بالرغم من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة لمجابهة فيروس كورونا والتصدي لهذا الوباء، إلا أن معدلات الإصابة والوفيات لازالت تسجل أرقام مرتفعة، لا سيما في ظل غياب الوعي لدى بعض المواطنين، وعدم تجنب الزحام والاختلاط والنزول للشوارع دون حاجة ملحة لذلك.
هؤلاء العابثون بالوباء، الذين يضربون بالإجراءات الاحترازية عرض الحائط، ينشرون المرض والوباء بين الناس، يقتلون أنفس بشرية "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، لا يبالون بنصائح المختصين ولا يتعاملون مع الأمر بجدية.
بعض الشباب الذين يتجمعون على نواصي الشوارع والطرقات، وأصحاب المقاهي الذين يستقبلون الزبائن خلف الأبواب المغلقة، والشباب الذين يتجمعون للعب كرة القدم في أماكن نائية ليلاً، والأشخاص الذين ينقلون "عزال عروسة"، وتجمعات بعض المواطنين في العزاء وعقد القران، و"لمة العائلات" على الإفطار والسحور بأعداد ضخمة، كل هؤلاء "فيروس" ينخر في جسدنا جميعاً.
أعتقد..أن أسبوع ما قبل عيد الفطر المبارك هو الأخطر، في ظل عدم وعي البعض بالمسئولية، والنزول للأسواق للشراء بكثافة، وحرص البعض على اقتناء ملابس العيد، و"لوازمه" من كعك وتجهيزات أخرى، فضلاً عن سفر بعض المواطنين وتنقلهم من محافظات لأخرى لقضاء العيد مع ذويهم في الأرياف، والتنقل الغير آمن داخل سيارات الأجرة التي تتكدس بالركاب، في ظل رغبة بعض السائقين في جمع أكبر قدر من المال.
هذه السلوكيات السلبية، إذا لم نتلاشها ستكون العواقب وخيمة، والأضرار فادحة، لا سيما أن الفيروس القاتل يجد من الزحام والاختلاط بيئة خصبة للانتشار.
وبالرغم من هذه السلوكيات السلبية من قبل بعض المواطنين، إلا أن الأطباء والمختصين يواصلون العمل ليل نهار من أجل تخفيف الألم عن المرضى وإنقاذ الأرواح، من خلال ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها منع حدوث المرض والوقاية سواء بالنسبة للجماهير أو الأطقم الطبية، والمحور الثاني يتمثل في رفع كفاءة العلاج، والثالث يهدف لتقليل نسب الوفيات.