احتفى المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بحلول الذكرى الثامنة لوفاة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية التي تحل اليوم الثلاثاء، وذلك بنشر صور تذكارية لمثل هذا اليوم تظهر فيها مانشيتات الصحف يوم جنازة البابا الراحل وكذلك صور من جنازته الشعبية وجسده المسجى بدير الأنبا بيشوي قبل وضعه في المزار، بالإضافة إلى صورة سادسة تجمعه بقداسة البابا تواضروس الثاني الذى كان اسقفا مساعدا بالبحيرة آنذاك.
صورة من جنازة البابا الشعبية
كما نشرت الكنيسة أقوال الأنبا باخوميوس مطران البحيرة عن البابا الراحل بعدما كلفه المجمع المقدس بلعب دور القائم مقام في الفترة الانتقالية التي عاشتها الكنيسة بين الباباوين شنودة الثالث وتواضروس الثاني، وقال الأنبا باخوميوس عن البابا الراحل: إن الكلمات لا تعبر عما صنعه البابا شنودة في جيله، ونصلي أن يشفع لنا لكي يكون لنا نصيبا معه في المجد السمائي"، ولجأت الكنيسة للاحتفاء بذكرى البابا أونلاين لأول مرة منذ ثماني سنوات إذ قررت إلغاء التجمعات ومنعت الأقباط من زيارته في مزاره بدير الأنبا بيشوي التزاما بقرارات مجلس الوزراء وتجنبا لانتشار مرض كوفيد 19 المستجد المعروف باسم كورونا.
جسد البابا مسجى في دير الانبا بيشوي
جدير بالذكر أن البابا شنودة الثالث ولد باسم نظير جيد في الثالث من أغسطس عام 1923 ورحل في مثل هذا اليوم عام 2012 ، ويحتل البابا شنودة رقم البابا 117 في ترتيب باباوات الكنيسة، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر والبابا يوساب الثاني التحق البابا شنودة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) في 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية وعمل مدرسا للتاريخ، كما حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذا وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.
البابا شنودة والراهب فلتاؤس السرياني
وعمل لسنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة «مدارس الأحد» وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، وكان خادما في مدارس الأحد كما كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة، وطالبا بمدارس الأحد، ثم خادما بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات ورسم راهبا باسم «أنطونيوس السرياني» في 18 يوليو 1954.
البابا شنودة والبابا تواضروس
وبدءا من 1956 إلى 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، وبعدها بعام تمت سيامته قسًا وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، ثم عمل سكرتيرا خاصاً للبابا كيرلس السادس، وفي 1959 رُسِمَ أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية في 30 سبتمبر 1962.
وعندما مات البابا كيرلس في 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية، وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.
الانبا باخوميوس يكتب عن البابا شنودة
وفي عهده زادت الإبرشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر، وقد واجه أزمات مع الرئيس الراحل أنور السادات، ومنها الفتنة الطائفية في عهده حين عاش شهر عسل مع الإسلام السياسي لمواجهة خصومه اليساريين والناصريين، وقبل هذا كان البابا «شنودة» قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس «السادات» في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، مما ولد حالة عدائية من السادات تجاه البابا.
وحين تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك الحكم في 1981، قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم، وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض «البابا شنودة» الذي كانت محددة إقامته في وادي النطرون، إلى أن توفي البابا في «زي النهارده» في 17 مارس 2012، وفي 18 مارس 2012 وضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مارمرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه.
وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية حتى 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، ثم تم نقل جثمانه، الثلاثاء، بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يدفن هناك.
1