فى فترة سابقة من الزمن كانت أيقونة الأعياد والمناسبات السعيدة، نلجأ إليها مسرعين لتخرج من بين أيدها أجمل تصميمات الملابس، إنها "الخيّاطة" تلك المرأة التي كان لا يخلو حى في أي مدينة أو قرية أو نجع من تواجدها، في أواخر تسعينات القرن الماضي ومع زيادة ملحوظة لاستيراد الملابس الجاهزة من الصين، وغيرها، والتي كانت تغرق السوق المصرى بموديلات مختلفة، ما جعل الفتيات والسيدات يستسهلون شراء الملابس الجاهزة، ومع مرور الوقت اختفت مهنة الخياطة تدريجيًا، إلا إذا كانت هناك بعض التصليحات.
أقمشة
وبعد اختفاء "الخيّاطة" في تلك الفترة السابقة، كنت تجد الأسواق مزدحمة بالأسر والفتيات خاصة أيام الأعياد؛ لشراء مستلزمات العيد من ملابس وإكسسوارات، ما جعل هناك رواج لدى التجار والمستوردين، ولكن دوام الحال من المحال، فبعد مرور العالم في الفترة الأخيرة بأزمات كثيرة ومتنوعة، ومنها أزمة فيروس كورونا الذى أثر اقتصاديًا على معظم دول العالم، خاصة بعد توقف الاستيراد، لاحت من جديد فكرة الخياطة في الأذهان، خاصة أنه كانت هناك بعض الدعوات لتعلم الفتيات فن الخياطة.
أيمان سعيد "خياطة"
عودة الخياطة بعد غياب سنوات
جابت عدسة "اليوم السابع" الأسواق لرصد التغيرات الجديدة داخل سوق الملابس في مصر، خاصة عودة الخياطة مرة أخرى، وتأثير عودتها على أسواق الأقمشة، والإكسسوارات المكملة للملابس، وتأثيرها أيضًا على سوق الملابس الجاهزة، فالتقينا إيمان سعيد محمد صاحبة أتيليه "خياطة" قالت: تعلمت الخياطة منذ سنوات ولكن بهدف التفصيل لى ولأولادى ولكن كل فترة كانت إحدى الصديقات تطلب منى موديل معين فكنت أصممه لها حتى عُرفت بين الوسط الذى أعيش فيه، كان يطلب منى تفصيل الفساتين السواريه وبعض الملابس الخفيفة للأطفال، وبالتالي كان الأجر ضعيفا، وبعد ذلك فتحت أتيليه وبدأت أعمل خياطة، ولكن كان الإقبال ضعيفا للغاية.
وتابعت إيمان: "الأزمة الحالية أفادت المنتج المصرى خاصة الأقمشة، بدأت المصانع في إنتاج أقمشة جودتها عالية تنافس المنتج المستورد، لدرجة أن سعرها أصبح أغلى، الأقمشة كثيرة ومتنوعة وبتدى فرصة للبنات تنقى وتفاضل عشان تلبس حاجة كويسة ومظبوطة".
أقمشة
وأضافت إيمان: "البنات بتصور الفستان أو الموديل من البرندات اللى بتتابعها، وبتنقى القماش المناسب والإكسسورات وأنا بفصلها بالضبط زى ما هى عاوزة وأحسن من المستورد، لأنها بتقيس أكثر من مرة ومابتاخدش الهدوم غير لما تكون مظبوطة عليها".
وتابعت: "عمرى ما كنت أتخيل إن مهنة الخياطة ترجع تانى والناس تسيب الملابس الجاهزة سواء كانت مصري أو مستوردة، أذواق الناس اختلفت كتير، كل واحدة بتحب تلبس موديل مختلف عن التانية، بصراحة الأتيليه بتاعى اشتغل وفى رواج أكثر من الأول، ودا مش حالى وبس معظم الأتيليهات رجعت تانى تشتغل كويس جدًا".
محمد عبد السلام
تاجر: عودة الخياطة عمل رواج فى سوق الأقمشة
ومن الخياطة إلى تاجر الأقمشة محمد عبد السلام صاحب محل بحى الحسين، فقال: "رجعت حركة بيع وشراء القماش من جديد، القماش المستورد بقاله فترة ممنوع ينزل بسبب وقف الاستيراد، الكلام ده جعل مصانع القماش المصرى تطور من نفسها وتطلع منتج كويس جودته عالية، بعدما الخياطة رجعت تشتغل تانى وتفصل حركة البيع والشراء زادت جدًا طول السنة مش في الأعياد بس لكن مع الأزمة الأخيرة زادت أكثر، لأن البنات قعدت في البيت وركزوا في الموضة والموديلات وإنهم يلبسوا حاجة كويس، مش يستسهلوا ويشتروا الجاهز وخلاص، أحلى حاجة أننا أعتمدنا على نفسنا". وتابع تاجر الأقمشة: "احنا عندنا خياطين وترزية ممتازين بيفصلوا كل حاجة زى البراند وأحسن، والإقبال عندنا للقماش القطن والكتان".
اكسسورات ملابس
هانى صفوت
تاجر إكسسورات ملابس: المنتجات المصرية أصبحت تنافس المستورد
ومن تاجر الأقمشة إلى تاجر الإكسسورات، حيث قال هانى صفوت صاحب محل إكسسورات ملابس في منطقة الموسكى: "الفترة السابقة كان هناك المنتج المستورد والمحلى ولكل منهم زبائنه، أما الآن بعد الأحداث الأخيرة جعلت البنات تتجه للتفصيل، وتفكر في موديلات جديدة من ابتكارتهن واستخدام إكسسوارات الملابس، فتنتج موديل مختلفة من ذوقها، وساعدها على ذلك أن الأسعار في مجملها أقل بكتير من الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى جودة المنتج المصرى الذى طور نفسه كثيرًا عن ذي قبل.
اكسسورات ملابس
عمر خالد بائع فى محل خردوات
تاجر خردوات: الشغل أحسن من الأول بكثير
أما عمر خالد، بائع في أحد محلات الكلف والخردوات بالموسكى، فقال: "الشغل بقى أحسن من الأول كثير، خاصة بعد رجوع مهنة الخياطة تانى زى الأول، خصوصًا أن كل اللى بتحتاجة الخياطة من أبر وخيوط وزارير وكلف بأنواع مختلف وألوان جديدة جعل في حركة بيع كبيع أكثر من الأول، وعلى الرغم من أن المنتج المصرى ممتاز جدًا إلا أن في زباين بتطلب المستورد".
أمين محمد مدير محل ملابس
تاجر ملابس جاهزة: الاعتماد كله على المنتج المصرى
وقال أمين محمد مدير محل ملابس جاهزة في منطقة وسط البلد: "هذا العام اختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة، لا توجد حركة بيع وشراء منذ فترة خاصة منذ وقت السيول الذى حدث أخيرًا وحتى الأسبوع الماضي بدأت الحركة تزداد تدريجيًا"، وأشار إلى أنه ليس هناك استيراد من الخارج وأغلب الشغل يعتمد على المنتج المصرى، أما الإقبال هذا العام جدًا، وعن عودة الخياطة مرة أخرى فقال: حركة البيع والشراء لم تتأثر بعودة الخياطة، ونأمل أن تعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى.
أقمشة
فتيات تفضلن الخياطة بدلًا من الجاهز
أما عن آراء الفتيات في عودة الخياطة، تقول ياسمين محمد: التفصيل أصبح بالنسبة لى ضرورة أفضله أكثر من الملابس الجاهزة، أختار الموديل الجديد من البراندات العالمية وأذهب به للخياطة لتقوم بتفصيله، الموديلات أصبحت مضبوظة للغاية على مقاسي، والأهم أنها ليست مكلفة مثل الجاهز، وتابعت: "القماش والتفصيل أرخص كثير، وكمان ماحدش لابس نفس الموديل يعنى بقي شكل لبسي مختلف، وكنت بعانى كثير جدًا لما أجيب فستان أو بلوزة أفضل أصلح فيها وألبس بيديهات عشان يناسبتي، لكن دلوقتى بختار الموديل وبفصله بمنتهى البساطة".
ملابس جاهزة
أميرة تعلمت الخياطة وأصبحت تفصل لأولادها
أما أميرة سيد إبراهيم فقالت: التحقت بمدرسة لتعليم الخياطة، بعد معاناتى سنوات طويلة مع الملابس الجاهزة وطول بال الخياطين، وأجمل متعة عندما ارتدى فستانا أو جيبة من صنع يدى" وتابعت: "تعلمت الباترون والقص والتصميم وأنواع القماش والتفصيل، وإزاى أعمل موديلات معينة، دلوقتى بجيب المودلات العالمية وبفصلها بنفسي، وسوق الحمزاوى ما خلاش حد نفسه في حاجة كل أنواع القماش هناك، وأجمل ما في الموضوع إنه فعلا متعة أثناء التفصيل والابتكار الجديد، التفصيل شيء ممتع، وأولادى بفصلهم كل حاجة بإيدى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة