تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء العديد من القضايا الهامة أبرزها، الحراك الدولى الذى ولد من رحم أزمة "كوفيد-19" والذى ربما يؤدي إلى تغيير خريطة التحالفات الدولية بشكل جوهري. وتناولت مجلة "الإيكونوميست" الآثار التي سببها وباء كورونا على العالم أجمع، معتبرةً أن الجائحة وضعت العالم بأجمعه خارج الخدمة
مصطفى فحص
مصطفى فحص: لبنان... اقتراب المواجهة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن على وقع أزمة مالية واقتصادية وخطر يهدد الأمن الغذائي، تستعد انتفاضة 17 أكتوبر لاستعادة المبادرة، بعد أن التزمت الشروط الصحية التي فرضتها جائحة "كورونا"، إلا أن المواطنين المعزولين باتوا بين نارين؛ الاختناق البطيء داخل منازلهم، أو الاختناق في الشارع بفعل غاز أجهزة السلطة الأمنية، والأرجح أن الجميع سيختار الثانية، حيث إن الموجة الجديدة من المواجهة مع المنظومة الحاكمة منذ 3 عقود باتت قاب قوسين أو أدنى.
أطراف السلطة والانتفاضة يدركان أن الأمور ذاهبة إلى تصعيد خطير وحساس قد يؤدي إلى فوضى وعنف أهلي، لذلك تستعد المنظومة الحاكمة بشقيها السلطة والمعارضة، إلى الاستعانة مجدداً بأدواتها التقليدية التي أمّنت لها ذرائع استمرارها في السلطة إلى الآن، والأخطر أن الطبقة السياسية بشِقيها (موالاة ومعارضة)، ورغم انقساماتها الطائفية والمذهبية العمودية والأفقية لا تتردد في التخندق معاً، بهدف حماية نظام مصالحها المشتركة، ومنع السقوط النهائي لأي طرف منها، مهما ضعف، أو تلاشت قوته، وذلك لقناعتها بأن سقوط أي جزء منها، سيؤدي إلى سقوط على غرار حجارة الدومينو.
محمد خلفان الصوافى
محمد خلفان الصوافي: "كورونا" وشهادة وفاة للنظام الدولى
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن غضب الأمين العام للأم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد إعلان وقف تمويل منظمة الصحة العالمية، كشف عن مرحلة متقدمة في تراجع الاستراتيجية الدولية الأمريكية نحو الحفاظ على مكانتها في النظام الدولي.
رغم كل الممارسات السابقة لتراجع الإدارة الأمريكية لدورها في العالم، إلا أنها كانت تفسر على أنها عبارة عن تمهيد "مشكوك" في نية الانسحاب من قيادة العالم، سواء من خلال الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، التي يعتقد المحللون أنها محور كل السياسات الدولية، وكذلك من اتفاقية باريس للمناخ، وأيضاً الاتفاقية النووية ثم انتقاد حلف "الناتو"، الذي لعب دوراً في صد التمدد الشيوعي نحو أوروبا الغربية إلى أن وصل الأمر إلى رفض ترامب تقديم تمويل لمواجهة أزمة وباء "كورونا" فكانت بمثابة شهادة وفاة لدورها الدولي.
ناصر زيدان
ناصر زيدان: العالم خارج الخدمة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، نرى حراكاً دولياً يولد من رحم أزمة "كوفيد-19" ربما يؤدي إلى تغيير خريطة التحالفات الدولية بشكل جوهري.
وتناولت مجلة "الإيكونوميست" الآثار التي سببها وباء كورونا على العالم أجمع، معتبرةً أن الجائحة وضعت العالم بأجمعه خارج الخدمة، بحيث تعطلت الآلة الإنتاجية الرئيسية في غالبية الدول بنسبة كبيرة، وبدا أن الدول المتطورة في صناعاتها ليست قادرة على تلبية الحاجات المحلية لسكانها ومشافيها، خصوصاً من المعدات الطبية، ووسائل الوقاية من انتقال عدوى المرض الفتاك. ولولا الصين التي انطلق منها الوباء، التي استطاعت أن تتغلب على جزء كبير من مخاطره؛ لكان العالم أجمع يعاني نقصاً هائلاً في التجهيزات والمعدات الضرورية للمكافحة، فالولايات المتحدة الأمريكية وهي الخصم التجاري اللدود للصين، طلبت مئات ملايين الكمامات الواقية، وآلاف أجهزة التنفس الاصطناعي من الأسواق الصينية لسد النقص الحاصل عندها، ولكون غالبية المصانع الأمريكية توقفت جزئياً - أو كلياً - عن الإنتاج بسبب تفشي الوباء.
وسط معركة المواجهة التي فرضها كوفيد - 19 على العالم؛ تتكشَّف جوانب الاختلال التي أصابت البنية التحتية السياسية والصناعية لغالبية دول العالم. فهذه الدول كانت تتحضَّر لخوض السباق من اتجاه، والوباء القاتل أطل عليها من اتجاه آخر، محدداً زمن المعركة وساحاتها من دون استئذان، ومستخدماً عنصر المفاجأة الذي له باع طولى في تحديد نتائج المعركة. وحتى الآن، وقبل أن يتكشف غبار ساحات المواجهة، بدا أن الفيروس القاتل حقق انتصارات واضحة في بعض المواجهات، وتغلَّب على النمطية التي كان يعتمدها النظام الصحي الدولي، والذي غالباً ما استند إلى وسائل وقاية، وطرق معالجة؛ تنظر إلى تحقيق الربحية أكثر مما تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الإنسان، أو كما يقول الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري: "عندما أصبحت الأسواق تتحكَّم بمسار الأمور كافة؛ تحولت الصحة إلى بيزنس لتحقيق الربحية".