ـ توقعات بتقلص الفجوة بين العرض والطلب النفطى إلى النصف
يدخل اتفاق أوبك+ حيز التنفيذ اليوم هو الاتفاق الذى تم التوصل إليه الشهر الماضى عبر اجتماعى افتراضى عقدته منظمة أوبك برئاسة السعودية، ومنتجو نفط كبار آخرون بقيادة روسيا، فى إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، لخفض إنتاجهم النفطى مجتمعين بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا فى مايو ويونيو لمواجهة الفائض فى الإمدادات الناجم عن أزمة فيروس كورونا.
يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فى ظل تحديات كبرة تواجه سوق الذهب الأسود، وأبرزها وباء كورونا الذى تسبب فى شبه شلل للحركة التجارية العالمية انعكس بدوره على أسواق النفط.
وتحت ضغط هذه الظروف هناك دول أعلنت التزامها بالاتفاق مثل الكويت وأخرى تئن من عدم القدرة مثل العراق.
الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودى
وهو الاتفاق الذى عبر وزير الطاقة السعودى الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن أهميته، قائلا:"إنه اتفاق تاريخى لخفض الإنتاج، معربا عن أمله فى أن يؤدى إلى تحقيق الاستقرار فى الأسواق.
وقال الأمير عبد العزيز، وفق شبكة "بلومبرج نيوز"، "لقد أظهرنا أن أوبك بلس فاعلة وحية، أنا سعيد للغاية بهذا الاتفاق".
وبالتزامن مع بدء التنفيذ انخفضت أسعار النفط بشكل طفيف إلى 26 دولاراً للبرميل، الجمعة، وكانت أسعار خام القياس العالمى برنت قد انهارت 60% منذ بداية العام الجارى، وبلغت أدنى مستوى فى 21 عاماً الشهر الماضي، إذ تضغط جائحة فيروس كورونا على الطلب.
جانب من اجتماع أوبك+ الشهر الماضى
وتراجع خام برنت للتسليم في يوليو، 45 سنتاً أو ما يعادل 1.7% إلى 26.03 دولار للبرميل. وهبط الخام الأمريكي تسليم يونيو 46 سنتا أو 2.4% إلى 18.38 دولار للبرميل. وصعد الخامان القياسيان بقوة ، الخميس، وارتفع برنت 12% وربح الخام الأمريكي 25%.
ويتوقع محللون، وفق العربية، أنه من المرجح أن يسجل الطلب أداء أقل، مما سيبدد أثر جهود المنتجين للتعامل مع تخمة المعروض.
العراق يعانى
فقالت مصادر بالقطاع النفطى العراقى إن العراق سيواجه صعوبات لخفض إنتاج النفط بمعدل قياسي قدره مليون برميل يوميا أو 23 % اعتبارا من مايو في إطار اتفاق أوبك مع روسيا ومنتجين آخرين، وإن بغداد لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع شركات النفط العالمية بشأن أماكن التخفيضات.
وبحسب "رويترز"، تنتج شركات نفط كبرى مثل بي.بي وإكسون موبيل وإيني نصيب الأسد من الإنتاج العراقي ورفضت حتى الآن الدعوات للخفض، مما دفع مسؤولين عراقيين لمراجعة خيارات مثل الطلب من الشركات أن تقوم بتبكير أعمال صيانة للحقول.
وقال مسؤول كبير بشركة نفط البصرة يشارك في المفاوضات "المحادثات مع الشركات الأجنبية ما زالت مستمرة ونسعى للتوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج بدون أن تترتب أعباء مالية على العراق".
وقال المسؤول الكبير إن المحادثات تركز على كمية الخام التي يتعين على كل شركة خفضها والجدول الزمني.
الكويت والنرويج تلتزم بالاتفاق
بينما أعلنت الكويت، والنرويج التزامهما بتنفيذ الاتفاق، وذلك من خلال رسالة تم توجيهها إلى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، من مؤسسة البترول الكويتية تفيد بأنها أبلغت عملائها بتخفيض بنسبة 22% في حجم عقود النفط الخام التعاقدية من يوليو حتى ديسمبر 2020، وذلك بعد التخفيضات التي تم إجراؤها بالفعل لشهري مايو ويونيو من العام الجاري.
وزير النفط الكويتى خالد الفاصل
والمعروف أن النرويج ليست عضوا في منظمة "أوبك" أو في إعلان التعاون الذي يضم 23 دولة منتجة للنفطـ .
وذكر بيان لمنظمة "أوبك" أن هذه التخفيضات تتماشى مع جهود الكويت في تنفيذ اتفاقية "أوبك +" من أجل استعادة الاستقرار في سوق النفط العالمية.
ومن ناحية أخرى، أعلنت النرويج عن خططها لتعديل إنتاجها من النفط الخام طواعية لتسريع عملية الاستقرار في سوق النفط العالمية في ضوء أزمة فيروس "كورونا" وتأثيرها على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
ونقل بيان لمنظمة "أوبك" عن تينا برو وزيرة البترول والطاقة في النرويج قولها "إننا نواجه حاليًا وضعًا غير مسبوق في سوق النفط، حيث سيستفيد كل من المنتجين والمستهلكين من استعادة استقرار السوق".
وأضافت قائلة "سنخفض الإنتاج النرويجي بمقدار 250 ألف برميل يوميًا في يونيو وبنسبة 134 ألف برميل يوميًا في النصف الثاني من عام 2020، بالإضافة إلى أنه سيتم تأجيل بدء إنتاج عدة حقول حتى عام 2021".
وأوضحت الوزيرة النرويجية أنه بالتالي سيكون إجمالي الإنتاج النرويجي في ديسمبر 2020 أقل بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مما خططت له الشركات في الأصل.
الجزائر تدعو للالتزام
ومن جانبه دعا وزير الطاقة الجزائري والرئيس الدوري لأوبك محمد عرقاب أعضاء أوبك+، إلى الالتزام الكامل بخفض إنتاج النفط المتفق عليه الشهر الماضي، والذي دخل حيز النفاذ اليوم الجمعة للمساهمة في استقرار أسعار الخام العالمية.
ونقلت وزارة الطاقة عن الوزير قوله ، إنه "أمام الصعوبات غير المسبوقة التي تواجه سوق النفط فإنه من الضروري أن تطبق جميع البلدان الموقعة اتفاق خفض الإنتاج بالكامل وأن يكون الهدف هو ضمان معدل امتثال يفوق 100 بالمائة".
روسيا تؤكد أهمية الاتفاق
ومن جانبها كانت الرئاسة الروسية الكرملين، قد اعلنت منذ يومين أن اتفاق "أوبك +" على تخفيض إنتاج النفط كان انتصارا مشتركا ، ويصب فى مصلحة جميع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، وصرح المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية دميترى بيسكوف، فى مقابلة مع صحيفة "أرجومينتى إى فاكتي" الروسية، بأن روسيا لم تبادر بإنهاء اتفاق "أوبك +" السابق، مشيرا إلى أنه لم يكن من الممكن الاتفاق على شروط استمرار خفض إنتاج النفط.
وأضاف، أنه حتى قبل انتشار وباء "كورونا " ، بدأ الاستهلاك العالمى للنفط فى الانخفاض ، وبالتالى انخفض الطلب على النفط ، وأنه بسبب انتشار فيروس "كورونا " انهار هذا الطلب.
ولفت إلى توقف الرحلات الجوية عبر العالم ، و توقف أحد أكبر اقتصاد فى العالم - الاقتصاد الصينى - عن العمل لبعض الوقت، ثم توقفت الشركات الأوروبية والأمريكية ، منوها إلى أن الاتفاق الأخير بين روسيا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المنتجة للنفط على تخفيض جديد فى حجم الإنتاج يعتبر انتصارا مشتركا لأنه يصب فى مصلحة جميع البلدان.
وقالت مصادر مطلعة على الخطط إن وزارة الطاقة الروسية أبلغت الشركات الأسبوع الماضي بأن تخفض إنتاجها ما بين 19 بالمئة إلى 20 بالمئة عن مستويات فبراير شباط، مما يجعل إنتاج موسكو النفطي متوافقا مع أهداف الاتفاق.
والأسبوع الماضى، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن مجمل تخفيضات انتاج النفط بموجب اتفاق عالمي بين كبار منتجي الخام، ومن بينهم روسيا والسعودية والولايات المتحدة، قد تبلغ 15 مليون إلى 20 مليون برميل يوميا في مايو ويونيو .
انعكاس التخفيضات
وفي انعكاس لتخفيضات الإنتاج المتفق عليها بين أوبك ومنتجين كبار آخرين للنفط مثل روسيا، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، من المقرر أن ينخفض الخلل بين العرض والطلب النفطي إلى النصف عند 13.6 مليون برميل يومياً في مايو وأن يواصل التراجع إلى 6.1 مليون برميل يومياً في يونيو وفقا لريستاد إنرجي.
وقالت لويز ديكسون محللة سوق النفط لدى ريستاد "بينما قد يبدو ذلك كتحسن كبير من أبريل، فإن سوق النفط لن ينصلح بطريقة سحرية... مسألة التخزين ما زالت تلوح في الأفق" مشيرة إلى مساحات التخزين في أنحاء العالم التي تتناقص بصورة سريعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة