بعد الإعلان عن تسجيل ثلاث حالات إصابة لحيوانات أليفة، بفيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، "كلبان في هونج كونج، وقطة في بلجيكا"، نتيجة انتقاله إليهم من الأشخاص المخالطين لهم، ورغم ضعف الرقم، إلا أن ذلك أصاب الكثير من مربيين الحيوانات الأليفة فى مصر بحالة من القلق، والخوف من نقل الحيوانات للفيروس، وإصابتهم بالعدوى، بشكل دفع الكثير منهم بالتخلق من الحيوانات بتركهم فى الشارع، والتخلى عن تربيتهم.
كشف الدكتور عمرو أمين، أخصائي طب وجراحة الحيوانات، أن حوالى 30% تقريبا من الأشخاص الذين كانوا يربون حيوانات آليفة فى منازلهم مثل القطط والكلاب، تخلوا عنهم، وتخلصوا منهم بتركهم فى الشارع، مشيرا إلى أن نسبة منهم لجأوا إلى إعدامها، حيث قدمت سيدة قطعة لحم سامة إلى أنثى كلب بلدي كانت تربيها، ولأنها كانت ترضع الجراوى الصغيرة، فقتلت الكلبة الأم وأطفالها، مستنكرا هذا الإجراء، مشيرا إلى أن ذلك نتيجة لقلق المواطنين من إنتقال العدوى لهم بفيروس كورونا، من الكلاب والقطط.
وأوضح أمين، فى تصريحات لليوم السابع،: أنه حتى فى حال إصابة حيوان بالفيروس، من مالكه، فأن ذلك لا يحدث أى ضرر للحيوان، كما أنه لا ينقلها مجددا للإنسان، لافتا إلى أن الإنسان هو العائل الوحيد لفيروس كورونا، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بمعنى أن الفيروس لا يعيش إلا داخل جسم الإنسان، لافتا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات التى أعلنتها وزارة الصحة للنظافة والوقاية من الإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى الاهتمام أيضا بنظافة وتطهير الحيوانات كما الإنسان، باستخدام المطهرات الخاصة بالأغراض البيطرية.
من ناحيته، قال الدكتور طارق مصطفى محمد، رئيس قسم الميكربيولوجى بكلية الطب البيطرى جامعة بنها السابق، إنه لا دراعى للخوف الشديد من التعامل مع الحيوانات بسبب فيروس كورونا، لكن الأشخاص المصابين فعليا المصابون بكوفيد 19، عليهم الحذر الشديد، من الاتصال بالحيوانات حتى يتم معرفة المزيد من المعلومات حول طبيعة الفيروس، وترك مهمة العناية بالحيوان الأليف إلى أحد أفراد الأسرة من غير المصابين، وإلا فلابد من ارتداء قناع الوجه، وعدم مشاركة الحيوان للطعام أو تقبيله أو معانقته، والإلتزام بغسل اليدين قبل وبعد أي اتصال معهم.
وأكد محمد، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه لا يمكن للقطط والكلاب الأليفة نقل فيروس كورونا المستجد إلى البشر، لكنها قد تصاب بمستويات منخفضة من الفيروس فى حالة انتقاله إليها من المصابين فعليا، لافتا إلى أن الكورونا فيروس موجود ويُصيب الكلاب والقطط والجمال، لكن بفصائل وأنواع مختلفة عن التى تُصيب الإنسان، قائلا: من الأساس ليس من المفروض أن فيروس كورونا يكون متواجدا للإنسان، لكن أساسه الخفافيش والفئران، كمان أن انتشاره بين البشر بهذا الشكل، ووصول عدد الإصابات إلى ما يتعدى المليون إنسان، بالتأكيد قد أحدث تحور بطبيعة وتكوين الفيروس، لأنه يتفاعل مع أى جسد يدخله، ويتغير وفق طبيعه كل جسد، وطريقته على مقاومة الفيروس، وهو ما يفسر أن 80% من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، بينما 15% تظهر عليهم أعراض شديدة، و5% يتوفون.
وأضاف: عند ظهور الفيروس فى البداية فى الصين، ثارت لديهم الشكوك حول سوق بيع الحيوانات، بعدما وجدوا أن المصابين قد أجروا زيارة له، ووقتها ربطوا بين الحيوانات والإصابة، لكن بعد ذلك ظهر الفيروس فى مناطق ليس لها علاقة بهذه الأسواق، مشيرا إلى أنه فى 2012 اكتشفوا الفيروس فى فيتنام بـ34 سلالة فى الخفافيش، و11 سلالة فى الفئران، ومن ذلك الوقت كان هناك توقعات بظهور سلالات جديدة للفيروس، هذا بالإضافة إلى فيروس ميرس الذى يصيب الجمال، وتُصاب أيضا بالكورونا، لكن لايوجد دليل على انتقال هذه الفيروسات مباشرة من الحيوانات للانسان، لكن يجب أيضا أن التعامل يكون بحذر، لوجود احتمال تحور الفيروس، وخاصة المتعاملين مع الحيوانات البرية، مثل: الثعابين، القرود، وغيرها.