"باقات كورونا" أحدث وسائل استغلال خوف المواطنين من الفيروس.. معامل تعلن عن إجراء تحاليل وهمية للتشخيص.. التحليل بـ600 جنيه وأخذ العينات "دليفرى" بـ200.. أستاذ باثولوجيا أكلينيكية يحذر: معامل بير السلم "بتسترخص"

الإثنين، 04 مايو 2020 08:00 م
"باقات كورونا" أحدث وسائل استغلال خوف المواطنين من الفيروس.. معامل تعلن عن إجراء تحاليل وهمية للتشخيص.. التحليل بـ600 جنيه وأخذ العينات "دليفرى" بـ200.. أستاذ باثولوجيا أكلينيكية يحذر: معامل بير السلم "بتسترخص" كورونا
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- أستاذ باثولوجيا أكلينيكية بطب سوهاج: معامل بير السلم "بتسترخص" لتحقيق أرباح بالكروت السريعة.. و"الكاشف السريع" لم تثبت فاعليته

- عضو بالجمعية الأمريكية للكلينيكال باثولوجى: صورة الدم وسرعة الترسيب ووظائف الكبد ليس لهم علاقة بكوفيد19

- استشاري باثولوجيا إكلينيكية بالسعودية: الـPCR التحليل الوحيد المعتمد عالميا للتشخيص والأجسام المضادة لا تظهر إلا بعد أسبوع من الإصابة
 

"قدرنا نوفر لكم التحاليل اللازمة للكشف عن الإصابة بفيروس الكورونا المستجد حصريا، لدينا تحليل يكشف عن وجود الأجسام التى ينتجها الجسم فى حالة الإصابة بعدوى فيروسية، والأجسام التى يفرزها الجهاز المناعى لمكافحة الفيروس حتى بعد الإصابة بفيروس كورونا بفترة طويلة، لو مش عايز تنزل من البيت، اختار زيارة منزلية بعد تحديد الفرع الأقرب لك، تكلفة التحليل 600 جنيه، لكن هانعمل خصم مساهمة منا لـ500 جنيه، وتكلفة الزيارة المنزلية لتحاليل covid19، هى 200 جنية لكل زيارة نظرا لاجراءات التعقيم المختلفة".

 

ما سبق كان نموذجا لأحد الدعايا التى لجأت لها بعض معامل التحاليل الخاصة، عبر المواقع الإلكترونية، للإعلان عن توفيرها "باقة من التحاليل الخاصة لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد"، وذلك بالمخالفة لقرارات الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والترخيص، بوزارة الصحة، والتى أكدت على عدم إجراء تحاليل خاصة بفيروس كورونا المستجد، خارج نطاق وزارة الصحة والسكان، واعتبرت القرارات أن الأمر هام وعاجل، إلا أن عددا من الأطباء والمتخصصين بمجال التحاليل الطبية، بعد تواصلنا معهم، أكدوا أن عددا من معامل التحاليل لم تلفت للأمر وبدأت فى استغلال الوباء لتحقيق أرباح.

 

قال الدكتور تامر سليمان، مدرس الباثولوجيا الأكلينيكية بكلية طب سوهاج، أن التحاليل المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، نوعين: الأول منهما لتشخيص وجود الفيروس له نوعين (الأول هو تحليل ال PCR، وهو الذى تم اعتماده رسميا من منظمة الصحة العالمية لتشخيص الفيروس، وهو ذات تكلفه مرتفعة، وغير موجود إلا فى معامل وزارة الصحة، والتحليل الثاني: هو التحليل السريع: ثمنه رخيص، ويكشف عن وجود الأجسام المضادة فى الدم، والتى تمثل مناعة الجسم ضد الفيروس، إلا أن منظمة الصحة العالمية لا توصى باستخدامه لأنه حتى الآن غير دقيق فى التشخيص، ومازالت الأبحاث تحاول تطويره، إلا أن معامل بير السلم "بتسترخص" وعاوزة تعمل بيزنس وتستخدمه، وهو غير دقيق، ممكن يطلع نتائج ايجابية خاطئة.

 

وأوضح سليمان، فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: وذلك يعنى أن الشخص المريض من الممكن أن تظهر نتائج الفحص بالكارت السريع سلبية، رغم إيجابية إصابته خاطئة، وبالتالى يتحرك بشكل طبيعى مما يؤدى إلى انتقال العدوى بين الناس، أما النوع الثانى من التحاليل لكورونا: هى تحاليل تقييم حالة المريض بعد تشخيص الإصابة بالفيروس، حتى يتمكن الأطباء المعالجين من التعامل مع المريض المصاب بالفيروس، وبالتالى لا يتم عملها إلا للمرضى الموجودين فعليا فى مستشفيات العزل، موضحا أن تحليل الـ PCR يعتمد على تحديد وجود الـRNA أى جينات الفيروس، والتى يتأكد من خلالها وجود الفيروس نفسه، أما تحاليل الكروت السريعة فهى تحدد مناعة الجسم ضد الفيروس أو الأجسام المضادة، وليس الفيروس نفسه، لافتا إلى أن أكثر حالات الوفيات من المُسنين، والذين غالبا يكونوا مصابين بأمراض مُزمنة، والتى بدورها تُسبب نقص فى المناعة، أى أن نقص المناعة قد ينتج عن مرض مُزمن وليس كورونا فقط.

 

فيما قال الدكتور محمد شديد، أخصائى تحاليل طبية، حاصل على البورد الأمريكى فى التحاليل الطبية، وعضو الجمعيه الأمريكيه للكلينيكال باثولوجى، أن بعض المعامل تستغل عدم إدراك المواطنين بالجوانب العلمية للتعامل مع الفيروس، وأطلقت ما يُسمى بـ"باقات" كورونا، عبارة عن صورة دم – فريتين– CRP – سرعه ترسيب ووظائف كبد، وهى عبارة عن بعض التحاليل ليس لها علاقة بالفيروس، وتشخيصه أو حتى التنبؤ بالإصابة، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت عدم وجود أى تحليل مؤكد لتشخيص الفيروس إلا RT-PCR، وهو تحليل معتمد بالإضافة إلى وسائل أخرى مثل: أشعة الـCT، وهى وسائل غير موجودة إلا فى المستشفيات والمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، لافتا إلى أن كافة التحاليل التى يتم الترويج لها من قبل المعامل من الممكن أن يكون المريض مُصاب بالفعل لكن بدون أعراض، وبالتالى تظهر سلبية إصابته بالفيروس، خاصة أن الأجسام المُضادة لا تظهر إلا فى الأسبوع الثانى من الإصابة.

 

وأشار شديد، فى تصريحات لليوم السابع، أن حساسية الـPCR نفسه 60%، والبرتوكول حاليا لا يعتمد عليه ف التشخيص إلا بعد ظهور الأعراض بأسبوع على الأقل، مؤكدا ضرورة توجيه أى شخص لديه شكوك بإصابته إلى مستشفيات وزارة الصحة، وفى حالة عدم وجود أعراض سيتم عزله 14 يوم، وفى حال زيادتها سيتم عمل مسحه له، ويتم عزله، قائلا: لكن ممنوع منعا باتا عمل أى معمل تحاليل لوهم المواطنين بأنها تشخص، ولنا فى السعودية، مثال، حيث حصل معمل من المعامل الكبيرة على الموافقة على عمل تحليل PCR فقط لتخفيف الضغط على مستشفيات الصحة، ولكن لم يتم اعتماده فى سحب العينة فى المعمل، لعدم وجود غرفة عزل، ولا ضغط سلبى، لذا يتم سحب العينه فى المستشفى، ثم تحويل العينة للمعمل.

 

ولفت الدكتور أحمد زهران، أخصائى باثولوجيا إكلينيكة، الأمين العام لنقابة أطباء الدقهلية، إلى مخاطر عمل المعامل الخاصة فى تحاليل فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن أغلب الناس ستقبل على التحليل بها، وومن يكتشف إصابته بالفعل، لن يُعلن عن الإصابة نتيجة لأن كثيرا من الناس يتعامل معها باعتبارها "عار"، وبالتالى سيلجأ إلى العزل المنزلى، وتعريض المحيطين به لمخاطر انتقال العدوى.

 

فى سياق مُتصل، قال الدكتور محمد محرم استشارى باثولوجيا إكلينيكية فى المملكة العربية السعودية، إنه لا يزال عالميا التحليل المعتمد لتشخيص الإصابة بفيروس كوفيد19 هو تحليل الـ PCR، أما عن استخدام الكروت أو غيرها، فهى لم يوصى بها من قبل منظمات الصحة حول العالم، خاصة أنها تعتمد على الأجسام المضادة والتى تأخذ عدة أيام لتظهر فى الدم، كما أن هناك عدة عوامل تؤثر عليها، وتتحكم بها، مثل: السن والحالة الصحية والحالة الغذائية، والكثير من الأمراض الأخرى، وبالتالى لا يمكن أن تصبح مؤشر للإصابة، مضيفا: لأنها ممكن تكون طبيعية فى فترة الحضانة قبل ظهور الأعراض، وفى الحالات المبكرة والحالات البسيطة وعليه كونها طبيعية لا تنفى الإصابة.

 

وأضاف محرم، لليوم السابع: كذلك صعوبة أخذ العينات لتحليل الـPCR، ودقتها، يمنع إجراء التحاليل خارج معامل وزارة الصحة، حيث يحتاج أخذ مسحات الأنف إلى أطباء متخصصين أو فنيين ذوى تدريب عالي، لأخذ هذه العينات غير الروتينية، لافتا إلى أنه لا يزال فى المملكة العربية السعودية الاعتماد الأوحد على التشخيص هى المسحات و تحليلها باستخدام الـPCR، والإعلان عن أى وسائل أخرى هى غالبا لأغراض تجارية، ونوع من أنواع استغلال حالة الهلع عند المواطنين للتربح، و استخدام الخداع اللفظى فى لفظ "تحليل الكورونا".

 

من ناحيتها، قالت الدكتورة هدى هجرس أستاذ مساعد للباثولوجى بجامعة ولاية اركنساس، فى الولايات المتحدة الأمريكية، أستاذ مساعد فى جامعه الزقازيق، أن عملية الفحص لكورونا تبدأ بمرحلة اسمها triage، ويتم خلالها مقابلة المريض الذى لديه شك بالإصابة، والطبيب المختص يناظره إكلينيكيا وفق نتائج الفحص، ويتم أخذ مسحه منه وإرسالها إلى المعمل لتحاليل "البى سى آر"، مشيرة إلى أن المستشفى التى تعمل بها لديها 4 أجهزة بى سى آر، لافته إلى أن نسبه الاكتشاف فى أمريكا مرتفعة لأنها أجرت 4 مليون و190 ألف تحليل، وتم توزيعها على الولايات وفق معدلات الإصابة فى كل واحدة منها.

 

ولفتت هدى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى وجود قرار من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بزياده عدد "التستات" من الشركات المنتجة، بالإضافة إلى lab development test ، أى أن المعامل من الممكن أن تعمل بالمكونات الأساسية لتحليل البى سى آر، من دون الحاجه لأجهزة الشركات، أى أنهم يبنون "التست" الخاص بهم، وذلك كله تحت مراقة من الـFDA إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وCDC مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.

 

واختلف معهم بعض الشئ، الدكتور محمد أبو زيد، عضو مجلس النقابة العامة للعلميين، قائلا: إنه تواصل مع أحد الشركات الصينية لشراء كروت الكشف السريع لكورونا، إلا أن غلق المطارات حال دون ذلك، وهى تصدر الأجسام المضادة من نوع الـ IGG للإصابات القديمة، والـIGM للإصابة الحديثة، مشيرا إلى أن حساسية الPCR حساسيته حتى الآن لم تتخط الـ70%، لافتا إلى أن فيروس كورونا يُحدث بعض التغييرات، ومن الممكن أن تظهر فى كرات الدم البيضاء، والتى تُظهرها بعض التحاليل، إلا أن ذلك لا ينفى أن حساسيتها ضعيفة، ولا يمكن تحديد موعد ظهور الـIGG، لأنه مازال فيروس حديث.

 

وأضاف أبو زيد،: لا يوجد أى وسيلة تكشف عن المرضى الذين تماثلوا الشفاء إلا كروت الـIGG، إلا أن المشكلة فى استغلال البعض للأزمة، حيث أن تكلفة استيراد الكارت بـ50 جنيه، وبعد غلق المطارات اكتشفنا وجودها لدى البعض بـ350 جنيه، أى أن إجراء التحليل لن يقل عن 700 جنيه، أى أن الموضوع بدأ يتم الاتجار به.

 


وأخيرا، حذرت نقابة الأطباء، وزارة الصحة من مغبة الاعتماد على إجراء الكاشف السريع rapid test فقط، للإطمئنان على خلو أعضاء الفريق الطبى بمستشفيات علاج حالات كورونا، قبل عودتهم للاختلاط بعملهم العادى وأسرهم، مؤكدة أنه لم تثبت فاعليته أو جدواه ويهدد بنتائج خطيرة فى زيادة انتشار العدوى وسط الأطقم الطبية والمجتمع وحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية هذا التحليل لايمكن الإعتماد عليه للتشخيص ويستخدم فقط للأغراض البحثية وان التحليل الوحيد المعتمد هو تحليل pcr.

 

وأضافت النقابة، أن تحليل الكاشف السريع المستخدم لكشف وجود الأجسام المضادة للفيروس فى الدم، وهذه الأجسام تبدأ فى الظهور فى الشخص المصاب من 6 - 10 أيام بعد الإصابة، ونسبة دقة هذا التحليل منخفضة جدا، وهناك نتائج ايجابية وسلبية كاذبة بنسب عالية ومتفاوته، لافته إلى أن ارشادات منظمة الصحة العالمية توضح أن هذه التحليلات لا يمكن الاعتماد عليها للتشخيص ، ولكنها تستخدم حاليا للإغراض البحثية وأن التحليل الوحيد المعتمد للتشخيص هو تحليل PCR، مشيرة إلى أن الاعتماد على هذه الكواشف السريعة، ستكون لها نتائج خطيرة جدا فى زيادة انتشار العدوى.

520204161117930-Screenshot_20200429-172858_Instagram
 

 

520204161117932-Screenshot_20200429-173705_Instagram
 

 

520204161117935-Screenshot_20200429-173750_Instagram
 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة