دون استحياء، وبلا أي منطق، استخدم رجب طيب أردوغان سلطاته شبه المطلقة فى تركيا، لإطلاق سراح بلطجية السجون و"الإجرام" ليستخدمهم ضد معارضيه، وذلك بموجب قانون "العفو" المشبوه، الذى أقره البرلمان التركى بتوجيهات خاصة من أردوغان.
وبدأ أردوغان في إطلاق سراح المجرمين وزعماء المافيا، الذين تفاخروا وتباهوا بخروج من السجن عن طريق رئيس الدولة، الأمر الذى أثار غضب واستياء المعارضة التركية ووصفوا الرئيس التركى بمعدوم الضمير.
زعيم المافيا يشكر أردوغان
وجه زعيم المافيا التركية، علاء الدين جاكيجي، الشكر إلى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، بعد قرار العفو عن جاكيجي الذي قضى في سجون تركيا 18 سنة لإدانته في ارتكاب جرائم منظمة في حق الشعب والمجتمع التركيين.
زعيم المافيا التركى
وكانت السلطات التركية أطلقت سراح أحد أكبر زعماء المافيا، يُدعى علاء الدين جاكجي، من سجن سينجان بأنقرة، مستفيدًا من قانون تعديل الأحكام، للتخفيف من كثافة السجون وسط تفشي فيروس كورونا.
وكما وجه زعيم المافيا الشكر إلى رئيس حزب «الحركة القومية» الموالي لأردوغان، دولت بهتشالي، من خلال تصريح أدلت به محامية جاكيجي.
وسبق أن طالب رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشالي، منذ ما يقرب عامين بالعفو عن جاكيجي، عقب زيارة بهتشالي لأكبر المتهمين بالجرائم المنظمة في السجن.
نص شكر زعيم المافيا لاردوغان
رسالة زعيم المافيا التركى
وبحسب موقع تركيا الآن، نشرت زينب جيفتجي، محامية جاكيكي، تصريحًا له كتبه بخط يده على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه «أتقدم بأسمى معاني الشكر والاحترام باسمي واسم جميع المحبوسين الذين أطلق سراحهم بموجب قانون العفو الجديد لمن كان وسيلة لحريتنا جميعًا، وآخر رجال التركمان السيد دولت بهتشالي، والمهندس الآخر لهذا القانون الذي لم يقدم تنازلات للإمبريالية الغربية طوال السنوات الأربع الماضية السيد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان».
"أردوغان" معدومو الضمير
بدوره انتقد أكبر زعيم المعارضة التركية، ورئيس حزب المستقبل التركي داود أوغلو، تصرفات الرئيس التركى "أردوغان: مؤكدا أن بلاده تشهد فسادًا وظلمًا واستبدادًا، متهمًا حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، بالعمل على محو حرية التفكير، معتبرًا أن تركيا تشهد فترة استثنائية من سنّ القوانين التي تستهدف الحريات الأكاديمية.
وفي رسالة ذات لهجة حادة، اعتبر رئيس حزب المستقبل أن نواب حزب العدالة والتنمية الذين يمررون القوانين دون قراءتها فقط لمجرد أن الأوامر صدرت من القصر الرئاسي، ودون أن يحكموا عقولهم أو ضمائرهم لن ينجو من المساءلة، بخاصة بعد تمرير القانون الخاص بقانون التعليم العالي والتعديلات في بعض القوانين.
وحسب ما ذكرته جريدة «سوزجو» التركية، أفاد داود أوغلو بأن ما تعيشه «جامعة شهير» بإسطنبول هو مثال حي للفساد والظلم والاستبداد الذي نعيشه.
وفي بيان لحزب المستقبل، شدد على أن «قانون أردوغان الجديد يستهدف محو حرية التفكير، وتدمير طاقتنا، حيث نرغب في تطوير تجاربنا التاريخية، ويحاولون أن يقضوا على التعددية وحرية التفكير»، معتبرين مشروع القانون خطوة تكشف بوضوح الأهداف السياسية الرئيسية التي يسعى النظام إلى تحقيقها.
وأضاف بيان الحزب أنه «من الواضح حتى في هذه الأزمة التي نعيشها بسبب انتشار فيروس كورونا، أن هذه الإجراءات من سلطة وعقلية لا تتردد في اتخاذ أي إجراءات تصب في مصلحتها؛ حيث لا تبالي بالمخاوف الصحية أو مصلحة العامة».
ومنذ سنوات، يستهدف نظام أردوغان جامعة شهير، فسبق أن كشف وزير التعليم الأسبق، ورئيس مجلس الأمناء بجامعة «إسطنبول شهير»، عمر دينجار، أن أردوغان منذ 2018 يفكر في تعيين وصي على جامعة «إسطنبول شهير»، التي أسسها أحمد داود أوغلو ورئيس الجمهورية الأسبق عبد الله جول.