أكد الأنبا بطرس فهيم مطران المنيا الكاثوليكي على أهمية الدور الذي يلعبه الكهنة هذه الأيام رغم إغلاق الكنائس
وقال في مقال نقله المتحدث الرسمي باسم الكنيسة: قد يكون لكل مهمة ورسالة ووظيفة في الحياة أهمية في وقت ما. فالطبيب يحتاجه الناس في حالات المرض. والمهندس في حالة الإنشاءات وفي حالة التخطيط، والمهندس الميكانيكي في صيانة وإصلاح واختراع الأجهزة. والفلاح في الزراعة، والتاجر في التجارة، والشرطي في حفظ الأمن وهكذا ... إلخ.
واستكمل: أما الكاهن فأعتقد أن الناس تحتاجه في كل يوم. حتى ولو لم يكن الناس يلجئون إليه إلا فيما ندر، وفي بعض الاحتياجات المحددة مثل احتياجهم لبعض الطقوس، أو للاستشارات الروحية، أو خدمة الأسرار، أو لحل بعض المشكلات الأسرية ... إلخ.
واستطرد: الحقيقة أن الكاهن له مهمة ورسالة أكبر من هذه الخدمات، التي يؤديها لصالح شعبه في بعض المناسبات، وعند الحاجة. مهمة الكاهن هي أن يكون رجل المعنى، بمعنى أنه هو الذي، بفضل اتصاله الدائم بالله وبكلمته وبروحه، يعيش ويشارك كل أحداث الحياة مع الناس ومثلهم وإلى جانبهم، ولكن بفضل تكوينه وعلاقته مع الله، هو من يجد دائما المعنى لكل ما يعيشه هو، وما يعيشه إخوته البشر من أحداث ومواقف وظروف، إيجابية أو سلبية، مفرحة أو مؤلمة، صعبة أو سهلة ... الخ.
وتابع الانبا بطرس: فالكاهن من المفترض أنه أُعد ليكون مثل النبي في العهد القديم، رجل الله، أو "الواقف قدام الله"، والذي منه يستمد معنى وقيمة كل شيء وكل حدث وكل موقف، فهو الذي يكتشف على ضوء تأمله كلمة الله وإصغائه الدائم لها، مضيفا: وأن يساعد الناس على اكتشاف إرادة الله في كل ما يحدث، ويثبت إيمانهم بسيادة الله على العالم والأحداث والتاريخ. ويعلمهم أن يروا عمل الله في كل شيء، ويجدوا المعنى لحياتهم والقيمة لما يعيشوه، فليس شيء في الحياة يحدث بالصدفة، وليس شيء في الوجود بلا قيمة وبلا معنى وبلا هدف. هكذا كان دور كل أنبياء العهد القديم الأساسي اكتشاف معنى الأحداث وإرادة الله من وراء كل شيء وفي كل الظروف.
وواصل الانبا بطرس: يتعب الناس ويتشككوا، وأحيانا يملوا أو يتملكهم الخوف والرعب، وأحيانا يفقدوا التوجه والهدف الذي تأخذهم إليه هذه الأوضاع. وأحيانا يفقدوا والمعنى والقيمة التي تكمن في بعض الأحداث الصعبة والمؤلمة مضيفا: وهنا يأتي دور الكاهن، ليس لأنه منفصل عن الآخرين، وليس لأنه أذكى من الآخرين، لله ليست حكرا على الكاهن لأنه كاهن، ولا على المكرس لأنه مكرس، بل إني اشهد أن هناك الكثيرون من العلمانيين والعلمانيات الذي عرفتهم وتقابلت معهم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة