تستند الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، إلى الآيات القرآنية من أجل الوصول لأغراضهم الدنيئة والبعيدة عن التعاليم الصحيحة، وبررت لنفسها من خلال تفسيرات خاطئة للدين القتل والسلب باسم الدين الإسلامى، وطوال تاريخهم استخدموا بعض الأدبيات القديمة، مستخدمين مصطلح مثل "سحرة فرعون" ليرموا به المعارضين والصحفيين والإعلاميين، بحجة أنهم مؤيدون للأنظمة الحاكمة.
لكن يبدو أن جهل قادة هؤلاء الجماعات التفكيرية بأمور الدين، جعلهم يطلقون العديد من المصطلحات دون أن يعرفوا معناها، فأصبحوا يطلقون كلمات أصلها تمجيد على أنها تقليل.
"سحرة فرعون" حسبما ورد فى كتب التفاسير، هم مجموعة من السحرة دعاهم فرعون لمواجهة موسى، عليه السلام، بعدما أخرج موسى لفرعون يده البيضاء وبعدما ألقى عصاه فإذا هى ثعبان عظيم، وكانت نتيجة المواجهة أن خر السحرة لله ساجدين وأعلنوا إيمانهم برب موسى وهارون، حسبما جاء فى النص القرآنى: "فَأُلْقِى السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى".
ودائما ما كانت تخرج تصريحات قادة الإخوان الإرهابية ومرشدهم العام، وبيانات الجماعات التفكيرية بوصف رجال الإعلام بـ"سحرة فرعون" الذين جمعهم فرعون لسحر الناس، ولبث الرعب والرهبة فى قلوبهم من دعوة النبى، مصورين المادة الإعلامية التى يقدمها الإعلام العربى وكأنه الشيطان يوحى للإعلاميين، رغم أن إعلام الجماعة والقنوات الداعمة للجماعات الإرهابية تقدم موادّ فيها تشويه وإساءة متعمدة للشعب والدولة المصرية، يبثون مواد كاذبة لكن هؤلاء الكاذبين ليسوا سحرة فرعون، وهم حقا ليسوا منهم لأن هؤلاء السحرة آمنوا بالحق ورأوا الهدى أمامهم واهتدوا به.
لكن الغريب أن هذا المصطلح الشائع لدى العناصر التكفيرية يعتبر مدحا لا ذما، فسحرة فرعون كانوا من أفضل نماذج الإيمان والصدع للحق، وقدموا لنا قصة رائعة لانتصار الفطرة، والاستجابة لصوت الصدق والحق، والانصياع لنداء الإيمان.
فهؤلاء السحرة عاشوا طوال عمرهم على الضلال وأذى الخلق، ومع ذلك لما تبين لهم الحق جهروا به أمام أحد أشد الحكام ظلمًا وجورًا وطغيانًا، وهو فرعون، ولم يتعللوا بعلل كثيرة من خوف على النفس أو المال أو الجاه، ولم يرضوا بكتم الإيمان وإيثار التقية، وهكذا هم كثير ممن يتهم جماعات الإرهاب بأنهم سحرة فرعون، لا يكتمون فضح ممارسات هؤلاء الفاسدين، ولا يخافون فضح مخططاتهم الدنيئة أمام الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة