تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا المهمة، وأبرزها أنه بعد وصول باراك أوباما كأول رئيس أمريكى من أصول أفريقية، شاع اعتقاد فى الداخل الأمريكى، مفاده أن المجتمع الأمريكى تخطى عقدة التمييز العنصرى التى سادت فى السلوك الجمعى لسنوات طويلة، إلا أن الكثير من الأحداث، أثبتت أن هذا السلوك ليس عابراً فى الحياة السياسية الأمريكية، بل له أسبابه التى من الصعب تجاوزها، إذ أن التمييز العنصرى انطلق من خلفيات قانونية أرست أكثر من مجرد أعراف تسببت فى الكثير من الأذى المجتمعى.
ممدوح المهينى
ممدوح المهينى: مَن قتل جورج فلويد؟
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن بعد أيام من مقتل جورج فلويد، قُتِل على مرأى الكاميرات رجل شرطة أسود، يدعى ديفيد دورن، أثناء محاولته حماية أحد المتاجر من اللصوص. ظل ملقى على الرصيف ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
من المرجح أن هذه القصة لا تحظى بكمية الغضب التى حدثت للطريقة البشعة أيضاً التى قُتِل بها فلويد، وهو يستجدى الهواء.
السؤال البسيط هنا هو لماذا؟ لكن الإجابة معقدة، وتحمل عناصر متداخلة. سمعنا أحاديث كثيرة عن العنصرية والعبودية، وشاهدنا مناظر السرقة والبلطجة، ودخول جماعة أنتفيا والفوضويين، واتهامات من كل الأطراف فى استغلال هذه الحادثة.
محمد النغيمش
محمد النغيمش: تصديق نظرية المؤامرة
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، قامت المواقع الاجتماعية ولم تقعد عندما حاول البعض تصوير جائحة فيروس كورونا المستجد بأنها مؤامرة، حتى جاء من جاء وقال إن دعوات عدم تشريح جثث المصابين يقصد منها عدم الكشف عن حقيقة تلك المؤامرة أو "خدعة" فيروس كورونا.
وربما يذكر أحدنا كيف اعتبر البعض أن وفيات مدينة ووهان الصينية، التى انطلق منها الوباء، كان بسبب الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من شبكة الجيل الخامس 5Gالصينية التى انتشرت فى البلدان الغربية وتسببت فى أعراض الإنفلونزا حسب زعمهم، وقد خرج أحد الناشطين العرب فى موقع فيس بوك بمقطع مصور بلغ نحو أربعة ملايين مشاهدة قبل أن يحذفه على ما يبدو، قال فيه إن فيروس كورونا قد صنع فى أفغانستان على شكل غاز السارين وبصورة متعمدة، بحسب موقع صوت ألمانيا.
وهناك من قال إن الملياردير بيل جيتس كان ضلعاً في أزمة كورونا باعتباره ذا صلة بشركة أدوية عملاقة وغيرها من المنظمات الدولية.
ليس هذا فحسب بل حتى موعد تصنيع اللقاح بدأ الناس بالتشكيك فى أسباب تأخيره، لما يربو على العام، وكأنهم يظنونه مجرد حفنة أعشاب يتم طحنها لدى المهتمين بالطب الشعبى، وينسون أو يتناسون أن إنتاج لقاح يمر بدورة تصنيعية وطبية تنتهى بالاختبارات السريرية المحكمة، ولا يضمن كل ذلك أصلاً خلو اللقاح، أى لقاح، من مضاعفات جانبية لنسب ضئيلة من البشر.
وهذا ما يدفع موجة جديدة من التشكيك بعيد إنتاج اللقاح عندما يرى البعض كيف يصاب أحد بأعراض جانبية، مثل أى دواء أو لقاح، فيصبون جم غضبهم على الدول المصنعة باعتبارها متآمرة عليهم! وهكذا لا تنتهى حفلة المؤامرات.
خليل حسين
خليل حسين: خريف أمريكا العنصرى
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، بعد وصول باراك أوباما كأول رئيس أمريكى من أصول أفريقية، شاع اعتقاد فى الداخل الأمريكى، مفاده، أن المجتمع الأمريكى تخطى عقدة التمييز العنصرى التى سادت فى السلوك الجمعى لسنوات طويلة، إلا أن الكثير من الأحداث، أثبتت أن هذا السلوك ليس عابراً فى الحياة السياسية الأمريكية، بل له أسبابه التى من الصعب تجاوزها، إذ إن التمييز العنصرى انطلق من خلفيات قانونية أرست أكثر من مجرد أعراف تسببت فى الكثير من الأذى المجتمعى.
وعلى الرغم من أن موجة الاحتجاجات القائمة على خلفية مقتل جورج فلويد ليست سابقة فى حد ذاتها، فإن وقائعها وردود الفعل عليها، أعطتها زخماً أقوى، وبالتالى تأثيرات أكثر حدة فى الحياة السياسية الأمريكية، للتأثير فى مجريات الانتخابات الرئاسية القادمة، لاسيما أن اتهامات متبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين أخذت طابعاً انتخابياً أكثر منه اجتماعياً.
إن التدقيق فى خلفيات بعض الأرقام وتداعياتها الاجتماعية والسلوكية، تظهر صوراً قاتمة، فتعداد السود يبلغ 26 مليوناً أى 11.4% من مجموع السكان، وهذه الفئة تعد من الأقليات الكبرى، التى جلبت من القارة الأفريقية، واستغلت كوقود إنتاجى فى ظروف قاسية، عمقت الشرخ الطبقى، وأعطت التمييز العنصرى لوناً أشد سواداً على مر السنين. وبات التعامل مع هذه الفئة، تراثاً يتم التعامل فيه من دون خجل فى مجتمع يدعى شرب الديمقراطية مع حليب الأطفال.