فى الوقت الذى تستعد فيه المزيد من الولايات الأمريكية لتخفيف القيود التى فرضت فى محاولة لاحتواء وباء كورونا، فإن استطلاعا للرأى كشف عن تأييد أغلب الأمريكيين لهذه القيود ولوقف الهجرة، وخوفهم من الإصابة بكوفيد 19.
وكشف استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وجامعة ماريلاند أن أغلبية كاسحة من الأمريكيين يدعمون القيود التى فرضتها الدولة على الشركات وحجم التجمعات العامة لإبطاء انتشار فيروس كورونا. كما أنهم يدعمون الوقف المؤقت للهجرة غلى البلاد، وهو الأمر الصادر عن الرئيس ترامب للتعامل مع الأزمة. ووجد الاستطلاع أن مخاوف الأمريكيين من أن يصبحوا مرضى بشكل خطير من الفيروس لم تهدأ فى الأسبوع الماضى، كما أظهر أن الأمريكيين لا يزالوا يمنحون حكام الولايات معدلات تفضيل أعلى بكثير مما يمنحونه لترامب، الذى لا يزال يحصل على آراء سلبية لكيفية معالجته للأزمة.
وبدأ بعض حكام الولايات تخفيف إجراءات أوامر البقاء فى المنزل والسماح بإعادة فتح الشركات فى محاولة للحد من الضرر الاقتصادى فى ولاياتهم، على الرغم من أن بعض العلماء والمسئولين المحليين يشعرون بقلق من أن هذه التحركات يمكن أن تسبب إعادة ظهور الفيروس مرة أهرى. لكن مع دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ بالفعل، فإن الدعم لقيود الصارمة القائمة لا يزال يحظى بدعم بين الحزبين.
حيث قال اثنين من بين 3 أمريكيين إن القيود على المطاعم والمتاجر والشركات الأخرى فى ولاياتهم مناسبة، بينما قال 16% آخرين إنها ليس صارمة بما يكفى. وقال نحو 17% فقط إن القيود على النشاط التجارى صارمة للغاية.
وقال 72% من الديمقراطيين و62% من الجمهوريين إن القيود الحالية فى ولاياتهم على الأعمال التجارية مناسبة. وكان الجمهوريون أكثر احتمالا فى القول بأن الولاية فرضت قيود بالغة على الشركات، وإن كان أقل من 27% ، مقارنة بـ 17% و8% بين المستقلين والديمقراطيين على التوالى.
وحتى فى الولايات العشر التى بدأت فى تخفيف القيود أو لديها قيود أقل بالفعل، يدعم أغلب السكان الحدود التى فرضتها ولايتهم، وقال 59% إنها مناسبة.
وتقول واشنطن بوست إن النتائج تشير إلى أنه مع بدء الولايات فى إعادة فتح الاقتصاد على أساس تدريجى، فإن الكثير من المواطنين قد يكونوا حذرين فى استئناف النشاط بالمستوى الذى كان موجودا قبل سيطرة الوباء ومطالب الناس بالبقاء فى المنزل بقدر الإمكان.
ورأت واشنطن بوست إن الدعم للوقف المؤقت للهجرة مؤشر آخر على الوعى العام مع محاولة البلاد التعامل مع الفيروس. وكان الدعم للهجرة من قبل قويا، حيث وصف الديمقراطيون والجمهوريون والمستقلون على حد السواء الهجرة بالأمر الجيد للوبلاد، بحسب ما وجد استطلاع جالوب.
يأتى هذا بعدما بدأ المزيد من الولايات الأمريكية فى رفع أوامر الإغلاق رغم تأكيد القيادات على أن توجيهات التباعد الاجتماعى تظل ضرورية طوال الصيف.
إلا أن الحكام حذروا بأن الحياة لن تعود سريعا إلى طبيعتها، وأن القيود تظل قائمة فى بعض الأماكن لمنع ظهور الفيروس مرة أخرى. وحذر خبراء الصحة العامة أن رفع القيود ربما يسبب موجة ثانية من العدوى.
وكان 90% من الشعب الأمريكى تخت أوامر الإغلاق. لكن بعض الولايات بدأت التخفيف منها بدءا من الأحد وسمحت لبعض الأمريكيين بالعودة غلى صالونات الحلاقة ومراكز رسم الوشم.
وسمحت ولايات جورجيا وأوكلاهوما وألاسكا وكارولينا الجنوبية بإعادة فتح بعض الأعمال، وأصدرت ولايات أخرى خطط تدعو لتخفيف مزيد من الإجراءات. وقال حاكم ولاية كولورادو الديمقراطى جارد بوليس إنه سيتم السماح لصالونات تصفيف الشعر والحلاقة والوشم بفتح أبوابها يوم الجمعة. كما تسمح ولاية تينيسى بإعادة فتح المطاعم.
لكن قد يكون عزوف المستهلكين أحد العوامل التى تهدد بمزيد من الخسائر الاقتصادية، حيث يخشون التعرض للفيروس إذا عادت الأنشطة لطبيعتها بقدر ما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة