حاولت الطوائف المسيحية حل معضلة غلق الكنائس بسبب فيروس كورونا والتي تزامنت مع أيام الصوم الأربعيني المقدس، وذلك باللجوء إلى التكنولوجيا للتواصل مع رعايا الكنيسة من خلال طرق متعددة من بينها بث القداسات أونلاين على صفحات الكنائس، أو استخدام تطبيقات إلكترونية تنشر العظات ودروس الكتاب المقدس.
القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سوف يوجه رسالة يومية للأقباط صباح كل يوم تبث على صفحة الكنيسة بالفيديو،، بعد أن توقفت القداسات وأغلقت الكنائس على أن تترجم الكنيسة رسالة البابا تواضروس إلى جميع اللغات حتى يتمكن أقباط المهجر من متابعتها.
فيما بدأت كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون، صلوات قداس يومية تقتصر على حضور الآباء كهنة الكنيسة فقط دون حضور شعب الكنيسة وتبثها صفحة كنيسة العذراء أونلاين بتقنية اللايف على الفيسبوك، وذلك ضمن قداسات صوم القيامة المعروف باسم الصوم الأربعيني الكبير.
كذلك فإن أسقفية الشباب، وإيمانًا منها بالتطور التكنولوجى فقد أتاحت بعض من دوراتها التدريبية وبرامجها على تطبيق إلكترونى للهواتف الذكية يتضمن صلوات وعظات كنسية ويربط الشباب المسيحى بالكنيسة.
وفي الكنيسة الكاثوليكية طور المكتب الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية في مصر تطبيق "كاثوليكي" وهو تطبيق إلكتروني للهواتف المحمولة يسمح لرعايا الكنيسة بالتفاعل مع الآباء المطارنة من خلال الاستماع إلى عظات روحية مسموعة ومكتوبة ومصورة بالفيديو وذلك في محاولة من الكنيسة للتغلب على قرار غلق الكنائس الذى اتخذته الجمعة الماضي للوقاية من فيروس كوفيد 19 المستجد.
يضم التطبيق عدة أقسام أبرزها الكتاب المقدس والأجبية ومكتبة بأهم الكتب باللغة العربية ومدارس الأحد وخدمات الإيبراشية كما عدلت الكنيسة على التطبيق ليسمح بتكبير الخط وتغيير الألوان بشكل يخدم كبار السن من المستخدمين
من جانبه، وصف الانبا دانيال لطفي مطران الكاثوليك هذه الأيام بزمن الترميم وقال إن عرفنا كيف نستغلُ هذا الوقتَ، الذي فيه تعودُ توازناتٌ كنّا قد أهملناها. توازناتٌ إيمانيةٍ وروحيّةٍ، اجتماعيّةٍ وعائليّةٍ واقتصادية، قيمٌ ومبادئ وعاداتٌ وأولوياتٌ، كانت قد غابتْ عنّا، على المستوى الشخصيّ والجماعيّ.
وأضاف مطران الإسماعيلية : سيعودُ خوفُنا على بعضٍ، وستعودُ قيمةُ الحياةِ والحرصُ على بقائها. أصبحتْ فرصةُ لَمْ شملِ العائلةِ متاحةً. مضيفا: انتبه لعائلتِك ورمّم ثغراتِها، إنّها فرصةٌ لنعودَ ونكتشفَ احتياجَنا للدفءِ العائليّ. إلى متى الخصامُ والانقسامُ والتجاهلُ بين العائلاتِ والأفرادِ؟
وحذر المطران : لا تجعل زمنَ كورونا زمنَ دينونةٍ للآخرِ، لا تغضب إذا اكتشفتَ عيوبًا وتجاوزاتٍ لم ترها مِن قبل، رُبّما بسببِ تقصيرِك. بل اجعله زمنَ تضامنٍ وتصالحٍ، اقتربْ من اهلِك ورمّمْ ما قد اهترأ.
أمّا عن إغلاقِ الكنائسِ، تسائل المطران: أتستغربُ الآن وتتعجبُ مما حدثَ، هل شعرتَ بأهميةِ القدّاسِ والتّناولِ؟ كم كنتَ تركّز على المظهرِ وتهملُ الجوهرَ؟ كم مِن مرةٍ أضعتَ فرصَ حضورِ القدّاسِ؟ ولم تضعْ أولويةً له.
بينما قال المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية في مصر، إن قرار غلق الكنائس كشف عن وعي كهنة وأساقفة الكنيسة بالتكنولوجيا إذ بدأوا في التواصل مع رعايا الكنيسة عبر تطبيقات وبرامج متعددة، بعضهم يرسل فيديوهات مصورة والآخر رسائل صوتية كطريقة للتغلب على قرار غلق الكنائس وتحقيق أهداف الكنيسة من التواصل الروحي مع الرعايا.
كانت الكنائس قد دعت إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاءًا وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة