راهنت الحكومة على وعي وثقافة الشعب المصري في الالتزام بحظر التجوال وعدم مغادرة المنازل من السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً، وربحوا الرهان، فقد أثبتت الليلة الأولى من تطبيق قرار الحظر رقي ووعي الشعب المصري.
المصريون شعروا بالمسئولية الجماعية، وأن الخطر ربما يقترب منهم، حال عدم الالتزام بالإجراءات التي تتخذها الحكومة، الرامية لحماية المواطنين وسلامتهم، فالتزموا منازلهم، وظهرت الشوارع خالية تماماً من المارة.
ومن المفارقات الغريبة، أن الشوارع الأكثر زحاماً والتي لا تهدأ أبداً، مثل شارعي فيصل والهرم وغيرهما من الشوارع الأخرى، خلو تماماً من المارة ليلة أمس، مع التزم الجميع في منازلهم.
العقلاء أدركوا بما لا يدع مجالاً للشك، أنه حال عدم التزامهم منازلهم، فلن تبقى هذه المنازل عامرة، بعدما تفقد أصحابها، بسبب الوباء الذي يجد من الزحام والاختلاط بيئة خصبة للانتشار.
الرائع في الأمر، أن هناك وعي مجتمعي يكبر ويزيد يوماً تلو الآخر لدى الجميع، لدرجة أن ربات المنازل أصبحن يملكن خبرات كبيرة في التعقيم والتطهير واستعمال منتجات تعقيم المنازل، وأصبح لدى الكثيرون ثقافة صحية، وحرص مستمر على عدم الاختلاط والحفاظ على المسافات.
الأمر الأكثر جمالاً، حالة التلاحم الشعبي بين بين المواطنين، وروح المحبة والتعاون وتقديم النصح الذي لا يتوقف عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان يحمل دعابة بطبيعة "خفة دم المصريين".
الأمور جميعها تسير في طريق القضاء على الفيروس المستجد، وتؤكد أننا على الطريق الصحيح، وأن الأيام المقبلة ربما تحمل بشائر الخير، وتزف إلينا أخبارًا سارة، للقضاء على الفيروس وتعافي الجميع، لتعود الحياة لطبيعتها في مصرنا الحبيبة.