تكثف حكومات العالم جهودها لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعدما قتل وأصاب مئات آلاف البشر حول العالم، فيما حُبكت وانتشرت روايات كثيرة حول أسباب ظهور الفيروس القاتل، والتى تنوعت ما بين نظرية المؤامرة وتخليق الفيروس فى مختبرات صينية، وروايات أخرى توجه أصابع الاتهام لأمريكا، كون المرض نشأ فى الصين بداية الأمر، إلى أن وصلت الاتهامات لشبكات الجيل الخامس البريطانية G5، والتى بدأ الناس فى حرق أبراجها اعتقادًا منهم بأنهم تساعد فى نشر الفيروس التاجى.
وفى هذا الصدد، يقول تقرير لوكالة "شينخوا" الصينية، "أصاب الفيروس التاجى الجديد الذى لم يكن معروفا من قبل البشر، العالم بأسره للأسف، وتم استغلال الوضع الرهيب من قبل بعض السياسيين الغربيين لطهى المعلومات المضللة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المصالح المشتركة للبشرية".
وأضاف تقرير الوكالة الصينية: "حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء من أن العالم يكافح وباءين، أحدهما ضد العامل المُمرض، والآخر ضد انتشار المعلومات الكاذبة، أو ما وصفته الهيئة الصحية الدولية بأنه (وباء)، ولقد أثار موضوع أصل الفيروس مجموعة من نظريات المؤامرة السخيفة كما زعم البعض فى الغرب أن الفيروس من صنع الإنسان فى المختبر".
ولفت إلى أنه "فى الواقع، أوضحت منظمة الصحة العالمية بشكل كبير أن الفيروس لا "يتم التلاعب به أو تكوينه" فى المختبر أو فى أى مكان آخر، وأن جميع الأدلة المتاحة تشير إلى أن له أصل حيوانى"، وأوضحت أن آدم لورينج، خبير فيروس وأستاذ مشارك فى كلية الطب بجامعة ميشيجان، أثناء حديثه مع مجلة Newsweek الأمريكية - فى وقت سابق من هذا الشهر - كشف أيضًا أن فيروس سارس CoV-2، الفيروس الذى يسبب COVID-19، لديه بعض الاختلافات الرئيسية فى الجينات المتعلقة بالفيروسات التاجية التى تم تحديدها مسبقًا - تلك التى سيعمل بها المختبر، قائلًا إن "مجموعة التغييرات هذه تجعل من غير المحتمل أن تكون نتيجة خروج من المختبر".
وأوضح أن "الإشارة للمؤامرة بأن "الفيروس من صنع الإنسان"، لم تكن هذه السلالة الوحيدة للفيروس الذى يضلل به الرأى العام العالمى.. فمنذ اندلاع الفاشية، كان بعض السياسيين الأمريكيين، بدوافع خفية متباينة، يستغلون الوباء لوصم الصين، متجاهلين حقيقة أن البلاد تعمل عن كثب مع المجتمع الدولى بطريقة منفتحة وشفافة ومسؤولة منذ تفشى المرض لتقاسم المعلومات، واحتواء انتشار الفيروس، وتطوير العلاج واللقاحات فعالة".
وتابعت شينخوا، "فى الوقت الحالى، لاتزال جائحة الفيروس التاجى الجديد تدمر العالم.. حتى الآن، أصيب أكثر من 2.7 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، وفقد أكثر من 190.000 شخص حياتهم بسبب المرض القاتل، وفقًا لأحدث الأرقام من جامعة جونز هوبكنز.. ولا يزال الوضع قاتما".
وشددت على أنه "لهزيمة هذا العدو المشترك للبشرية، يجب على جميع البلدان أن تقاتل كواحدة.. ويمكن أن يكون نشر المعلومات المضللة أكثر سمية من الفيروس نفسه لأنه يثير الذعر والخوف، ويهدد التضامن العالمى الذى تمس الحاجة إليه".
وأضافت "هذا هو السبب فى أن مجموعة من 27 عالمًا بارزًا فى مجال الصحة العامة من خارج الصين أصدرت فى فبراير بيانًا مشتركًا فى مجلة لانسيت، وحذرت من أن "المشاركة السريعة والمفتوحة والشفافة للبيانات حول هذا التفشى أصبحت مهددة الآن من الشائعات والمعلومات المضللة حول أصولها"، وقال العلماء "نقف معا لندين بشدة نظريات المؤامرة التى تشير إلى أن COVID-19 ليس له أصل طبيعى".
واستطردت "عندما احتدم الموت الأسود فى جميع أنحاء أوروبا، لم يكن العلم فى ذلك الوقت قويًا بما يكفى لشرح السبب، وبالتالى نشأ عددًا لا يحصى من الأساطير.. واقترح البعض أن الطاعون نتج عن حركة النجوم فى السماء، بينما جادل آخرون بأن الزلازل فى أعماق الأرض هى الجناة".
وقالت "تبدو هذه النظريات سخيفة تمامًا فى عالم اليوم حيث العلم فى وضع أقوى بكثير لمساعدة الجنس البشرى على فهم الميكروبات الفتاكة بشكل أفضل.. ومع ذلك، لا يزال شبح الشائعات والتضليل يرفع رأسه القبيح"، وأضافت "لكى لا تتهكم الأجيال القادمة على كونها منافية للعقل حول الأسئلة العلمية الأساسية، يجب على الدول حول العالم أن تتكاتف وتترك العلم والحس السليم يسودان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة