إذا كان فيروس كورونا، قد تسبب فى تعطل حياتنا بشكل غير مسبوق، وفرض علينا مجموعة من القيود الصعبة والعزل المنزلى وحظر التجوال، ولكنه فى نفس الوقت، قد يكون له بعض الإيجابيات على جوانب مختلفة من حياتنا.
صحيح أن الكثير من المتع اليومية اختفت من حياتنا مثل الخروج والتجمعات والتنزهات والحفلات والسينمات والمسارح، والسهر وكرة القدم، والمئات من الأنشطة غيرها، ولكن الأقدار شاءت أن يكون هذا الوباء، خيرا، على جوانب أخرى، أولها وأهمها على الإطلاق، كوكب الأرض، والذى كاد التلوث أن يدمره بسبب التطور الصناعى والتكنولوجى الذى وصل إليه الإنسان فى السنوات الأخيرة، جعله يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة كوكب بأكلمه، بخلاف تلوث البحار والأنهار والمحيطات، وكذلك الإضرار بالكائنات الأخرى التى تعيش على الكوكب، وتشاركنا فيه حياتها، وتهديد بعضها بالإنقراض.
أتبعاثات حرارية
ليست الكرة الأرضية فقط، التى كانت تعانى من تصرفاتنا، ولكن الإنسان نفسه كان يضر بنفسه بشكل كبير دون أن يدرى، من خلال العادات السيئة والممارسات الخاطئة التى كان يرتبكها على مدار سنوات طويلة، فأزمة كورونا أجبرت الجميع على الإلتزام بمنزله إلا فى حالات الضرورة، وأيضا أجبرت الجميع على تناول الوجبات الصحية، التى من شأنها أن تقوى المناعة، حائط الصد الوحيد أمام فيروس كورونا القاتل، وهو ما تسبب فى تراجع الإقبال على المطاعم، والوجبات السريعة، فضلا عن عودة الترابط الأسرية بعد أن اضطر كافة أعضاء الأسرة على الإلتزام فى المنزل، عدد ساعات أكبر.
شعب مرجانية
من فوائد أزمة كورونا، أن دراسة حديثة أفادت وأثبتت أن طبقة الأوزون تتعافى حاليا ولديها قدرة على التعافى بشكل كامل، وبحسب مجلة Nature العلمية، فقد ظهرت علامة على نجاح نادر فى عكس الضرر البيئى وتبين أن العمل العالمى المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.
ترابط أسرى
تسببت أزمة كورونا أيضا فى انخفاض انبعاثات الكربون العالمية لأقل مستوى منذ 30 عاما، وعودة الشعب المرجانية إلى طبيعتها الخلابة، و منع استهلاك الصين للحيوانات البرية،
كما ذكرت "مونت كارلو" أن أزمة كورونا، تسببت فى خفض كميات الانبعاثات الحرارية الناتجة أساسا عن المصانع الصينية، علما أن أطنان الانبعاثات الحرارية تجعل من هذا البلد قاطرة العالم في هذا المجال حتى قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
شيشة
أزمة كورونا كذلك دفعت مسئولى المحافظات المختلفة، إلى حظر "الشيشة" تماما من المقاهى، وأن المخالفين سيضطرون إلى دفع غرامات باهظة، وهو ما قلل من نسب التلوث الذى تسببه الشيشة فى الشوارع والطرقات، كذلك أنقذ الإنسان من التدخين بسبب خطورة تدخين الشيشة على صحته، وفقا لما تقره العديد من المنظمات والهيئات الصحية، ووارة الصحة.
تفشى كورونا، تسبب أيضا فى ظهور "الحملات الخيرية"، التى تبناها المشاهير فى كافة بقاع الكرة الأرضية، حيث تبنى العديد من الفنانين والمشاهير والرياضيين، ورجال الأعمال والوزراء والمسئولين حملات خيرية، هدفها جمع تبرعات من أجل المتضررين من فيروس كورونا.