صدر حديثًا عن دار "الآن ناشرون وموزعون"، كتاب بعنوان "الحركة العلمية فى زنجبار وساحل شرق أفريقيا خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر الميلادى" للباحث الدكتور سليمان بن سعيد الكيومى، والذى يرصد ملامح هذه الحركة منذ أن أعلن السيد سعيد بن سلطان زنجبار بمثابة عاصمة ثانية للإمبراطورية العمانية في عام 1832م، فشهدت الحركة العلمية في زنجبار وما جاورها من مناطق ومن مدن تطوراً ملحوظاً، ونشطت حركة الكثير من العلماء العمانيين والعرب الذين هاجروا إلى زنجبار وساهموا في تطوير هذا الجانب وفق إمكاناتهم المتاحة وتخصصاتهم المختلفة.
الحركة العلمية في زنجبار
وجاء الكتاب في أربعة فصول، تناول الفصل الأول منها الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في زنجبار وساحل شرق أفريقيا. بينما تناول الفصل الثاني عوامل ازدهار هذه الحركة التي قامت عليها نخبة من العلماء الذين هاجروا إلى زنجبار بتشجيع من السلاطين الذين تعاقبوا على حكم عمان، وبما وفره هؤلاء السلاطين من إمكانيات كان من بينها المطبعة السلطانية التي أسسها السلطان برغش بن سعيد عام 1880م.
وتناول الفصل الثالث مظاهر الحركة العلمية في زنجبار وشرق أفريقيا من حيث النشاط التعليمي والمؤسسات التعليمية، وانتشار اللغتين العربية والسواحلية، وإضعاف النشاط التنصيري وانتشار الإسلام في البر الإفريقي.
أما الفصل الرابع فتطرق إلى علماء زنجبار وإنتاجهم العلمي والأدبي خلال الفترة التاريخية التي تناولها الباحث بالدراسة.
وخلص الباحث إلى أن زنجبار أصبحت مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي مركزاً ثقافياً مهماً في شرق إفريقيا، وكان الطلبة يأتون إليها من مناطق عدة من شرق إفريقيا وغرب الهند وحضرموت وعُمان، مما أدى إلى ظهور نهضة علمية في زنجبار، وامتدت آثارها إلى أغلب مناطق ساحل شرق أفريقيا.