فرضت كثير من الدول إجراءات وقائية مشددة خلال الآونة الأخيرة في ظل تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومع تزايد الأعداد نفذت بعض الحكومات قرارات صارمة منها حظر التجول في بعض المدن أو فرض الحجر الصحى العام على البلاد، ورغم هذه الإجراءات التي تسعى من خلال حكومات الدول لتحجيم خطورة المرض والسيطرة عليه، إلا أن بعض المواطنين يتعاملون مع الأزمة دون مبالاة ولا يلتزمون بالتوجيهات والنصائح المعلنة من الجهات المعنية في بلادهم.
وفى هذا الصدد، تجمع نحو 50 شاباً فى حفل شواء عملاق بمنطقة روان، رغم الحجر الصحى العام المفروض فى جميع أنحاء فرنسا لمدة أسبوعين، للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، وذكرت صحيفة "باريس- نورماندى" الفرنسية، أنه فى هذه الفترة من الاحتواء لوقف انتشار فيروس "Covid-19"، كان لدى نحو 50 شاباً فكرة جيدة، بالتجمع حول حفلة شواء عملاقة.
حفل شواء فى مدينة فرنسية وسط الحجر الصحى
ويقول التقرير، "سمعت الشرطة عن هذا التجمع، وسرعان ما اتخذت إجراءاتها، بإرسال فريق من شرطة مكافحة الجريمة، والتدخل الإدارى فى الحى، لتفريق هذه المجموعة من السكان.. وبعد تصاعد ألسنة اللهب جراء الشواء، ورفض المحتفلين فض الحفل، تدخلت الشرطة الفرنسية مطلقة النيران والغاز المسيل للدموع لتفريق الحفل".
ووفقًا للصحيفة الفرنسية، فإن مهمة تفريقهم لم تكن سهلة، إذ لم يتردد الأفراد المخالفون فى مهاجمة الشرطة بنيران الألعاب النارية التى تشبه قذائف الهاون، وردت الشرطة بعد ذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع، وهدأ الوضع بعد نحو ساعة.
ومن جهتها، قالت الشرطة الفرنسية، فى بيان: "كان هناك ضرر ولكن ليس كبيراً جداً. الأهم من ذلك، لم تكن هناك إصابات، ورغم ذلك لم تقم الشرطة الفرنسية بأى اعتقالات"، وأضافت: "كنا نعتمد على الإعلام والتربية لتنبيه المواطنين بالالتزام بالحجر، ولكن الآن سنقوم بتغيير الآلية بالعتاد وباللفظ. يجب أن يفهم الناس أننا فى حالة احتواء"، وقد غلظت الشرطة الفرنسية غرامة عدم الامتثال للحظر وإجراءات الاحتواء إلى 375 يورو، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية".
ويأتي هذا في وقت تشدد فيه منظمة الصحة العالمية، على نصائحها للشعوب حول العالم من أجل مواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والوقاية من الإصابة بالفيروس القاتل الذى اعتبرته المنظمة وباءً عالميًا، حيث تحث الصحة العالمية المواطنين على البقاء داخل المنزل والبعد عن التجمعات.
وفى إحدى نصائحها، قالت منظمة الصحة العالمية، "محاربة مرض (كوفيد 19) ليست مسئولية الحكومات وحدها، المجتمعات أيضا يقع عليها دور كبير فى مواجهة المرض.. ابقى فى منزلك واتبع تعليمات الوقاية الموصى بها".