الفيروس سوف يستمر فى الصيف، لا إنه سوف يختفى مع الحر، كورونا بدأ فى التراجع عالميا، لا إنه لم يتراجع، وهناك احتمالات لتحوره. وربما يتغير، هناك نوع واحد من فيروس كورونا المستجد، لا هناك أنواع مختلفة، الفيروس ينتقل عبر التلامس المباشر، لا إنه ينتقل عبر العطس والهواء، يموت الفيروس مع 60 درجة مئوية لا إنه يستمر حتى 90 درجة مئوية ويمكنه التكاثر مع الحرارة العالية.. كل هذه الآراء المتضاربة منسوبة لعلماء من مدارس ودول مختلفة، تصنع المزيد من الارتباك والخوف العالمى. ما أن يصدر خبر متفاذل عن تراجع الفيروس، حتى يتبعه تصريح منسوب لعلماء يضاعف من التشاؤم والرعب.
والمواطنون عبر العالم وليس فقط عندنا، ينتظرون اللحظة التى يجدون فيها أنفسهم أحرارا فى الخروج من منازلهم ومعازلهم ليمارسوا حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعى، وكلما مر أسبوع وجدوا أنفسهم أمام نفس التعليمات، وهو ما يجعل الأفق مغلقا ولا أضواء فى نهاية النفق.
وحتى فيما يتعلق بمصدر ظهور فيروس كوفيد 19، هناك تضارب كبير بين العلماء، يرى البعض أنه يتعلق باختلاف المدارس، فضلا عن وجود تأثيرات إعلامية وسياسية للنشر حول الموضوع، حيث يميل الإعلام إلى المبالغة والعناوين الجذابة، مما يجعل بعض الآراء المعروضة غير دقيقة.
أثار البروفسور والعالم الفرنسى لوك مونتانييه الحاصل على نوبل وأحد المشاركين فى اكتشاف فيروس الإيدز أثار جدلا، عندما جدد فرضية حول انتشار فيروس كورونا فى العالم، وقال لوك لإذاعة مونت كارلو، إن هناك احتمالا أن يكون فيروس كورونا المستجد ناتج من خطأ ارتكبه مختبر، أثناء محاولة إنتاج لقاح ضد فيروس الإيدز، ودلل على هذا بوجود عناصر من فيروس «إتش آى فى» فى جينوم كوفيد 19 الجديد فضلا عن عناصر من «مرض الملاريا»، وهو ما يشير إلى أن خصائص كورونا المستجد لا يمكن أن تحصل بطريقة طبيعية، وقد يكون الحادث وقع فى مختبر فى مدينة ووهان الصينية بحسب رأيه.
آراء العالم الفرنسى تتعارض مع نتائج بحث نشرته مجلة ينتشر العلمية قبل شهر تقريبا أكدت فيه أن كوفيد 19 تطور جينى طبيعى وليس مصطنعا، وحتى فى فرنسا نفسها فقد أعلن عالم الأوبئة إتيان سيمون لوريير من معهد باستور فى باريس أن كلام العالم الفرنسى لوك مونتانييه «لا معنى له، إذ نجد هذه العناصر الصغيرة فى فيروسات أخرى من العائلة نفسها، فى فيروسات كورونا أخرى فى الطبيعة»، موضحا أنها أجزاء من الجين، وتشبه الكثير من السلاسل فى الخصائص الجينية فى بكتيريا وفيروسات ونباتات.
وبسط سيمون المتخصص فى البنية الجينية التطورية للفيروسات حديثه بالقول، إنه أشبه بكلمة واحدة متشابهة فى كتابين، هذا لا يعنى أنهما نسخة من بعضهما، علماء الصين أيضا أكدوا أنه من المستبعد تماما أن يكون كوفيد 19 نتاج تلاعب، بدليل ظهور فيروسات سارس وميرس وكورونا عامى 2005، و2012، وهى فيروسات تاجية بما يعنى أن كوفيد أحد أجيالها.
هذه الآراء والتضاربات حول نشأة الفيروس، تنعكس أيضا على مستقبل التعامل معه، وخصائصه وإمكانية أن يتراجع أو يستمر فى الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة