رصدت دراسة صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، التنظيمات الإرهابية في القارة السمراء، حيث شهد عام 2019 ارتفاعًا ملحوظًا في نشاط التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، فطبقًا لتقارير بحثية تعرضت القارة لحوالي 3471 عملية إرهابية، أسفرت عما يقرب من 10460 حالة وفاة. هذا النشاط المكثف من قبل التنظيمات الإرهابية يرتبط بالمسارات الجديدة لها، بعد انحسار نشاطها في منطقة الشرق الأوسط، لذلك كان الانتقال الاستراتيجي لإفريقيا. هذه الورقة تسعى إلى استعراض أبرز التنظيمات الإرهابية في إفريقيا، مع إلقاء الضوء على أهم مناطق نشاطها في محاولة لفهم التطورات التي تمر بها ساحة الإرهاب في القارة.
أبرز التنظيمات الإرهابية في إفريقيا
واستعرضت الدراسة أبرز الجماعات الإرهابية في إفريقيا ، وتمثلت في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث تعد واحدةً من أخطر التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، كونها تشتمل على أكبر تحالف يدين بالولاء لتنظيم “القاعدة”. وقد تأسست عام ٢٠١٧، وتضم 4 جماعات إرهابية، وهي: “كتيبة المرابطون”، و”إمارة منطقة الصحراء الكبرى”، و”جماعة أنصار الدين” (أغلب عناصرها من الطوارق شمالي مالي)، و”كتائب تحرير ماسينا” (أغلب عناصرها من قبيلة الفلاني وسط مالي). وتعلن الجماعة أن عدوها الأساسي هو فرنسا، وتتمركز بشكل أساسي في مالي، لكنها تشكل تهديدًا لدول الجوار (تشاد، والنيجر، وبوركينافاسو) وقدرت تقاريرُ أمنية ودولية عدد عناصر الجماعة الإرهابية بين 1500- 2200 من جنسيات مختلفة. وأشارت تقاريرُ استخباراتيةُ دوليةُ إلى الخبرة العسكرية التي تمتلكها قيادات في الجماعة الإرهابية، لا سيما أن بعض هذه القيادات انشقت عن الجيش المالي، وشاركت في عملياتٍ إرهابيةٍ عديدة.
ومن بين تلك التنظيمات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث يعد من أقدم التنظيمات الإرهابية في إفريقيا كونه امتدادًا لـ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية. وقد تأسس بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧، وذلك بعد أن أعلن زعيم التنظيم “عبد المالك درودكال” (المكنى “أبو مصعب عبد الودود”) مبايعته لتنظيم “القاعدة”. وتتمثل أهداف التنظيم في القضاء على النفوذ الغربي في شمال إفريقيا، والإطاحة بالحكومات “المرتدة”. وقد امتدد نشاطه من الجزائر إلى كلٍ من تونس، ومالي، والنيجر، وساحل العاج.
ومن بين التنظيمات الإرهابية حركة الشباب الصومالية، حيث تعد التنظيم الإرهابي المسلح الأكبر والأقوى في الصومال. ويقودها في الوقت الحالي “أحمد عمر” المعروف أيضًا باسم “أبو عبيدة الصومالي”، وتدين بالولاء لتنظيم “القاعدة” منذ عام 2012. وتشكلت في عام 2004 وتبلور نشاطها في عام 2006؛ حيث تم الإعلان عنها بصفتها “الذراع العسكري” لاتحاد المحاكم الإسلامية، الذي كان يسيطر على العاصمة الصومالية “مقديشيو” آنذاك، غير أنها أعلنت انشقاقها عنه في عام 2007، بعد تحالفه مع المعارضة الصومالية. ومع بداية تشكيلها نجحت في تحقيق انتصارات على الأرض، لكنها سرعان ما تكبدت خسائر بعد التدخل العسكري لأثيوبيا في الصومال، غير أنه مع انسحاب القوات الأثيوبية في عام 2009، استعادت نشاطها ونفوذها مرة أخرى. وعلى الرغم من تراجع نشاطها في الفترة من 2011 إلى 2016، إلا أن عام 2017 شهد “صحوةً جديدةً” للحركة، إذ تصاعدت وتيرة هجماتها الإرهابية، وحدث توسع جغرافي في نطاق الاستهداف.
وتتضمن التنظيمات الإرهابية تنظيم بوكو حرام، حيث تعد من أقدم وأكثر التنظيمات الإرهابية دموية في العالم وإفريقيا. وقد نشأت في عام 2002 في نيجيريا، على يد “محمد يوسف”، إلى أن تولى “أبو بكر شيكاو” قيادة التنظيم بعد مقتله. وفي مارس 2015 قام “شيكاو” بمبايعة “داعش”، وتغيير اسم التنظيم، ليصبح “تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا”. غير أنه في بداية أغسطس 2016 عزل “شيكاو” من قيادة التنظيم لتجاهله أوامر “داعش” واستهدافه المساجد والمدنيين المسلمين، بينما تولى “أبو مصعب البرناوي” القيادة حتى مارس 2019 عندما اعتقلته عناصر أكثر تطرفًا سيطرت على التنظيم واستبدلت به “با إدريسا” كقائد للتنظيم.
ومن بين تلك التنظيمات بحسب الدراسة، داعش الصحراء الكبرى، حيث ظهر التنظيم مع إعلان “عدنان أبو الوليد الصحراوي” (القيادي في تنظيم “المرابطون”) بيعته للبغدادي في منتصف عام 2015. وقد أثارت هذه البيعة غضب “مختار بلمختار” (القيادي البارز في التنظيم ” المرابطون” الذي أكد أن بيعة “الصحراوي” لداعش جاءت كقرارٍ فرديٍ، ما أسفر عن انشقاق فصيلٍ مؤيدٍ لتنظيم “القاعدة” بقيادة “بلمختار”، وفصيل آخر مؤيد لداعش بقيادة “الصحراوي”، ثم انفصل الأخير بمجوعته معلنًا عن تنظيم “داعش افي الصحراء الكبرى”. وبعد فترة خمول لقرابة عام ونصف، أعلن تنظيم “داعش في الصحراء الكبرى” عن نفسه بقوةٍ عبر سلسلة عمليات بارزة نهاية سنة 2016
.
أبرز مسارح العمليات في إفريقيا
وأشارت الدراسة، إلى أن النشاط الإرهابي يتركز إلى حد كبير في خمسة مسارح رئيسية في إفريقيا من بينهم مسرح الصومال، حيث تعد جماعة “الشباب الصومالية” هي المسؤولة عن معظم العمليات الإرهابية في الصومال، غير أن نشاطها شهد انخفاضًا بين عامي 2018 و2019، فقد تسببت فيما يقرب من 246 هجومًا إرهابيًا خلال عام 2019، بعد أن كانت مسئولة عن حوالي 286 هجومًا إرهابيًا خلال عام 2018، وحوالي 372 خلال عام 2017. ويمثل النشاط الإرهابي الناتج عن حركة الشباب الصومالية الآن ما يقرب من 38% من جميع النشاط الإرهابي المرتبط بالتنظيمات الإرهابية في إفريقيا.
من بين المسارح أيضا مسرح الساحل الأفريقى، حيث شهدت منطقة الساحل (وتحديدًا بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر) في عام 2019 زيادةً كبيرةً في نشاط التنظيمات الإرهابية؛ حيث تعرضت تلك المنطقة إلى ما يقرب من 800 هجومًا إرهابيًا، وقدّر عدد الوفيات الناجمة عن تلك العمليات الإرهابية بحوالي 2600 شخصًا، وهو ما يمثل ِضعف وفيات عام 2018. وترجع تلك الهجمات إلى ثلاثة تنظيمات رئيسية، هي: جماعة “أنصار الإسلام”، وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، و”الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.
أيضا تضم مسارح التنظيمات الإرهابية مسرح بحيرة تشاد، حيث تضم منطقة بحيرة تشاد أربع بلدان هي: نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، وتشاد. وتعد جماعة “بوكو حرام” و”ولاية غرب إفريقيا” المجموعتين المسئولتين عن النشاط الإرهابي في منطقة حوض بحيرة تشاد، حيث تعرضت المنطقة لحوالي 765 حادثًا إرهابيًا في عام 2019 بزيادة 35% عن عام 2018. وعلى الرغم من مسئولية تنظيم “بوكو حرام” عن غالبية الهجمات الإرهابية في المنطقة، إلا أن عام 2019 شهد تزايدا للنشاط الإرهابي لـ”ولاية غرب إفريقيا”. وقد مثلت الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية لكل من “بوكو حرام” و”ولاية غرب إفريقيا” حوالي 3225 حالة وفاه بزيادةٍ بنسبة 4% عن عام 2018. كما شهد كل من الكاميرون، والنيجر، وتشاد نموًا ملحوظًا في النشاط الإرهابي في عام 2019 بالمقارنة عام 2018، بجانب مسرح شمال إفريقيا، حيث لم يختلف عدد الهجمات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا في عام 2019، عن مثيله عام 2018؛ حيث بلغ عدد الهجمات الإرهابية في عام 2019 حوالي 347 هجومًا إرهابيًا، بينما بلغ في عام 2018 حوالي 345 هجومًا إرهابيًا. ومن المرجح أن استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا يوفر محفزًا لتصاعد النشاط الإرهابي في منطقة شمال إفريقيا، لا سيما في ضوء رغبة النظام التركي في إعادة تدوير تنظيم “داعش” في ليبيا، بعد عقد اتفاقيتين مشبوهتين مع حكومة الوفاق المحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، إحداهما بحرية لتقسيم الحدود البحرية وأخرى أمنية، لإرسال جنودٍ ومعداتٍ عسكريةٍ للأراضي الليبية، وذلك لمحاربة الجيش الوطني الليبي، حتى لا يتمكن الأخير من دحر الميليشيات المسيطرة على طرابلس والضامنة لوجود حكومة الوفاق ومن ثَم الوجود التركي، ومسرح موزامبيق الشمالي، حيث كان هناك زيادة كبيرة في معدلات النشاط الإرهابي في شمال موزمبيق خلال عام 2019، إذ تعرضت المنطقة لحوالي 200 حادثًا إرهابيًا أسفر عن 710 حالة وفاه. وفي السياق ذاته، شهدت موزمبيق حوالي 62 هجومًا إرهابيًا في عام 2018، تسبب في حوالي 131 حالة وفاة. وتجدر الإشارة إلى عدم وجود أي نشاط إرهابي في موزمبيق حتى عام 2016، غير أن الجماعات النشطة في هذه المنطقة، استغلت الشعور بالتهميش واستثمرت في المظالم الاجتماعية، ووسعت نشاطها في ضوء فشل الحلول الأمنية في التعاطي معها.
وأشارت الدراسة، إلى أن هناك عدد من التطورات التي تشهدها الساحة الإرهابية في إفريقيا، يتعلق بعضها بتنظيم “داعش”، ويقتصر بعضها على تنظيم “القاعدة”، وينصرف بعضها إلى كلا التنظيمين، ومن بين التطورات إعادة تموضع داعش، حيث سعى “داعش” إلى البحث عن مناطق نفوذ جديدة وساحات بديلة بعد فقدانه معاقله الرئيسة في سوريا والعراق، لذلك كان الانتقال الاستراتيجي إلى إفريقيا، لما تتمتع به من عواملٍ محفزةٍ للإرهاب والتطرف، حيث تعد إفريقيا وتحديدًا منطقة الساحل والصحراء، نموذجًا مثاليًا لإعادة التموضع الداعشي، وذلك بسبب ضعف قبضة الدولة المركزية هناك، بالإضافة إلى وعورة تضاريسها، وانتشار النزاعات القبيلة، وتغلغل جرائم الاتجار بالبشر. وقد شنّ عناصر التنظيم في النيجر، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، ومالي سلسةً من الهجمات شملت أهدافًا عسكريةً ومدنيةً، إثر إطلاق التنظيم ما أسماه “غزوة الثأر لأبي بكر البغدادي وأبي الحسن المهاجر”. ومنذ شهرين تقريبًا تعد إفريقيا هي العنوان الرئيس لصحيفة النبأ التي تصدر عن تنظيم “داعش”.
وتشير تقديرات مراكز بحثية غربية إلى أن عدد الذين انضموا لـتنظيم “داعش” من إفريقيا منذ ظهوره إلى الآن يصل إلى 6 آلاف مقاتل ويمثل عودة ما تبقى منهم إلى إفريقيا مشكلة كبيرة على أمن القارة، خصوصًا أن الكثيرين منهم شباب صغير السن. وفي ظل الخسائر التي مُني بها التنظيم، صار المهرب والملجأ المناسب له هو إفريقيا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، في تصريحاته لقناة “فوكس بيزنس” في فبراير عام 2019 التي جاء فيها “إن مقاتلي “داعش” بعد إلحاق الهزيمة بهم سوف يزحفون من سوريا إلى دول إفريقية”.
تحديات هيكلية
وبحسب الدراسة يمر كل من تنظيمي “داعش” و”القاعدة” بتحدياتٍ هيكليةٍ كبرى، يتعلق أولها باختلاف المصالح لدى فروع تنظيم “داعش” في إفريقيا، إذ تختلف مصالح ولاية “داعش الصحراء الكبرى” (التي تريد تثبيت نفسها في الصحراء والساحل)، عن مصالح “ولاية غرب إفريقيا” (التي تريد السيطرة على محيط بحيرة تشاد الذي تقطنه جماعات عرقية مثل بودوما في جزر بحيرة تشاد، الهوسا في شمال نيجيريا وجنوب النيجر). وينصرف ثانيها إلى الانشقاقات الداخلية في تنظيمي “القاعدة” و”داعش”؛ فبالنظر إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” نجد أنه يمر بتصدعٍ داخلي وانشقاقات بين أعضاءه، ففي نهاية يناير المنصرم، بعث “أبو مصعب عبد الودود” (زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”)، مذكرة إلى “أبو محمد المقدسي” (مُنظر تنظيم “القاعدة”)، ذكر فيها إن التنظيم مليء بالفرارين، وهو ما يؤكد الأنباء التي راجت حول انشقاق أعضاء “جبهة تحرير ماسينا” والانضمام إلى تنظيم “داعش”. وفي السياق ذاته، هاجرت عناصر من “ولاية غرب إفريقيا” في مارس الماضي إلى تنظيم “أنصارو”. ويتصل ثالثها باستهداف عدد من القيادات البارزة في كلا التنظيمين والجماعات المرتبطة بهما في إفريقيا، فقد تم استهداف عدد من قيادات تنظيم “داعش”، إذ أعلنت السلطات في النيجر ومالي في فبراير الماضي أن عمليات عسكرية جرت بقيادة القوات الفرنسية وبالتنسيق مع جيشي البلدين، أسفرت عن القضاء على أكثر من 230 إرهابيًا أغلبهم من مقاتلي “تنظيم داعش في الصحراء الكبرى”.
وتابعت الدراسة: استهدفت تلك العملية منطقة تنشط فيها “جبهة تحرير ماسينا” التابعة لتنظيم “القاعدة”، وأسفرت عن القضاء على 30 من مقاتلي الجبهة. كما استُهدفت قيادات بارزة في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” عبر القوات الفرنسية في مالي وبعد التكتم على خبر مقتلهم طويلً، أقر التنظيم بمقتل قياديين في التنظيم عُدّ أبرزهم “يحيى أبوالهمام” (وهو نائب إياد غالي)، إضافة إلى “أبودجانة القصيمي” (والذي كان ناطقا باسم تنظيم “المرابطون”).
ولفتت الدراسة، إلى أن الساحة الإفريقية تشهد حالة من تصاعد التنافس الجهادي بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، في ضوء الخسائر التي تعرض لها التنظيمان، إذ أنهما في حالة تنافس في مناطق النفوذ المشترك رغبةً منهما في تعزيز صورتهما الجهادية، وسعًيا إلى تأكيد نفوذهما، واجتذاب المقاتلين. ففي مطلع شهر يناير المنصرم، هاجم “عبد الحكيم” (الرجل الثاني في تنظيم “داعش في الصحراء الكبرى”)، مواقع لجبهة “تحرير ماسينا” و”القاعدة في المغرب الإسلامي”، وأسفر الهجوم عن مقتل عنصرين من مقاتلي جبهة “تحرير ماسينا” وسبعة مدنيين. ومن ثمّ، تم خرق اتفاق عدم الاعتداء بين القاعدة وداعش في تلك المنطقة من إفريقيا، وهو ما يفتح الباب أمام صدام التنظيمين. كذلك حدثت اشتباكات بين “بوكو حرام” و”ولاية غرب إفريقيا” في أعقاب قيام الأخيرة بمهاجمة معسكر للأولى وخطف حوالي 13 امرأة في أواخر يناير الماضي. ناهيك عن استمر حالة الصراع بين حركة “الشباب الصومالية” وفرع “داعش” في الصومال حول بناء النفوذ والتوسع جغرافيًا.
انسحاب قوات بعثة الاتحاد الإفريقي
وأوضحت الدراسة، أنه على الرغم من نجاح تلك القوات، بالتعاون مع الجيش الصومالي، في تحرير ما يربو على 70% من الأقاليم الصومالية التي كانت خاضعة لسيطرة حركة “الشباب الصومالية”، إلا أن انسحابها بحلول عام 2021 يمثل تحديًا كبيرًا يواجه الدولة الصومالية، حيث هناك حالة من القلق إزاء الحفاظ على التقدم المحرز لضمان الاستقرار والأمن فيها، وذلك في ضوء استمرار قدرة حركة “الشباب الصومالية” على تنفيذ هجمات رغم تضاؤل المساحة التي تسيطر عليها، وكذا افتقار قوات الأمن الصومالية للقدرة على النهوض بكافة المسئوليات الأمنية في الأجلين القصير والمتوسط.
التوظيف السياسي للإرهاب
ولفتت الدراسة، إلى أن النظام التركي يسعى إلى إيجاد موطئ قدمٍ له في القارة الإفريقية، وذلك بهدف تحقيق مشروعٍ إقليميٍ قائمٍ على مد نفوذ تركيا. وفي هذا الإطار، عمل النظام التركي على توظيف التنظيمات الإرهابية كأداةٍ لتحقيق أهدافه ومطامعه؛ حيث دعم نشاط التنظيمات الإرهابية في أكثر من دولة إفريقية، وذلك بتقديم التمويل المالي واللوجستي، وتسهيل انتقال عناصرهم عبر البلدان محل الصراع، سعيًا لتقويض المؤسسات الوطنية للدول، وتمكين التنظيمات الإرهابية كبديلٍ للدول الوطنية. وتبلور ذلك الدعم بإرسال تركيا لنحو 2000 إرهابي لطرابلس بهدف إطالة أمد الصراع الليبي، ناهيك عما أفادت به تقارير حول قيام الاستخبارات التركية بتحويل أموالٍ إلى “حركة الشباب الصومالية” سعيًا إلى الضغط على “مقديشيو”، وكذا ضبط عدد من شحات الأسلحة التركية الموجهة إلى تنظيم “بوكو حرام” رغبته في إنهاك الدولة النيجيرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة