لأول مرة في عصره، دفع وباء كوفيد 19 المعروف باسم كورونا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى تأجيل انعقاد اجتماعات المجمع المقدس وهو الهيئة العليا في الكنيسة إذ تجتمع مرتين سنويا في مايو ونوفمبر.
المَجْمع المقدس هو الهيئة العليا داخل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويرأسه البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويجتمع مرتين بالسنة لمدة أسبوع من أجل مناقشة الأوضاع التشريعية والكهنوتية واللاهوتية، ويضم 6 لجان أو يزيد، ويقوم أحيانًا بأدوار ذات طبع اجتماعي أو سياسي، فيجتمع بدعوة من بابا الكنيسة أثناء الأزمات، ليعطي رأيه في الحدث - لكن جوهر عمله غير سياسي، ويضع القواعد والأنظمة المتعلقة بمسائل الكنيسة المنظمة والإيمان، وأمور الخدمة.
المجمع المقدس يرأسه بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويضم مطارنة وأساقفة الكنيسة، ورؤساء الأديرة، ووكيلي البطريركية للإسكندرية والقاهرة، وله ثلاثة وظائف أساسية السلطة الكهنوتية والرعوية العليا لكل أتباع الكنيسة - وتشمل سلطته الإكليروس وكل الشعب، والسلطة التشريعية العليا في الكنيسة، وله أن يسن قوانين للكنيسة، مما يتفق مع الاحتياجات الجديدة للكنيسة، والمجمع هو المسئول الأعلى عن الإيمان والعقيدة والطقس، وله أن يفسر قواعد الإيمان بما لا يتعارض مع التسليم الكنسى الثابت فهو المرجع الأول في العقيدة والطقوس الكنسية.
عدد أعضاء المجمع المقدس غير ثابت، وبه ما يزيد عن 131 عضو حاليًا، والفئات الذي يمثلها متفق عليها، فيضم المطارنة الذين يرأسوا المطرانيات، ورؤساء الأديرة، وأساقفة الإبراشيات، والأساقفة العموميون، في مصر والخارج، ووكيلي البطريركية بالإسكندرية والقاهرة كذلك فإن عضوية المجمع دائمة لمن هم في درجة الأسقفية بشخصهم، ولوكيلي البطريركية بصفتهم.
اضطر البابا تواضروس لتأجيل اجتماعات المجمع المقدس ورسامة أساقفة جدد هذا الشهر لثلاثة أسباب رئيسية:
تطبيق التباعد الاجتماعي
أراد قداسة البابا تواضروس الثاني أن يضرب المثل لكافة الأساقفة والكهنة وشعب الكنيسة في ضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي واشتراطات الصحة لمنع التجمعات المسببة لوباء كورونا، ومن ثم فإن إلغاء المجمع المقدس وهو الهيئة العليا للكنيسة يحمل رسالة مبطنة للجميع بضرورة الالتزام.
المجمع أيضا يضم ما يزيد عن 130 مطرانا وأسقفا كلهم من كبار السن فيما عدا عدد ضئيل من جيل الشباب رسمهم البابا تواضروس مؤخرا ومن ثم فإن دعوة كل هذا العدد من الأساقفة للاجتماع قد يعرضهم للإصابة بالمرض خاصة في ظل وجود أساقفة المهجر الذين يقطعون مسافات طويلة للحضور.
غلق الطيران أمام أساقفة المهجر
تسبب غلق الطيران والمطارات في دفع البابا تواضروس لتأجيل اجتماعات المجمع المقدس إذ تختص لجنة شئون المهجر بطرح قضايا الكنيسة في الـ62 دولة التى تتواجد فيهم بالخارج ومن ثم يحضر تلك الاجتماعات كافة الأساقفة من جميع أنحاء العالم وهو أمر لا يمكن حدوثه في ظل الظروف الحالية.
عدم وجود ضرورة ملحة لعقد الاجتماع
ليس هناك ضرورة رعوية أو كنسية حاليا تقتضي أن يعقد البابا تواضروس اجتماع المجمع المقدس في ظل كل هذه الأجواء الصحية الخطرة، ومن ثم يحق للبطريرك استخدام سلطته كرئيس لمجمع الأساقفة في تأجيل الاجتماع وهي المرة الأولى في عهد البابا تواضروس التي يتخذ فيها مثل هذا القرار.
تعيش الكنيسة هذه الأيام ،أيام الخماسين وهى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح "أى عيد القيامة"، وعيد الخمسين "أى عيد العنصرة" وهى فترة فرح فلا يُصام فيها، ويجرى الطقس فيها باللحن الفرايحى، ويُحتفل فيها يوميًا بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات.
يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والأحد الثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الأحد الثالث، فهو أحد السامرية، والأحد الرابع يسمى بنور العالم، والأحد الخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة.