نقرأ معا كتاب "الابتكار: مقدمة قصيرة جدًّا" لـ مارك دودجسون وديفيد جان، ترجمة زينب عاطف، مراجعة إيمان عبد الغنى نجم، والصادر عن مؤسسة هنداوى ويسأل: ماذا يعنى الابتكار؟ وكيف ولماذا يؤثر فى حياتنا وعملنا بمثل هذا القدر من العمق؟
ويشرح الكتاب معنى الابتكار، ويوضح الأساليب التى يغير بها عالمنا على نحو متواصل، ويفحص كيفية وأسباب حدوثه، ومَن الذى يحدثه، وكيف يمكن السعى من أجل تحقيقه، وما هى نتائجه، سواء الإيجابية أو السلبية.
إن الابتكار أمر شديد الصعوبة والفشل فى تحقيقه شىء شائع، إلا أنه ضرورى من أجل إحراز التقدم على الصعيدين الاجتماعى والاقتصادى.
وفى هذا الكتاب، يكشف المؤلفان مارك دودجسون وديفيد جان عن كيفية تطور إدراكنا للابتكار على مرِّ الزمن، ويدرسان كيفية استخدامه للتعامل مع التحديات العالمية التى ستواجهنا فى المستقبل.
يقول الكتاب:
عندما وُلدنا، من وقت غير بعيد، لم تكن تكنولوجيا المعلومات أو شركات التليفزيون موجودة، وكان السفر الجوى نادرًا وضربًا من الرفاهية، أما آباؤنا، فقد وُلدوا فى عالم أكثر اختلافًا عن عالمنا الحالى، فلم يكن التليفزيون قد اختُرع بعد، ولم يكن يوجد بنسلين أو أطعمة مجمدة.
وعندما وُلد أجدادنا، لم تكن توجد محركات احتراق داخلى أو طائرات أو دور سينما أو أجهزة راديو، وعاش آباء أجدادنا فى عالم لا توجد فيه مصابيح ضوئية أو سيارات أو هواتف أو دراجات أو ثلاجات أو آلات كاتبة، وربما كانت حياتهم أقرب لحياة الفلاح الرومانى عن قربها من حياتنا اليوم. وخلال فترة المائة والخمسين عامًا الماضية والقصيرة نسبيًّا، تحولت حياتنا تمامًا سواءٌ فى المنزل أو العمل بواسطة المنتجات والخدمات الجديدة. والسبب فى تغير العالم تغيرًا كبيرًا يمكن تفسيره بدرجة كبيرة بالابتكار.
يُعرِّف هذا الكتاب الابتكار بأنه أفكار مطبقة بنجاح، ويوضح لنا سبب قدرة الابتكار على أن يؤثر فينا تأثيرًا عميقًا. ويشرح الكتاب كيفية حدوث الابتكار، وماذا ومَن يحفزه، وكيفية متابعته وتنظيمه، وما نتائجه الإيجابية والسلبية. وكذلك سيؤكد على أن الابتكار لا غنى عنه من أجل تحقيق التقدم الاجتماعى والاقتصادي، وأنه مع ذلك أمر مثير للتحدى ومحفوف بالفشل أحيانًا. ويشرح الكتاب أيضًا كيف يسهم الكثيرون فى تحقيق الابتكار وكيف يأخذ الابتكار أشكالًا مختلفة، مما يزيد من تعقيده. ويقدم الكتاب تحليلًا لعملية الابتكار، ولكيفية حشد المؤسسات لمواردها لتبتكر، والنتائج النهائية للابتكار، التى يمكن أن تأخذ عددًا من الأشكال.
لا توجد الابتكارات فقط فى الأنشطة التى تقوم بها المؤسسات، لكن فى كيفية قيامها بها أيضًا. وتمر عملية الابتكار حاليًّا بفترة تغير، يحفزها إلى حد بعيد فرص استخدام تقنيات الإنترنت والتصور الحديثة للوصول إلى الأفكار الواردة من جميع أنحاء العالم. وتنمو المصادر المحتملة للابتكار بسرعة كبيرة؛ فعلى سبيل المثال، يزيد عدد العلماء والمهندسين الأحياء فى الوقت الحالى عن الفترات التاريخية الماضية مجتمعة. إضافة إلى ذلك، يتغير مكان الابتكار، حيث أصبحت قطاعات الخدمات مسيطرة على الاقتصادات، وأصبحت ملكية المعرفة أو الوصول إليها، أكثر قيمة مقارنة بالأصول المادية. والابتكار شارعٌ فى التحول إلى مزيد من العالمية مع ظهور مصادر جديدة مهمة فى الصين والهند وأماكن أخرى خارج نطاق القوى الصناعية المتمثلة فى أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان. وإننا نستكشف هنا المدى الذى إليه يحتمل أن نطبق فهمنا للابتكار، وهو الفهم الذى تطور عبر القرن المنقضى أو يزيد، للتعامل مع التحول والاضطراب المتواصلين اللذين سنشهدهما فى الاقتصاد العالمى فى المستقبل.
تشرح الفصول الثلاثة الأولى ماهية الابتكار وأهميته ونتائجه. أما الفصول اللاحقة فتمعن النظر فيمن يساهم فى الابتكار وكيفية تنظيمه، وتتكهن بمستقبله.
يرتكز فهمنا للابتكار على دراسة المؤسسات المبتكرة التى لا حصر لها حول العالم، وعلى تعلمنا من الجهود المتراكمة لعدد لا حصر له من الباحثين فى المجتمع البحثى للابتكار الدولي. وإننا لنتقدم بالشكر الخالص لكل المبتكرين والطلبة المبدعين الذين يجعلون رحلتنا مثيرة ومجزية. ونعترف على وجه الخصوص بفضل إرفينج فلادافسكى -بيرجر وجيرارد فيرتلاف، وهما مبتكران عظيمان كان لهما عميق الآثار فى تفكيرنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة