واحدة من أهم الروايات الأفريقية فى السنوات الأخيرة، هى رواية "العظام المتقاطعة" للكاتب الصومالى الأبرز نور الدين فرح، الصادرة عام 2011، وهى رواية تحكى قصة البطل جيبلة، الذي عاد بعد مرور حوالى 12 عاما على زيارته الأخيرة، إلى العاصمة الصومالية مقديشو التى طال انتظارها لرؤية أصدقائه القدامى يرافقه صهره مالك، الصحفى المهتم بتغطية الاضطرابات السياسية المتزايدة فى العاصمة الصومالية.
الكاتب الصومالى نور الدين فرح يحكى قصة مؤلمة فى بلاده التى مزقتها الحرب، ومع ذلك فإن أول شىء يواجهانه لم يكن الفوضى التي توقعاها وإنما الهدوء المؤلم الذى تفرضه شخصيات موجودة فى كل مكان يرتدون ملابس بيضاء ومسلحين بالسياط.
فى الوقت نفسه، يصل شقيق مالك إلى منطقة بونتلاند المضطربة بحثا عن ابن زوجته، الذى يبدو أنه تم تجنيده من قبل المتمردين الصوماليين، فى الأثناء، سيجبر الإخوان على الخوض في النسيج الاجتماعي لبلد على حافة الانهيار الداخلي وعلى وشك أن يتحول إلى ساحة معركة في محاولة لرفض غزو القوات الإثيوبية.
والجدير بالذكر أن فرح، المرشح البارز لنيل جائزة نوبل للآداب يرسم في هذه الرواية الرائعة، صورة تمكنت على الرغم من طابعها النقدي الشديد، من إضفاء الطابع الإنساني على التعقيدات التي تعيشها المنطقة الممزقة بشكل دائم بسبب العنف والفساد والفقر والتعصب.
ونور الدين فرح كاتب صومالي معاصر يكتب الإنجليزية. اهتم بتحرير المرأة في فترة ما بعد الاستقلال. ولد في الصومال عام 1945 وكتب روايته الأولى عام 1970 بعنوان "من ضلع معوج" عن فتاة من قبيلة بدائية فرت من زيجة مرتبة لرجل أكبر منها سناً بكثير. كتب ثلاثيتين، وتُعد روايته "خرائط" (الرواية الأولى ضمن ثلاثيته الثانية – دماء في الشمس – هي أهم رواياته بإجماع النقاد، كما أنها أشهر أعماله، وكتبها عام 1986)، حصل نور الدين فرح على جائزة نيوستاد الأدبية عن مجمل أعماله عام 1998 (وهي جائزة تُمنح كل سنتين وتُعد ثاني أهم جائزة أدبية في العالم بعد نوبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة