى تركيا بعد القضاء على داعش، وفي ذات الوقت يسجن ويسحل المعارضين له، لقد شكل جماعات عنيفة عبر المساجد لتأديب معارضيه. كما أنه ينشر كل الكتب التي تحرض على الإرهاب (مثل كتب سيد قطب) ليس فقط داخل تركيا، ولكن خارجها أيضاً وخاصة في الغرب،لذلك فليس من الغريب أن يأتي أذناب أردوغان ويطلقوا أوصافهم علي منشئء الفتنة والعنف والتكفير بأنه إلهام من الله.
وعندما ظهرت جماعة التكفير والهجرة، كان أبرز حادث ارتبط بها؛ اغتيال وزير الأوقاف المصري الشيخ محمد حسين الذهبي.
ومن يلم إلماما كافيا بفكر سيد قطب، يجد انه منشأ فكر التكفير ونهج العنف.. فقد كفّر سيد قطب عامة المسلمين (والبشرية كافة) بمن فيهم المؤذنين الذين يرددون (لا إله إلا الله) على المآذن، ولو قدموا الشعائر لله وحده
فقال في كتابه "في ظلال القرآن" الجزء الثاني صفحة (1057): "ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله".
وقال سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن، الجزء الثاني صفحة (1057): "البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله، البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة أنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى ومن بعد أن كانوا في دين الله".
وقال سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" صفحة (101): "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة، لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها..".
وقال في كتابه "في ظلال القرآن" الجزء الثاني صفحة (1492) طبعة دار الشروق: "الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده".
وقال سيد قطب: "من الشرك الواضح الظاهر، الدينونة (لغير الله) في تقليد من التقاليد، كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر" وذلك في كتابه "في ظلال القرآن" الجزء الرابع صفحة (2033) طبعة دار الشروق.
وقال سيد قطب: "إنه ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي"، وذلك في كتابه "في ظلال القرآن"، الجزء الرابع صفحة (2122) طبعة دار الشروق.
كما أطلق سيد قطب أوصاف الجاهلية والردة والشرك على كل المسلمين (حكام ومحكومين) ولو اعتقدوا أن لا إله إلا الله، وأدوا شعائر العبادة لله وحده، بسبب ارتكابهم صغائر الذنوب أو المباحات باتخاذهم أعيادا ومواسم وأزياء وعادات وتقاليد ونظم حياة لم يشرعها الله، قال عن عبَّاد الأصنام والأوثان من المشركين: "ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة (عبادة الاصنام تقربا إلى الله وطلبا للشفاعة إليه)، ولا كان إسلام من أسلم متمثلا في مجرد التخلي عن الاستشفاء بهذه الاصنام"، وذلك في كتابه "في ظلال القرآن"، الجزء الثالث صفحة (1492) طبعة دار الشروق.
ولكن الله تعالى يقول: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
سيد قطب أحد رؤوس الفتنة وهو الذي صدر عليه الحكم بالإعدام في 29 أغسطس عام 1966 ،ولأن أردوغان الذي يحلم بالخلافة الاسلامية وجد في هذه الافكار الفتنوية التكفيرية ضالته ،وراح يعيد نشر كتب سيد قطب ليعمق الفتنة ..إلا أن الشعب المسلم أدرك يقينا أنهم يعانون من فتنة هذه الافكار الشاذة فتركوها وانصرفوا عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة