أثارت التظاهرات المنددة للعنصرية والتي أشتعلت فى عدد من دول العالم عقب مقتل المواطن الأمريكي ذو الأصول الإفريقية جورج فلويد علي يد شرطي أمريكي، ثورة علي التماثيل التاريخية والتي ترمز لبعض الشخصيات العنصرية والتي عرفت بتاريخها المؤيد للعنصرية، وكان آخرها قيام مجموعة محتاجين بريطانين بالإطاحة بتمثال يبلغ عمره 125 عاما لتاجر الرقيق إدوارد كولستون قبل إلقائه فى الميناء خلال احتجاجات "حياة السود مهمة" ضد العنصرية فى المملكة المتحدة.
وبعدما اتجه المحتجون إلى التمثال الذى كان محل جدال طويل فى برستول، قام المحتجون بربط الحبال على التمثال المصنوع من البرونز وقاموا بسحبه من قاعدته الحجرية ووسط صيحات عالية ورقص بين المحتجين الذين كان أغلبهم من البيض قاموا بجر التمثال إلى الرصيف القريب وألقوه فى الماء.
وأدانت بيرتى باتيل، وزير الداخلية البريطانية، هذه التصرفات وقالت إن أعمال التخريب تشتت الانتباه عن السبب الذى يحتج لأجله الناس بالفعل.
وتم تصوير أحد المتظاهرين وهو يميل على عنق التمثل بركبته فى محاكاة للوضع الذى تعاملت به الشرطة الأمريكية مع فلويد ما أدى إلى وفاته الشهر الماضى.
كما شهدت المدن البلجيكية خلال الأيام الأخيرة حالات متكررة من استهداف تماثيل الملك الراحل ليوبولد الثاني، الذي يعتبره المؤرخون مسؤولا عن الإبادة الجماعية لسكان الكونغو في عهد الاستعمار.
وأثناء المظاهرات اعتلت مجموعة من المحتجين تمثالا للملك البلجيكي، ليوبولد الثاني، ورفعت علم جمهورية الكونغو الديمقراطية عليه، مرددين هتافات "قاتل" في إشارة إلى الملك، حيث تعرضت تماثيل الملك للعبث في العديد من المدن البلجيكية الأخرى، بما فيها غينت وإيكيرين وأنتويرب وهاله وأوستيندي وغيرها، حيث وضع المحتجون على بعضها الصباغ الأحمر، وتركوا على البعض الآخر رسومات جرافيتي وأضرموا النار في أحد التماثيل.
وفي نفس السياق، أزال عمال في ديربورن بولاية ميشيجان الأمريكية، تمثالا لأكثر عمدة بقاء في المنصب بالمدينة، أورفيل هوبارد، والذي كان مؤيدا لسياسات الفصل العنصري وأدلى بتعليقات عنصرية على مدى فترة عمله التي استمرت 35 عامًا والتي انتهت في عام 1977.
وقالت متحدثة باسم المدينة إن التمثال أصبح "رمزًا للانقسام بدلا من أن يكون رمزا للوحدة"، حيث تجددت الدعوات لإزالة التمثال في ضوء الاحتجاجات واسعة النطاق على وفاة جورج فلويد.
كما أزالت السلطات في فيلادلفيا، تمثال مفوض الشرطة السابق فرانك ريزو، بعد أيام من تشويهه من قبل المحتجين خلال المظاهرات الحاشدة التي خرجت ضد مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية الذي قتل على يد شرطي أمريكي في الآونة الأخيرة، وفقًا لما أكدته "نيويورك تايمز".
وتعرض تمثال رئيس بلدية فيلادلفيا السابق فرانك ريزو الذي يتواجد بالقرب من مبنى الخدمات البلدية في وسط المدينة إلى عمليات تشويه وتخريب خلال احتجاج على وفاة جورج فلويد، من ذوي البشرة السمراء الذي توفي في مينيابوليس، يوم 25 مايو الماضي.
وأكد عمدة مدينة فيلادلفيا جيم كيني، أن التمثال لم يعد متواجدًا الآن أمام مبنى الخدمات البلدية في المدينة.
وفي وقت سابق سابق من الأسبوع الحالي أشار عمدة مدينة فيلادلفيا إلى أنه لا يحب هذا التمثال وأعلن خطة لنقله في وقت لاحق من الشهر الجاري.
كما قرر حاكم فيرجنيا إزالة تمثال الجنرال روبرت إي لي الذى عرف برفضه المساواة بين البيض والسود، مما لاقى قبولا بين المحتجين وباركه القس روبرت دبليو لي الرابع حفيد حفيد الجنرال الكونفدرالي، وذكرت مراكز بحثية، أنه يوجد 13 ألف تمثال ورمز كونفدرالي في الولايات المتحدة بينها 10 على الأقل داخل مبنى الكونجرس في واشنطن، وتمثال الجنرال لي في جامعة تكساس تقرر أيضا إزالته وهو من رموز "الكونفدرالية" التى آمنت بتفوق العرق الأبيض.