التاريخ يعيد نفسه بقوة فما أشبه اليوم بأمس مع انتشار وباء فيروس كورونا بدول العالم أعاد إلى الأذهان الوباء السابق الذى ضرب العالم منذ 100 عام وهو الانفلونزا الإسبانية، وبالرغم من كل الإمكانيات والتقدم العلمى الهائل في القرن الحالي إلا أن العلماء لم يجدوا سوى الاستعانة بنفس الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتبعت منذ قرن من الزمان وقت تفشى وباء الإنفلونزا الإسبانية من التباعد الاجتماعى وغلق المدارس ومنع التجمعات.
ووفقا لتقرير لجامعة ستانفورد لم تختلف الإجراءات المتبعة في مواجهة الوبائين سواء كورونا أو الإنفلونزا الإسبانية فتحدى جائحة الإنفلونزا في 1918 وكالات الصحة العامة، فكان المرض غامضا ومخيفا ولم يكن العالم أيضا مستعدا لحدث بهذا الحجم مثلما يحدث الآن مع فيروس كورونا.
الإجراءات الوقائية المتبعه منذ 100 عام
اتخذت سلطات الصحة العامة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا تدابير أساسية للسيطرة على الوباء والتي كانت تهدف إلى الحد من انتقال الفيروس عن طريق منع الاتصال، ووضعوا خططهم البحثية لفهم كيفية انتشار جرثومة الإنفلونزا فى الهواء عن طريق السعال والعطس، وتصورهم لمسببات الأنفلونزا وعندما توصلوا أن العدوى تنتقل عن طريق الهواء تم فرض إجراءات للسيطرة على العدوى واعتبرت التجمعات العامة وتجمع الناس في أماكن قريبة بمثابة بؤرة لتفشى المرض وتم التشديد على تجنب الاجتماعات المزدحمة وتم إغلاق العديد من المؤسسات العامة وحظر التجمعات العامة خلال فترة الوباء.
كما أصدرت إجراءات أخرى للحد من انتشار عدوى فيروس الإنفلونزا الإسبانية أبرزها غلق الصالونات وقاعات الرقص ودور السينما وحظر الجنازات العامة لأنها كانت تجمعات غير ضرورية، كما اعتبروا أن سيارات الشوارع تشكل تهديدًا خاصًا للمجتمع مع التهوية السيئة والازدحام والنظافة.
كما تم إغلاق المدارس منذ 100 عام في ظل تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية، حيث أدى انتشار الوباء في بريطانيا إلى إغلاق المدارس الابتدائية العامه وفي فرنسا تم استبعاد الطلاب الذين يعانون من أي أعراض وأشقائهم من المدرسة.
وكانت الطرق الأكثر تقييدا لمكافحة العدوى الصادرة عن إدارات الصحة العامة هي الحجر الصحي وعزل المرضى حتى تختفى كافة الاعراض ورأوا أن خطر وباء الإنفلونزا كان خطيرًا للغاية لدرجة أنه كان من الضروري تأمين العزلة للمريض، والضغط على المرافق الصحية والمستشفيات مثلما يحدث الآن مع تفشي وباء كورونا كان لا بد من إدخال الحالات الشديدة فقط إلى المستشفى في حين كان مرضى الأنفلونزا الذين عانوا من أعراض بسيطة فى المنزل.
ومثلما نراه الآن من حملات توعوية وتثقيفية من جانب منظمة الصحة العالمية فلم يختلف هذا الإجراء عما حدث منذ 100 عام فكانت هناك برامج تثقيفية ودعاية حول نظافة الجهاز التنفسي حول مخاطر السعال والعطس والتخلص من الإهمال في الإفرازات الأنفية، والتوعية بضرورة وأهمية غسل اليدين قبل تناول الطعام ومزايا النظافة العامة، وأصدرت إدارات الصحة العامة ملصقات الإنفلونزا لتثقيف المجتمع والحد من انتشار العدوى.
وكانت أيضا أحد الجوانب الرئيسية للوقاية هو استخدام طرق التطهير والتعقيم وتم التنبيه على ضرورة تعقيم جميع الفراش والغرف بشكل دوري لقتل أى آثار لعدوى فيروس الإنفلونزا الإسبانية، وتم وضع محلول يد مطهر بشكل ملائم للأطباء والتمريض كما اقترح أحد التقارير الفرنسية أنه يجب على موظفي أجنحة الإنفلونزا ارتداء البلوزات داخل الجناح وإزالتها عند المغادرة.
وكانت الكمامة المصنوعة من الشاش هي الطريقة الأبرز للوقاية من عدوى الإنفلونزا الإسبانية، ووجدوا أن ارتداء الكمامة أدى إلى انخفاض سريع فى عدد حالات الإنفلونزا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة