يستمر فيروس كورونا في الانتشار وفي حيرة للبشر، وكل يوم نحاول فك لغزاً جديداً من ألغازه، ومن بينها فترة التعافى من الفيروس، فعلى الرغم أن مراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية"CDC" قالت أنها تكون في الغالب بالنسبة للحالات الخفيفة 14 يوماً، إلا أن هناك ظاهرة جديدة وهي تزايد عدد مرضى كورونا الشباب الذين يعانون من حالات خفيفة أو معتدلة وتزيد فترة أعراض المرض لأكثر من شهر بل واستمرت الأعراض عند البعض حتى بعد الشفاء والتعافى، فما السبب وراء ذلك.. هذا ما نحاول التعرف عليه في السطور التالية..
وذكر موقع "إنسايدر" أن استمرار الأعراض لأكثر من شهر يخالف التوجيهات الصادرة عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، والتي أشارت إلى أن أعراض الفيروس المعتدلة تستمر لمدة 14 يومًا، أما بالنسبة لمرضى الحالات الحرجة ، يمكن أن يستمر الشفاء حتى 6 أسابيع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
لكن الطبيعة المحدودة للبيانات المتعلقة بالمرضى الذين يتماثلون للشفاء حتى الآن تعني أنه ليس لدينا الكثير من المعلومات حول مدة استمرار الأعراض عادة.
في الدراسات العلمية، عادة ما يكون المرضى المتعافون هم الذين خرجوا من المستشفى، ونظرًا لأنه يتم تشجيع ذوى الأعراض الخفيفة على البقاء في المنزل، فمن غير المحتمل أن تظهر معدلاتهم في الأبحاث.
وقال الدكتور نيت فافيني، القائد الطبي في Forward، وهي مؤسسة للرعاية الأولية تجمع البيانات عن مرضى فيروس كورونا في أمريكا، لموقع "إنسايدر": "نرى بالتأكيد أشخاصًا تستمر أعراضهم أكثر من أسبوعين ضمن المرضى الذين أعالجهم من كورونا في ولاية سان فرانسيسكو".
وأوضح إن مراكز السيطرة على الأمراض كانت "بطيئة للغاية في تحديث إرشاداتها حول الأعراض ومدة استمرارها."
وقال "من الصعب تحديد نسبة الأشخاص الذين يعانون من أعراض تستمر لأكثر من أسبوعين، لكننا نلاحظ ذلك بالتأكيد لكنها لا زالت ظاهرة غير شائعة".
وأكد أن الفيروس يتسبب في جميع أنواع الالتهاب والخلل في الجسم ويمكن أن يستغرق وقتًا أطول، بعد التعافى من الفيروس، حتى تعود كل هذه الأشياء إلى طبيعتها."
كيف تختلف شدة الأعراض من يوم لآخر
يمكن أن تختلف شدة الأعراض من يوم لآخر بالنسبة للعديد من مرضى فيروس كورونا، حيث أن بعض المرضى أبلغوا أنهم كانوا لا يستطيعون الخروج من غرفتهم لعدة أيام، ثم بدت الأمور تتغير كل دقيقة، حيث تتغير الأعراض من وقت لآخر ما بين ألم الجسم والصداع واحتقان الأنف وفقدان حاستي الشم والتذوق وألم الصدر وصعوبة التنفس والسعال الجاف، وبالطبع قد يشعر كل مريض بأعراض تختلف عن غيره.
كورونا
استمرار الأعراض لدى بعض المرضى بعد الشفاء والاختبار السلبى
وقال الدكتور فافيني إنه حتى بالنسبة للمرضى الذين يتعافون قد تستمر لديهم الأعراض بعد الشفاء وسلبية الاختبار، مضيفاً أنه من السابق لأوانه التكهن بمدة استمرار الأعراض للمرضى العاديين.
وأشار إلى أن من بين المرضى الذين عانوا من مضاعفات فيروس كورونا الحادة مثل الالتهاب الرئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أو السكتات الدماغية، يمكن أن يسبب فيروس كورونا تلفًا دائمًا للأعضاء.
وأوضح أنه يمكن أن يؤدي فيروس كورونا أيضًا إلى حدوث جلطات دموية في الرئتين لا تظهر في التصوير المقطعي المحوسب المنتظم، وذلك يمكن أن يسبب ضيقًا مستمرًا في التنفس.
وأضاف أنه شاهد في الآونة الأخيرة مرضى كورونا يعانون من سعال مستمر وإسهال، "هناك أيضًا أشخاص يصفون عدم الشعور بالراحة لفترة طويلة - فقط يشعرون بـ" الإيقاف "بطريقة ما".
وأشار فافيني إلى أن الأعراض التي تتجاوز أسبوعين قد تكون نتيجة عدوى فيروسية مستمرة، ولكنها قد تكون أيضًا ناجمة عن تأثيرات ثانوية للفيروس، مثل الالتهاب المستمر، قد يفسر هذا سبب استمرار ظهور الأعراض بعد الاختبار السلبي.