على الرغم من الخوف والفزع المنتشر فى العالم بسبب فيروس كورونا الذى لم تتعدى الوفيات الناتجة عنه 3200 حالة، إلا أن هناك أسباب أخرى قد تتسبب فى مقتل الملايين مثل تلوث الهواء، حيث يموت الكثير من الناس فى وقت مبكر بسبب استنشاق الهواء السام، ويأتى ذلك تغلبا على أكبر قتلة فى العالم من الفيروسات، بما فى ذلك فيروس الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية والتدخين بل ويتخطى الحروب.
وأظهرت دراسة حديثة وفقا لتقرير "الديلى ميل" أن تلوث الهواء يقلل من متوسط العمر المتوقع فى العالم بثلاث سنوات، ما يؤدى إلى مقتل 8.8 مليون شخص سنويًا.
ويخشى العلماء بقيادة ألمانيا من أن يواجه العالم "وباء" تلوث الهواء بعد تحليل نسب الوفيات فى كل بلد، حيث تم التوصل إلى أن التعرض الطويل الأجل لملوثات الهواء، يؤثر على القلب والأوعية الدموية التى تغذى الدماغ، وثلثا الوفيات الناتجة عن التلوث من صنع الإنسان، بسبب استخدام أساليب الوقود الأحفورى.
نسب الوفاة بالتلوث تفوق نسب الوفاة بسبب الفيروسات والأمراض
فحص فريق دولى من معهد ماكس بلانك للكيمياء فى ماينز بألمانيا، العلاقة بين التعرض لتلوث الهواء وفقدان متوسط العمر المتوقع للناس.
- تسبب التلوث فى خفض متوسط العمر بنسبة 2.9 سنة أو عامين وعشرة أشهر.
- يقلل تدخين التبغ من متوسط العمر المتوقع بمعدل 2.2 كل عام.
- فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" يقلل متوسط العمر بمعدل 0.7 عام.
- أمراض مثل الملاريا تقلل متوسط العمر بمقدار 0.6 سنة.
- جميع أشكال العنف "بما فى ذلك الوفيات فى الحروب" تقلل من العمر بمقدار بمقدار 0.3 سنة.
نسب الوفيات من التلوث والأمراض الأخرى
- باستخدام تقنيات التحليل الجديدة، قدّر المؤلفون أن تلوث الهواء على مستوى العالم تسبب فى وفاة إضافية بلغت 8.8 مليون فى عام 2015.
- بينما قتل التبغ نحو 7.2 مليون شخص فى السنة.
- فيروس الإيدز قتل مليون شخص.
- الملاريا قتلت 600.000 شخص.
- العنف بما فى ذلك وفيات الحروب قتل 530.000.
وكان لتلوث الهواء تأثير أكبر على تقصير متوسط الأعمار لدى كبار السن، على الصعيد العالمى، حيث تحدث نحو 75% من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء فى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
وكتب المؤلفون فى بحثهم الجديد الذى نشر فى مجلة Cardiovascular Research، أن تلوث الهواء المحيط هو أحد المخاطر الصحية العالمية الرئيسية.
وأوضح البروفيسور ليليفيلد المشرف على الدراسة أنه من اللافت للنظر أن عدد الوفيات والخسارة فى متوسط العمر المتوقع من تلوث الهواء ينافس تأثير تدخين التبغ وأعلى بكثير من أسباب الوفاة الأخرى.
وقال البروفيسور توماس مونزيل مؤلف مشارك فى الدراسة: "نظرًا لأن تأثير تلوث الهواء على الصحة العامة يحدث بشكل عام أكبر بكثير من المتوقع، وهو ظاهرة عالمية، فإننا نعتقد أن نتائجنا تظهر أن هناك وباء يعرف باسم وباء تلوث الهواء".
الفرق بين التلوث الطبيعى والتلوث الذى صنعه الإنسان
فى الورقة البحثية تم التمييز بين تلوث الهواء الذى يصنعه الإنسان والذى يمكن تجنبه، والتلوث من المصادر الطبيعية مثل غبار الصحراء وانبعاثات حرائق الغابات التى لا يمكن تجنبها.
ويظهر أن ثلثى الوفيات المبكرة تعزى إلى تلوث الهواء من صنع الإنسان، ويرجع ذلك أساسًا إلى استخدام الوقود الأحفورى، وهذا يصل إلى 80% فى البلدان المرتفعة الدخل.
واقترح الباحثون أنه بدون الانبعاثات الصادرة من الإنسان، فإن متوسط العمر المتوقع فى العالم سيزداد بنحو عامين، وبدون الوقود الأحفورى وحده، فإن العمر المتوقع سيزداد سنة واحدة.
وتعليقًا على النتائج قال الدكتور صموئيل كاى كبير علماء الأوبئة فى جامعة أكسفورد: هذه الدراسة تُظهر مرة أخرى أن تلوث الهواء هو عامل خطر رئيسى للصحة فى جميع أنحاء العالم، وليس الفيروسات والأمراض فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة