تسبب وباء كوفيد 19 المعروف باسم كورونا فى تأجيل الكثير من الأفراح لدى الأقباط خاصة فى فترة ما بعد عيد القيامة المجيد الذى يحل الأحد المقبل إذ اعتاد المسيحيون على الزواج بعد أجازة العيد وانتهاء فترة الصوم الأربعينى المقدس إلا أن إغلاق الكنائس ومنع صلوات الأكليل بقرار من المجمع المقدس حال دون ذلك الأمر الذى تسبب فى تأجيل كافة الأفراح التى كان مقرر إقامتها فى شهرى مايو وأبريل لأجل غير مسمى.
القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة العذراء بشبين القناطر أوضح لـ"اليوم السابع"، أن قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الذى صدر منذ أسابيع أوقف كافة صلوات الأكليل بشكل عام ولم يستثنى من ذلك الأكاليل التى تقام فى البيوت مشيرا إلى أن القرار يأتى بسبب منع الزحام والتجمعات إذ أن صلاة الأكليل تتم بحضور أهالى العروسين وأصدقائهم مما يزحم الكنيسة بعشرات الزوار وقد يتسبب فى نقل العدوى.
ولفت القمص يسطس إلى أن قرار المجمع المقدس يضع الكهنة المخالفين تحت طائلة القانون الكنسى فى حالة ما إذا أقام أحدهم أكليل فى منزل أو فى مكان بعيد عن الكنيسة لأن قرار وقف صلوات الأكليل لم يقتصر على الصلوات فى الكنائس بعينها إنما شمل كافة صلوات الأكاليل.
وأشار كاهن كنيسة العذراء بشبين القناطر، إلى أن عقيدة الكنيسة وطقسها لا يمنع إقامة صلاة الأكليل فى المنزل، فقد كان ذلك يتم قديما قبل أن يقرر البابا شنودة إقامة كافة صلوات الأكاليل فى الكنائس مشيرا إلى أن الصلاة يمكن أن تعقد بحضور كاهن وشماس فقط فى المنازل بينما يصطدم ذلك مباشرة مع قرار المجمع المقدس الحالى.
وأشار القمص يسطس إلى أن السنوات الفائتة شهدت إقامة أكاليل فى المنازل من خلال إذن خاص يحصل عليه الأب الكاهن من الأسقف وذلك لظروف معينة مثل مرض أحد الوالدين وعدم إمكانية حضوره للكنيسة أو غيرها من الحالات الخاصة والاستثنائية التى تسمح فيها الكنيسة بإقامة القداس فى البيت.
واستشهد القمص فانوس بالآية "الطاعة خير من تقديم الذبائح" مشيرا إلى أن إتباع القرارات الباباوية خير من تقديم ذبائح إلى الله وهى جزء صميم من عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية.
بينما لفت الدكتور انطونى سعد وهو طبيب وشماس كان يستعد لزواجه فى شهر أبريل المقبل بمطرانية الجيزة، إلى أن الكنيسة أبلغت كافة المقبلين على الزواج بتأجيل صلاة الأكليل إلى أجل غير مسمى.
وأكد أن إجراءات إتمام عقود ومراسم الزواج يجريها العروسين لدى الكاهن الذى يقع فى نطاق منطقتهم السكنية وفقا لقواعد الكنيسة التى تنظم هذا الشأن مؤكدا أن كل هذه التفاصيل تأجلت بسبب غلق الكنائس بقرار من المجمع المقدس للكنيسة القبطية على أن تحدد الكنيسة مواعيد لإقامة صلوات الأكليل فى المستقبل.
وكانت الكنيسة القبطية قد قررت استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات الأسبوع المقدس، وتأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس –أحد أسرار الكنيسة السبع- وهو حدث كنسى له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية والذى يقوم به البابا مع جميع مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، والتأكيد على أن تقتصر الجنازات على أسرة المنتقل فقط.
كما قررت الكنيسة إيقاف صلوات الأكاليل، لحين استقرار الأوضاع، واستمرار الكهنة فى متابعة العمل الرعوى للأسر ولا سيما الحالات الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى. وناشدت الكنيسة جميع المصريين باتباع تعليمات الوقاية والسلامة، مع الالتزام بالبقاء فى المنزل لمنع تفشى الوباء.
كان قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قد ترأس اليوم الأحد قداس اليوم "أحد الشعانين" من كنيسة التجلى المجيد بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بدون حضور شعبى، وقال البابا تواضروس الثانى – فى كلمة قصيرة عقب دورة السعف بالكنيسة – أن إنجيل باكر الذى كان يتحدث عن "زكا العشار" يعطى تعزية للذين هم فى المنازل ولم يستطيعوا أن يحضروا الصلاة فى الكنيسة، ولكن السيد المسيح قال له "ينبغى أن أكون اليوم فى بيتك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة