نشاهد اليوم لوحة للفنان السويسرى "رودلف يوهان وايز" الذى عاش فى الفترة بين عامى (1846-1933) ويمكن أن نسمى اللوحة "الفنان الشعبى".
تنقلنا اللوحة إلى حى مملوكى، حيث تظهر على البعد مئذنة لأحد المساجد الشهيرة فى المنطقة، والتى تحمل دلالة واضحة على خصوصية المكان.
وفى ظنى أن الفرقة الفنية التى يبدو منها عازف الناى "المغنى" وضارب الدف، قد ظهرت فجأة فى الحارة، فاجتمع الناس ليستمتعوا، ومن الواضح أن تأثير الفرقة الإيجابى كان واضحا تماما على المستمعين.
أما أنماط الشخصيات الموجودة فى اللوحة، فنرى الغلبة للأطفال، الذين عادة ما تستهويهم مثل هذه الفنون فيخرجون من بيوتهم مسرعين، ساعين لتتبع الفنانين فينتقلون وراءهم من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة.
ومع ذلك نجد فى اللوحة شخصيات أخرى، فلدينا امرأة تحمل على رأسها "جرة" ويبدو على وجهها الابتسام، ترتدى زيا تقليديا يزينه "عقد" أحمر اللون، وتمسك فى يدها طفلها الذى يحاول التخلص من قبضتها، كما نجد رجلين على رأسيهما عمامتين تشبهان عمامة طلاب الأزهر الشريف، وربما أحدهما الذي يجلس على حصير الحلفاء يعمل أستاذا فى الجامع بينما الآخر طالب به، مما يفتح بابا لدراسة العلاقة بين الفنون والدين فى ذلك الوقت، وعلى الدكة الخشبية يجلس رجلا، تنظر إليه طفلة، ومع أنه يردد مع الفرقة لكنه يبدو صاحب البيت الذى وقفت أمامه الفرقة الفنية، أما بائعة الفاكهة التى تعرفنا عليها من الفاكهة المعروضة بجانبها، فقد أولت وجهها ناحية العرض فلم نر ملامح وجهها، ومن بعيد دخل رجل يركب جملا ولما رأى العرض الفنى وقف ليشاهد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة