لا تخلو الحياة وسط همومها أن ترسل إلينا ضحكة تنبت من هذه الهموم التى تحيط بنا، فبينما ينتشر وباء كورونا ويهددنا فعليا، ويطالبنا بمزيد من الحذر، نجد ضحكة كبرى تنتشر بعدما انتشر "فيديو" لأحد الشيوخ كان يهم بإقامة صلاة العيد، لكن يبدو أن الشرطة داهمته، فولى هاربا، واصطادته كاميرا تليفون أحد الواقفين فى الشارع.
وقد تبين بعد ذلك أن هذا الشيخ "مزيف" وأنه مجرد طالب غير ملتزم، ولم يكن يذهب لأداء امتحاناته، حسبما أفادت وزارة الأوقاف، وهنا تتحول الضحكة المجلجلة إلى ضحكة "باكية"، فإن هذا الشيخ المزيف الذى يريد لنا أن نلتزم بكل شىء ومنها السنن، ولا يراعى ظرف ما أعجز الناس عن فعل ذلك، هو نفسه لا يقوم بواجبه "الفرض" لا يؤدى الامتحان، مما يؤكد لنا أننا نواجه خطرا كبيرا فى الحياة.
ويكمن هذا الخطأ فى عدم تقدير "الخطر" المحيط بنا، وهذا الطالب غير المهتم بمستقبله، والذى يسعى بيده للإساءة لنفسه بكونه طالبا فاشلا ، يبحث عن "مكانة" وسط الزحام، لكنها مكانة خاطئة، لأنها تقوم على أسس غير منضبطة، منها أنه ليس أهلٌ لهذه المهمة، فهو ليس نموذجا لقيادة الناس للصلاة وبالتالى هو نموذج لكثير من الشخصيات التى تفرض أنفسها علينا، لا يكونون مؤهلين لذلك بالفعل، ولا يهتمون بأنفسهم ولا يعملون على "إعدادها"، ومع ذلك يطالبون بأخذ مكانا ليس من حقهم، وخطورة ذلك أنه يضيع حقوق من يستحقون بالفعل.
أما الأساس الثانى الذى يجب الوقوف عنده، أن عادة من يكونون فى أماكن ليست لهم، يكون رد فعلهم غير مناسب للظرف المحيط بهم، يكونوا "متشددين" وغير واقعيين، ومن أسوأ ما تقابله مجتمعاتنا "عدم الواقعية" وعدم البحث عن مناسبة الأشياء والظروف.
عندما سمعت بقصة الشيخ المزيف أدركت أننا نواجه ما هو أخطر من فيديو "شيخ يجرى فى الشارع بالزى الأزهرى" هناك خطأ فيما يحدث، أن يظن الناس أن مواجهة الوباء لا تكون بالالتزام لكن تكون بالمخالفة، وهذه طريقة تفكير ربنا يستر علينا منها.