الالتهاب هو علامة على استجابة الجسم الطبيعية للعدوى، فعند الإصابة بأى فيروس أو مرض يتحرك الجهاز المناعي، وتؤدي موجة النشاط من قبل الخلايا الدفاعية بالجسم إلى أعراض ثانوية مثل الحرارة واحمرار الجلد أو الحمى، ولكن كيف يؤدى الالتهاب لزيادة المضاعفات عند إصابة أصحاب الأمراض المزمنة بفيروس كورونا، وفقاً لموقع " جريدة "ديلي ميل" البريطانية.
العلاقة بين الالتهاب وفيروس كورونا
الالتهاب السبب وراء العدد الكبير من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في العديد من الدول، وذلك بسبب الإصابة بأمراض مزمنة تسبب استجابة التهابية مفرطة تؤدي للوفاة.
إن الالتهاب الناجم عن دفاع جهاز المناعة المستمر ضد الأمراض المزمنة- يعني أن المتضررين يكافحون للحفاظ على وظائفهم الحيوية حتى قبل أي اتصال مع فيروس كورونا، وعند الإصابة بالفيروس يثير استجابة التهابية دفاعية إضافية، مما يعرض الجسم لحالة من الفوضى قد تنتهي بالوفاة، وهذا يفسر أن أصحاب الأمراض المزمنة أو البدناء أكثر عرضة لخطر مضاعفات كورونا.
وأوضحت مراجعة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة Nature ، أن "الاستجابة الالتهابية المفرطة سبب رئيسي لشدة المرض والوفاة في مرضى كورونا ".
ولأن فيروس كورونا عدوى جديدة ولا يزال فهم كيفية عملها ناشئًا، يرى العديد من الأطباء أن العدد الكبير من الوفيات بكورونا يستدعي الانتباه للأمراض المزمنة والالتهاب.
وتشير الإحصاءات في بريطانيا إلى أن أكثر من 90 % من وفيات كورنا تقع بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، والذين يعانون من السمنة المفرطة وأفراد الأقليات العرقية ممثلون بشكل زائد في الوفيات.
وقال البروفيسور كيفين فنتون، المدير الإقليمي للصحة العامة في PHE و NHS London: "إن الفهم الدقيق لكيفية تأثير الأمراض على مجموعات مختلفة من الأشخاص مهم حقًا، لذا يجري العمل التفصيلي والدقيق حتى نتمكن من فهم ذلك بشكل أفضل واستكشاف الأسباب المحتملة لأي تفاوتات".
وبحسب بحث نُشر الأسبوع الماضي من قبل فريق في جامعة أكسفورد، والذي حلل السجلات الصحية لـ 17.4 مليون شخص ، فإن أكثر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن الشديدة هم أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات بسبب فيروس كورونا.
وقال الدكتور ديفيد حسلم ، رئيس المنتدى البريطاني للسمنة: "يرتبط الالتهاب ارتباطًا وثيقًا بجميع الأمراض الأخرى التي تجعل المرضى يسوء حالتهم الصحية عند إصابتهم بفيروس كورونا مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب وما إلى ذلك."
ومن المعروف أن السمنة والأمراض المزمنة تؤدي أيضًا إلى الالتهاب وقد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مستويات أعلى من جزيئات الرسائل الالتهابية تسمى السيتوكينات، والتي تتداخل مع وظائف الخلية الطبيعية وتضر بها.
كما خلصت مراجعة بحثية كبيرة ، نُشرت في عام 2016 من قبل الجمعية الأمريكية للتغذية، إلى أن السمنة والمشكلات الصحية المرتبطة بها - مثل ارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع مستويات السكر في الدم والدهون في البطن - لها "تأثير كبير" على صحة جهاز المناعة والدفاع ضد المرض.
وأظهرت مراجعة لما يقرب من 90 دراسة - في مجلة Vaccine في عام 2015 - أن أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) فوق 30 لا ينتجون خلايا الأجسام المضادة استجابة للتطعيم ضد الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا والكزاز والتهاب الكبد لأن مناعهم لا تعمل بشكل صحيح ونتيجة لذلك ، لا تحمي اللقاحات هؤلاء الأشخاص.
هناك عدد من المشاكل الصحية المزمنة مثل: السكرى من النوع الثاني وأمراض القلب وأمراض الكبد والخرف، زترتبط جميعها بالالتهاب وتضر أيضًا بأنظمة صيانة الجسم، بما في ذلك المناعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة