فى مطلع القرن العشرين، كان العالم تجتاحه جائحة الطاعون الذى انتشر قادما من الصين إلى المدن الساحلية حول العالم، وعندما توفى وونج تشوت كينج البالغ من العمر 41 عامًا فى مارس 1900، كانت هناك مخاوف من أن الوباء قد وصل أخيرًا إلى الأراضى الأمريكية.
وبعد فحص عينات من تشريح جثة وونج، أكد رئيس خدمة المستشفى البحرى فى المدينة تلك المخاوف: جاء الطاعون إلى أمريكا، ولسوء الحظ ، لم يغادر أبداً، ويمثل موت وونج بداية أول وباء للطاعون فى الولايات المتحدة، والذى أصاب 280 شخصًا على الأقل وقتل 172 على الأقل.
ومن المحتمل أن المرض قد تم إدخاله بواسطة البواخر الموبوءة بالفئران التى تصل إلى شواطئ كاليفورنيا من المناطق المصابة، ومعظمها من آسيا، ولكن بدلاً من تنبيه الجمهور، نفى مسئولو المدينة والدولة، بما فى ذلك حاكم كاليفورنيا، وجود أى تفشى للطاعون على الإطلاق.
وقالت مارلين تشيس، المحاضرة في كلية الصحافة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومؤلفة كتاب الطاعون البربرى: الموت الأسود فى فيكتوريا سان فرانسيسكو، إن السبب وراء التستر كان خوفا من تأثر الاقتصاد.
وأوضحت "كان هناك تهديد حقيقي للغاية بفقدان صناعة المنتجات الطازجة التي تبلغ 40 مليون دولار في كاليفورنيا"، وسعت الدولة لإخفاء حقيقة انتشار المرض.
وكان الصمت الرسمى حول المرض يستلزم أيضًا تقويض الدكتور جوزيف كينيون، رئيس خدمة المستشفيات البحرية فى سان فرانسيسكو الذي حدد بكتيريا الطاعون في جسم وونج، بصفته مسئولا في الصحة العامة، لكنه كان مصمما على مواجهة المرض ووقف انتشاره وليس التكتم عليه.
لذا كان السياسيون المحليون وأصحاب الأعمال والصحف عازمين على تشويه سمعته، "ووصفت الصحف المحلية كينيون بأنه مزيف مما يعنى أنه كان يحاول فقط أخذ أموال من الخزائن العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة