ينقلنا إلى السماء حين نسمعه يردد "مولاى إنى ببابك" فنشعر أن الملائكة تجتمع لتنصت إليه، يسقى الروح ورعاً ومحبة وتوسلا لله فينساب الدمع عندما تستشعر وقوفك على باب الرحمن وضعفك أمام قوته وسماعه لمناجاتك وتستبشر بقربه ورحمته.
إنه قيثارة السماء وصوت الملائكة الشيخ سيد النقشبندى، الذى ترك الدنيا فى عمر 55 عاما، ورغم هذا العمر القصير بحساب الزمن إلا أنه خلد اسمه إلى يوم الدين بما تركه من روائع تمتع الأجيال وينهل منها الواقفون على باب الرحمن.
فهل لنا أن نتخيل أنه رغم ما نسمعه من روائع للشيخ النقشبندى وأشهرها نشيد " مولاى إنى ببابك" إلا أن معظم تراث قيثارة السماء لم ير النور ولم يصل إلى آذان عشاقه.
هذا ما كشفه المهندس رضا حسن جامع تراث الشيخ سيد النقشبندى وأحد المقربين إليه فى تصريحات خاصة لليوم السابع.
المهندس رضا حسن جامع تراث النقشبندى
وقال المهندس رضا حسن أن الشيخ النقشبندى ترك تراثاً ضخاً يعادل تراث كل المنشدين المعاصرين، وحتى الأن نكتشف روائع جديدة للشيخ النقشبندى من تسجيلات بالدول التى أقام فيها حفلات ومنها سوريا، وروائع غناها بطريقة وأداء أخرى تختلف عما سمعناه، مؤكدا أن بحوزته مفكرات قيثارة السماء التى كان يكتب فيها يومياته وما كان يقدمه من أعمال بشكل يومى، ويعطى لنفسه تقييماً ودرجة من 10 عن كل حفلة وعمل.
وقال جامع تراث النقشبندى أن الشيخ كان يسجل للإذاعة كل عام فى رمضان 30 دعاء واستمر على هذا من عام 1968 وحتى عام 1975.
وأوضح قائلا:" ذهبت إلى الاذاعة العام الماضى وفتشت فى الشرئط فوجدت 5 ابتهالات لم يسمعهم أحد وأذيعوا رمضان الماضى وهناك حفلات فى سوريا لم يتم تسجيلها رسميا ولكن سجلها عشاق الشيخ"
وتابع:"كان الشيخ النقشبندى يتميز بأنه منظم ويكتب فى مفكرته كل حفلاته بالتاريخ وماذا قدم فيها وماذا أنشد، كما كان يكتب فيها أفكاره وخواطره، وكتب فيها عن حفلاته بسوريا التى كان يحضرها العلماء والأدباء والمفكرين وكان الشيخ يتجلى معهم ويبدع وتفوق على الجميع بإمكانياته الصوتية الخارقة وعلمه الواسع حتى أنه كان يرتجل فيها الكثير من الروائع"
وكشف جامع تراث الشيخ النقشبندى عن أوراق بخط يد قيثارة السماء تحمل جزءا من قصة تعاونه مع الملحن الكبير بليغ حمدى، ومنها ورقة من مفكرات الشيخ بتاريخ الأحد 17 أكتوبر 1971 كتب فيها النقشبندى "دعوة السيد رئيس الجمهورية محمد أنور السادات لمناسبة زواج كريمته بالقاهرة"، وأسفلها وبتاريخ اليوم التالى الاثنين 18 أكتوبر كتب : التقيت بالسيد الوزير الدكتور حاتم واللجنة" ، وورقة أخرى كتب فيها " أول لقاء مع الأخ بليغ حمدى الموسيقار"
وأشار المهندس رضا حسن إلى أنه لا يقتنع برواية الإذاعى وجدى الحكيم عن أن الشيخ رفض فى البداية التعاون مع بليغ حمدى لأنه لم يكن قد أنشد بالموسيقى من قبل، وأن الحكيم اتفق معه أن يجلس معه ويسمعه وإذا أعجبه الأمر أعطاه إشارة بخلع عمامته ، وان النقشبندى بعد أن بدأ بليغ فى التلحين انبهر لدرجة أنه خلع عمامته وقفطانه.
وقال جامع تراث النقشبندى:" تعاون الشيخ مع بليغ حمدى لم يكن المرة الاولى التى يستخدم فيها الموسيقى والألحان ولكنه تعامل بالموسيقى منذ عام 1967 مع الموسيقار محمد الموجى فى حلقات مسلسل سلمان الفارسى وبها انشاد موسيقى للنقشبندى ، وفى عام 1968 قدم البرنامج التلفزيونى "فى نور الأسماء الحسنى "للكاتب محمد على ماهر وكانت عبارة عن إنشاد موسيقى للنقشبدى وتولى تلحينها عمالقة الموسيقى محمود الشريف وعبدالعظيم محمد وأحمد عبدالقادر، كما كان الشيخ يغنى من أغانى أم كلثوم ومحمد قنديل"
وعن التعاون بين الشيخ النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى قال المهندس رضا حسن :" الشيخ سيد كان متواجد فى حفل خطوبة بنت الرئيس السادات فى القناطر، حيث افتتح الحفل بإنشاده ومن بعده أم كلثوم وعبدالحليم، وكان السادات لديه ملكة التذوق الفنى و بليغ حمدى موجود فى الفرح فدار بفكر الرئيس أن يكون هناك تعاون بين النقشبندى وبليغ حمدى ، فقال لبليغ عاوز اسمع ألحانك بصوت الشيخ سيد "
وتابع:"يوم 18 أغسطس عقد اجتماع بين الوزير محمد عبدالقادر حاتم والشيخ سيد وبليغ واللجنة استدعت الشاعر عبدالفتاح مصطفى وكتب 15 نشيد سماهم مجموعة أنغام الروح لحنهم بليغ ومنهم نشيد مولاى وهذه المجموعة هى :" كن لنا نعم المعين، أخوة الحق، عليك سلام الله، أى سلوى، أيها الساهر، ما أعظم الذكرى ، يادار أرقم، مولاى ، أقول أمتى، ياربنا، ياليلة فى الدهر، حمدا لك الله، أشرق المعصوم ، يارب انا أمة ، رباه يامن أناجى"
وأوضح قائلا:" بليغ ترك الشيخ النقشبندى التصرف فى اللحن والأداء كما يشاء لأنه يدرك عبقريته والألات الموسيقية كانت سعيدة بصوت الشيخ"
وأضاف جامع تراث النقشبندى :"هذه المجموعة تم تسجيلها فى أيام متتالية، ولكن لاتذيع الإذاعة والتلفزيون سوى نشيد مولاى، وماسبيرو زمان بدأ إذاعة أربعة أدعية أخرى ولكننا نفتقد 11 نشيدا من الروائع التى لحنها بليغ لا تقل جمالا فى اللحن والكلمات عن مولاى ولكنها مفقودة ولم تذاع كثيرا"
وناشد جامع تراث الشيخ النقشبندى مسئولى الإذاعة والتفزيون للتفتيش والبحث عن تراث الشيخ وإتاحته للملايين من عشاق صوته ، قائلا:" عندى استعداد أذهب لأرشيف الإذاعة وأسمتع للشرائط الموجودة ونستخرج منها مالا يتم اذاعته حتى يخرج تراث الشيخ للجمهور"
وأضاف :"الشيخ سيد قدم حوالى 240 دعاء فى رمضان ولكن ما يذاع منها لا يتجاوز 40 دعاء، ويجب الإفراج عن هذه الكنوز ولو بمنطق اقتصادى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة